سجلت سلسلة جديدة من أعمال العنف الدامية فى سوريا أمس الأربعاء رغم مرور ستة أيام على وقف إطلاق النار، وفى ظل وجود وفد المراقبين الدوليين الذى أعلن أن مهمته تحتاج إلى "وقت وبناء ثقة"، فى الوقت نفسه أوصى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون مجلس الأمن الدولى بالسماح بنشر بعثة تضم 300 مراقب لوقف إطلاق النار فى سوريا "لفترة أولى من ثلاثة أشهر". وحصدت أعمال العنف المتفرقة 23 قتيلا بينهم 16 فى محافظة حمص، وذلك فى عمليات إطلاق نار وقصف مصدرها قوات النظام، وتفجيرات استهدفت قوات النظام، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان. وأضاف المرصد أن شخصا قتل فى محافظة درعا وقتل اثنان فى محافظة حماة وشخص فى إدلب، وفى محافظة دمشق قتل شخصان أحدهما طفلة تبلغ التاسعة من العمر. وعثر على جثة شخص بدرعا كان قتل خلال عمليات جرت الثلاثاء الماضى، فيما قتل 8 أفراد من القوات النظامية بينهم سبعة إثر انفجار عبوة ناسفة بآلية عسكرية كانت تقلهم عند مدخل مدينة إدلب وسقط ضابط برصاص مسلحين مجهولين فى مدينة دوما. من جانبه، قال بان كى مون فى رسالة إلى المجلس انه يرى أن ثمة "فرصة للتقدم" فى سوريا مع أنه "من الواضح" أن وقف إطلاق النار "غير كامل"، مضيفا "ارغب فى اقتراح بعثة مراقبة من الأممالمتحدة فى سورية لفترة أولية من ثلاثة أشهر.. أوصى المجلس بان يجيز هذه البعثة"، موضحا أنه سيقرر نشر هذه البعثة تدريجيا تبعا "لتعزيز" وقف إطلاق النار. وفى رسالته الطويلة إلى مجلس الأمن الذى يفترض أن يصوت على قرار جديد للسماح بالمهمة الكاملة، عبر بان عن "قلقه الشديد من خطورة الوضع" فى سوريا، إلا أنه قال انه "ومن دون التقليل من أهمية التحديات المقبلة، هناك فرصة للتقدم علينا أن ندعمها لنتقدم". وهذه "المهمة الموسعة" تشمل "نشر عدد من المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة يصل إلى 300" يتم نشرهم "تدريجيا على مدى أسابيع فى حوالى عشرة مواقع فى جميع أنحاء سوريا" لمراقبة وقف القتال وتطبيق خطة كوفى عنان، ومن المقرر أن يرافقهم مستشارون سياسيون وفى مجال حقوق الإنسان لكنهم لن يشاركوا فى تسليم مساعدة إنسانية. وشدد بان كى مون على أنه "من الضرورى" ا تحترم الحكومة السورية وعودها بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن المتمردة وتسهل عمل مهمة المراقبين بمنحهم حرية كاملة فى التحرك والاتصال بموجب القرار 2042 الذى تبناه مجلس الأمن السبت الماضى. وتثير خروقات نظام الرئيس السورى بشار الأسد المستمرة لوقف النار قلق المجتمع الدولى، حيث رأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون ان سوريا تقف "عند منعطف حرج" بين التقدم نحو السلام أو تعميق النزاع، مؤكدة أن استمرار العنف مع انتشار المراقبين الدوليين "أمر مقلق للغاية".