اختطاف "كيت وينسلت" بطلة فيلم "تيتانيك" أثناء جولتها السياحية بالأقصر.. كان هذا هو الخبر اليتيم، الذى تردد بوسائل الإعلام المصرية والغربية عن الزيارة الأولى للفنانة العالمية "كيت وينسلت" وطفليها وزوجها إلى مصر، فى ظل الأوضاع السياحية المريرة، التى تمر بها البلاد، وجولات وزير السياحة المكوكية إلى دول أوروبا لتنشيط السياحة والترويج لفكرة عودة الأمن والأمان إلى الشارع المصرى. زارت "كيت وينسلت" مصر وقضت بها عدة أيام لم تُلتقط لها صورة، أو مقطع فيديو بجانب آثار أجدادنا الفراعنة، الذين لو علموا عند نحتها أن فنانة بقيمة وعالمية "كيت وينسلت" ستقف بجانبها يومًا لكانوا نقشوا لها تمثالا صغيرا وكتبوا أسفله "ياريتنا معاكى كنا اتصورنا جنبك". هل تتذكر يا سيادة الوزير حجم الدعاية، التى صاحبت زيارة الفنانة شاكيرًا لإسرائيل على المستوى الغربى أو العالم العربى؟ كانت زيارة خاطفة لكن العالم بأسره علم بها قبل أن تحدث، ولم تتوقف الكاميرات عن تصويرها أثناء الزيارة، وانشغلت وسائل الإعلام بعد انتهاء الزيارة بنتائجها وكيف أصبحت إسرائيل مزارًا سياحيا دوليًا. فوجئ المصريون بزيارة "كيت وينسلت" لبلادهم، ولم يعلموا عن تلك الزيارة شيئا إلا بخبر مرير مفبرك عن اختطافها بمدينة الأقصر، أصاب أمن البلاد فى مقتل أمام المجتمع الدولى وحطمت جهود وزير السياحة، التى طالما تحدث لنا عنها، مهملا الترويج لتلك الزيارة العالمية واستغلالها فى الترويج للسياحة فى مصر، وعودة الأمن والأمان للشارع المصرى متجاهلا فرصة أن "كيت وينسلت" اصطحبت أطفالها الصغار وزوجها ومكثت أيامًا بلياليها تحت سماء مدنها الفرعونية وآثارها النادرة. نعلم يا سيادة وزير السياحة أن أعباءك الوظيفية جسيمة، وبرنامج عملك اليومى مشحون، لكننا نعلم أيضًا أنك تنفق آلاف الدولارات من خزينة الدولة على زياراتك لدول العالم التى تدعو خلالها شعوب تلك البلاد لزيارة مصر، وليس لدينا مبرر لتقصيرك فى الترويج لزيارة نجمة عالمية بقدر وقيمة "كيت وينسلت"، تلك الزيارة التى تعد مجانية، ومربحة إذا كنت استغللتها فى جذب محبيها من مختلف دول العالم لرؤيتها والتجول بجانبها بين آثارنا، وقضاء الليل فى غرف فنادقنا، والتسوق من أسواقنا.. كان يمكنك الترويج إعلاميا قبل الزيارة بشهر أو أسابيع أو أيام، والتنسيق مع وزارة الإعلام والفضائيات الخاصة لنقل فعاليات زيارة "وينسلت"، لكى تكون تلك الصور دليلا ماديًا تلوح به لشركات السياحة العالمية برهانا على عودة مصر آمنة، راقية، قوية، جميلة، جاذبة لأكبر وأهم فنانى العالم.