ترشُّح اللواء "عمر سليمان" نائب المخلوع ورئيس جهاز المخابرات السابق لخوض الانتخابات الرئاسية فى الوقت بدل الضائع، وبعد إطلاق بعض الشائعات والأكاذيب للتشكيك فى صلاحية بعض المرشحين البارزين المحتملين للرئاسة يثبت لكل ذى عقل مميز وفكر مستنير أن هناك مؤامرة حيكت ضد الشعب منذ بداية اندلاع ثورة 25 يناير من قبل المجلس العسكرى الذى أوهمنا بكلامه المعسول واحتوائه المزيف بأنه المنقذ والمنجى الوحيد لنا من بطش مبارك وزبانيته وأنه سيكون مع الشعب قلباً وقالباً، ولن يُضيِّع دماء مصابى وشهداء الثورة هدراً وهباء!، إلا أنه وللأسف الشديد عمل على مدار عام وثلاثة شهور على وأد الثورة وطمس كل إيجابياتها، حيث خذلنا وخدعنا بأدائه الشائن المعيب فى كثير من الأحداث والأزمات المفتعلة ضد الشعب والتى وقف حيالها وكأنه عاجز لا يملك من الأمر شيئاً، ولا يستطيع التصدى والحل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى يندم ويأسف السواد الأعظم من الشعب لقيام هذه الثورة ويتمنى عودة عقارب الزمن إلى الوراء للرجوع لعصر مبارك عليه من الله ما يستحق!، خاصة بعدما اختار المجلس العسكرى، فى ظل الظروف الحرجة التى يحياها الشعب المصرى، حكومتين هشتين ضعيفتين بلا صلاحيات وسلطات أغلب أفرادهما ممن كانوا ينتمون إلى الحزب الوطنى وعملوا لسنوات فى خدمة النظام السابق والذين زادتنا سلبيتهم رهقاً وكمداً وإحباطاً ويأساً من إصلاح الأوضاع التى تزداد سوءاً لحظة بعد لحظة، إضافة إلى برلمان منتخب مع إيقاف التنفيذ وخارج نطاق الخدمة لا يمكنه تشريع أية قوانين إلا بعد تأسيس الدستور– يحيينا ويحييكم ربنا!. ثم جاءت الضربة القاضية وهى فرض عمر سليمان على الشعب ثانية ودعمه لخوض انتخابات الرئاسة ضاربين بأهداف الثورة عرض الحائط ومصرين على أن يذهبوا بنا إلى ما لا يحمد عقباه ونتائجه، حيث التخبط والوقوع فى مشكلات أو بالأحرى اندلاع ثورة جديدة تُسفَك على إثرها مزيد من الدماء وتُزهَق الأرواح، ويحدث المزيد من الانهيار والتدمير فى جميع مجالات وقِطاعات الدولة!، كل ذلك بسبب "البطحات" الموجودة على رؤوس "الملطوطين" و"المصالح" التى يخشون المساس بها ويرغبون فى الحفاظ، عليها سواء كانت أموالاً أو سلطة أدمنوا طعمها ومذاقها الساحر والتى يصعب التنازل عنها بسهولة!. فى الحقيقة.. لا أدرى كيف للإعلام المشبوه وبعض القوى السياسية التأثير على الشعب، خاصة البسطاء، لتأييد عمر سليمان فى الانتخابات بدعوى أنه الرئيس الكفء المنتظر الذى سيحل كل المشكلات والأزمات، ويعبر بالبلد إلى بر الأمان وهو الذى أصبحت مصر فى عهده حينما كان رئيساً لجهاز المخابرات مستباحة ومُخترَقة، وفى عهد هذا الرجل خسرت مصر علاقاتها بدول منابع النيل، كما تم تنفيذ خطة انقسام السودان وهى يد مصر فى القارة السوداء، وفى عهده أيضاً سيطر الكيان الصهيونى على أريتريا بدعم أقلية نصرانية تحمل هوية قومية رغم كون الأغلبية مسلمة، وبذلك تمت لهم السيطرة على مدخل البحر الأحمر، وفى عهد هذا الرجل سمحت مصر بتدهور الأوضاع فى الصومال، وبالتالى لم تعد قناة السويس مؤمَنة، وهو أيضاً من قال عن الشعب المصرى فى حديث لإحدى القنوات الأجنبية إن الشعب المصرى غير أهل للديمقراطية وإنه سيحتاج وقتاً طويلاً لفهم الديمقراطية وتطبيقها!!. لا شك أن من يدعمون ترشح سليمان ويلمعونه من خلال الفضائيات والصحف المشبوهة لا يفعلون ذلك حباً فى سليمان وإنما كرهاً وخوفاً من التيارات الإسلامية التى لم يتم حتى الآن التمكين لها ومنحها فرصة كى تثبت كفاءتها وقدرتها على خدمة الشعب وتحقيق مطالبه وإدارة شئون البلد خير إدارة، ولذلك أتمنى أن تتحد كل التيارات الإسلامية، وتقف على قلب رجل واحد وتدرك خطورة الموقف الراهن من أجل إخماد نار هذه المؤامرة القذرة والخروج والعبور من هذه الأزمة بسلام، فلا داعٍ من التشرذم والتحزب والأنانية فى مثل هذه الظروف، كفى شعب مصر ما عناه وما زال يعانيه، وحسبنا الله ونعم الوكيل.