رئيس الاستخبارات التركية يلتقي الشرع بدمشق    حقيقة تولي يورجن كلوب تدريب روما الإيطالي    عبد المنعم عمارة: عندما كنت وزيرًا للرياضة كانت جميع أندية الدوري جماهيرية    بعد 9 سنوات.. تطوير ملاعب الناشئين في نادي الزمالك    حشيش وهيروين وفرد خرطوش.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو «ترويج المخدرات» بالقليوبية    «التعريب وثقافة الهوية».. أحدث إصدارات الهيئة العامة للكتاب    لماذا لا يشعر المواطن المصري بثمار التنمية؟.. رئيس معهد التخطيط القومي يجيب    محافظ الغربية يجتمع بقيادات شركة المياه لمتابعة مشروع شارع الجلاء في المحلة    بالصور.. يسرا وهدى المفتي من كواليس تصوير فيلم الست لما    وزير الصحة يبحث سبل تعزيز التعاون في المجالات الصحية مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا    توريد 544 ألف طن من الذهب الأصفر لشون وصوامع محافظة الشرقية    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    تشديد للوكلاء ومستوردي السيارات الكهربائية على الالتزام بالبروتوكول الأوروبي    وزير الدفاع يشهد تنفيذ مشروع مراكز القيادة التعبوى للمنطقة الغربية العسكرية    محافظة القدس تحذر من دعوات منظمات «الهيكل» المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى    بعد دخول قائد الطائرة الحمام وإغماء مساعده.. رحلة جوية تحلق بدون طيار ل10 دقائق    أندوريل تكشف عن طائرتها القتالية المسيّرة المتطورة «فيوري»    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    بالصور- رئيس جامعة أسيوط يتفقد لجان امتحانات كلية الآداب    وزير التعليم العالي: طفرة كبيرة بالمنظومة التعليمية في عهد السيسي    محافظ بورسعيد: المحافظة ظلمت بسبب إدراجها ضمن المدن الحضرية    فرج عامر: يجب إعادة مباراة القمة.. واتحاد الكرة المسؤول عن هذة الأزمة    موعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في دوري سوبر السلة    سالم: نجهز ملف كامل حول أزمة القمة قبل الذهاب للمحكمة الرياضية.. ومتمسكون بعدالله السعيد    باو فيكتور: لم أفكر في مستقبلي مع برشلونة.. وسأتخذ القرار المناسب    جمال العدل: عقوبة الأهلي بعد انسحابه مهزلة.. والدوري المصري أصبح أضحوكة    جامعة القاهرة تستقبل وفدا صينيا بمستشفى قصر العيني الفرنساوي    ب48 مصنعاً.. وزير الزراعة: توطين صناعة المبيدات أصبح ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية    استمارة التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026    الأرصاد: طقس غداً الأربعاء حار نهاراً معتدل ليلاً    شوفنا الدم على هدومه.. جيران يكشفون تفاصيل ذبح أب على يد ابنه بأسوان    عامل يشرع في قتل صاحب ورشة بسبب الخلاف على أجرة إصلاح موتوسيكل بسوهاج    «عبداللطيف» يشهد توقيع بروتوكول مع «التعليم أولًا» لرفع كفاءة العاملين بالمدارس الرسمية لغات    5 فرص عمل للمصريين في مجال دباغة الجلود بالأردن (شروط التقديم)    ذكرى رحيل سمير صبرى وسمير غانم فى كاريكاتير اليوم السابع    بإطلالة أنيقة.. ياسمين صبري تخطف الأنظار في أحدث ظهور    الإفتاء توضح فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة.. وغرة الشهر فلكيًا    الأزهر للفتوى يوضح حجم الحجر الأسود وفضل استلامه ومسحه    حملات مكبرة لغلق مغاسل السيارات المخالفة في الغردقة    طريقة عمل القراقيش بالملبن بخطوات بسيطة    «مكافحة العدوى» بمستشفيات سوهاج الجامعية الثاني في ترصد الأمراض الوبائية    التعريب وثقافة الهوية.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب    هل يجوز الحج عمن مات مستطيعًا للعبادة؟.. دار الإفتاء تُجيب    ماذا تفعل المرأة إذا جاءها الحيض أثناء الحج؟.. أمينة الفتوى ترُد    المغرب: حل الدولتين الأفق الوحيد لتسوية القضية الفلسطينية    مكتب الإعلام الحكومي بغزة: تصريحات يائير جولان إقرار واضح بجريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا    الجيش السوداني: نقترب من السيطرة الكاملة على الخرطوم    قبل امتحانات آخر السنة 2025.. ما هو الاختيار الأفضل لتحلية الحليب لطفلك؟ (أبيض ولا أسود)    نقابة الفنانين السورية تنعي بطلة «باب الحارة»    الحبس 3 سنوات لعاطلين في سرقة مشغولات ذهبية من شقة بمصر الجديدة    أنطلاق فيلم المشروع x بطولة كريم عبد العزيز ويامسين صبري بدور العرض السينمائى    دينزل واشنطن يوبخ مصورا قبل حصوله على السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان كان    عاجل- الصحة العالمية تُعلن خلو مصر من انتقال جميع طفيليات الملاريا البشرية    بعد تداول فيديو.. ضبط قائد سيارة حاول الاصطدام بسيدة على محور 30 يونيو    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    جامعة جنوب الوادي تدعو طلابها للمشاركة في "مسرح الحياة" لتعزيز الدمج المجتمعي    المركزي الصيني يخفض أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توترات الشرق الأوسط ومسار الانتخابات الأمريكية
نشر في اليوم السابع يوم 06 - 08 - 2024

الفصل بين الأحداث فى عالم السياسة والاقتصاد لا يُمكن أن يؤدى إلى نتائج وتحليلات دقيقة، فجميعها جنبًا إلى جنب من شأنها أن تؤدى إلى نتائج منطقية، تمامًا مثل قطع «البازل» التى نعمل على ترتيبها حتى تكون الصورة متكاملة وصحيحة أمام الجميع.
ربما تلاحُق الأحداث من حولنا يُصيبك كمتابع بارتباك أحيانًا، فأنت تنظُر إلى الأمور؛ كل حالة بحالتها، دون ربطها بعضها مع بعض، فى حين أن ما يحدُث فى الشرق الأوسط، منذ أحداث غزة فى أكتوبر من العام الماضى من تداعيات، بالتأكيد يرتبط كُليًا بخيط واحد سيصل بالطبع إلى نتيجة واحدة، تصُب فى صالح أطراف بعينها دون غيرها، إلا فى حالة حدوث تحولات دراماتيكية لا يُمكن أن نغُض البصر عنها، فدائمًا فى عالم السياسة هناك من يُمكنه أن يُدير الطاولة فى اللحظات الأخيرة.
وتأتى أحداث الشرق الأوسط الأخيرة، وما يشهده من تصعيد إسرائيلى إيرانى، خاصة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسى لحماس، إسماعيل هنية؛ ليأخذ الأنظار بعيدًا عن مسار الانتخابات الأمريكية، فى حين تأثُر الأخيرة بشكل مباشر بهذه الأحداث وتداعياتها؛ فعلى مدار تاريخ الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة الأمريكية، تأتى العلاقات الأمريكية الخارجية ولا سيما بالشرق الأوسط، فى مقدمة العوامل المؤثرة على فوز أو هزيمة مُرشحها، وذلك على الرغم من تأثير الملف الاقتصادى بشكل كبير على نتيجة تلك الانتخابات فى كثير من الأحيان، على توجُهات الناخب الأمريكى، إلا أن السياسة أصبحت فى السنوات الأخيرة مؤثرًا مُهمًا يُلقى بظلاله على الرأى العام الأمريكى، فقد أصبح العالم قرية صغيرة بفضل الإنترنت والسوشيال ميديا التى تُساهم فى نقل الأحداث بسرعة البرق، بما يؤثر على الصورة الذهنية للأحداث لدى الرأى العام، وفى حالة المأساة التى يعيشها الفلسطينيون الآن، ساهمت وسائل الإعلام البديلة فى كسب تعاطف وتأييد عالمى معهم من خلال نقل الأحداث أولًا بأول دون تجميل، وفضح السياسات الإسرائيلية وداعميها.
وأثارت المأساة الإنسانية التى يعيشها أهالى غزة جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلى الهمجية تجاه القطاع والضفة الغربية، حفيظة كثير من شعوب العالم، ولا سيما الشعب الأمريكى، فعلى مدار الشهور الماضية شهدت عدد من الجامعات الأمريكية احتجاجات طلابية ضد النهج الأمريكى تجاه الحرب فى غزة، فما أشبه الليلة بالبارحة فى مشاهد قلب الموازين بنتائج الانتخابات الأمريكية، ولكن ليس بالضرورة أن تؤدى المقدمات لنفس النتائج؛ ففى عام 1968 تسببت احتجاجات طلابية شهدتها أمريكا قبيل الانتخابات، كانت ضد أحداث حرب فيتنام فى فوز ريتشارد نيكسون، حيث استغلال الجمهوريون لهذا الرفض الشعبى فى الحشد ضد المرشح الديمقراطى فى ذاك الوقت جون كينيدى. وفى انتخابات 1979 كان لإيران تأثير فى مسار نتائج الانتخابات الأمريكية، بعد أن فشلت سياسات المُرشح الديمقراطى حينذاك، جيمى كارتر، فى احتواء ما أدت إليه سياساته تجاه شاه إيران، محمد رضا بهلوى، بعد اندلاع الثورة الإيرانية، وإزاحته لصالح آية الله الخمينى، فقد كانت واشنطن والشاه على وفاق سياسى إلى حد كبير، قبيل تغير السياسات الإيرانية تجاه واشنطن فيما بعد، حيث رفض الإيرانيون ولا سيما المُتواجدين على الأراضى الأمريكية فى ذاك الوقت، دخول الشاه لتلقى العلاج فى أمريكا.
وبشكل عام يؤكد تاريخ الانتخابات الأمريكية على أهمية كسب أصوات الناخبين اليهود، والداعمين لإسرائيل، ومؤيديها من جماعات الضغط، إلى جانب الاهتمام بالاقتصاد الأمريكى والقدرة على الدفع به إلى مزيد من الازدهار، فهو العامل الأهم والأكثر تأثيرًا بالنسبة لقاعدة كبيرة من الناخبين الأمريكيين، خاصة فى ظل ما يشهده العالم من تحديات اقتصادية تؤثر بشكل مُباشر على طبيعة الحياة المعيشية للمواطن.
ولعل دخول الأزمة المتصاعدة بين إيران وإسرائيل على خط الحرب الإسرائيلية على غزة، يُوجه دفة الناخبين إلى المُرشح الجمهورى، دونالد ترامب، فالرأى العام الأمريكى كان مؤيدًا بنسبة كبيرة لسياساته تجاه طهران، وما فرضته واشنطن من عقوبات عليها فى عهده، يراها عدد من المحللين السياسيين الغربيين أنها نجحت إلى حد كبير فى تقويض عدد من الممارسات الإيرانية فى الإقليم عبر أذرعها فى مناطق مختلفة، وبالأخص حزب الله اللبنانى والحوثيون فى اليمن، فهما الأذرع الأكثر تأثيرًا فى الشرق الأوسط، حيث التصعيد بينهما وإسرائيل بين الحين والآخر، إضافة إلى التأثير بشكل مباشر على المصالح الاقتصادية لدول العالم، بسبب هذه المناوشات، التى تسببت بتهديد الحوثيين لأمن وسلامة الملاحة فى البحر الأحمر.
وربما يسعى الحزب الديمقراطى خلال الفترة المُقبلة فى محاولة احتواء أزمة الشرق الأوسط، لصالح مُرشحته، كامالا هاريس، والتى دخلت السباق الرئاسى الأمريكى بعد إعلان الرئيس الحالى جو بايدن، انسحابه، فى ظل ما تعرضت له سياساته من انتقادات، وظهور مؤشرات واضحة بتراجع شعبيته عن الدورة الانتخابية السابقة، وهو ما ساهم بشكل كبير فى تراجع شعبية الحزب الديمقراطى، الذى يُحاول الآن بكل قوة استعادة ما يُمكن استعادته من تأييد قبيل حسم مصير الانتخابات فى نوفمبر المقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.