مسلسل مصطفى شعبان المعلم حبكة درامية عارفة جمهورها

من الذكاء الفني أن تعرف من تخاطب وكيف ومتي، تلك الأسئلة تبدو سهلة الجواب، لكن حقيقة الأمر أن الإجابة عليها هي الأصعب ومن يصل لإجابتها فهو وصل لأصل الشغلانة والمفتاح الذي يفتح له قلوب الجمهور المستهدف.

مصطفى شعبان "المعلم" وهى الكلمة التي تستوعب الاسم والصفحة، واحد ممن يتمتعون بهذا الذكاء الفطري في الاختيارات، ربما لعمله في عالم المسرح، ذلك العالم الثري بصرية ووجدانيا، والذي دوما ما يثقل الممثل الذي يقف على خشبته، ربما أيضا لدراسته للاعلام ما منحه فهم ماذا يريد الجمهور وكيف يلبي رغباته، كيف يستهدفه برسالتها الإعلامية، جميعها ربما عوامل تؤدي لنتيجة واحدة، هي أن مصطفي شعبان من القلائل ممكن يعرفون نوعية الجمهور المستهدف لهم، ويعرفون كيفية مخاطبة هذا الجمهور والسيطرة عليه وسحبه لعوالم قد لا تكون جديدة ولكن تحمل توقيع ولمسات مصطفى شعبان، فعلها من قبل، ويبدو أن جمهوره على موعد مع اختيار ذكي جديد بقيادة المخرج مرقس عادل.

المتمعن في برومو مسلسل مصطفى شعبان سيجد الكثير من العوامل التي تجعله يجلس مستمتعا منجذبا للفرجة، أولها هو أن مصطفى شعبان، يقدم بوكيه من كبار نجوم الفن، فهو من الأعمال الذي يقدم تنوع كبير على مستوى اختيار الممثلين المشاركين في المسلسل حيث يشارك في البطولة سهر الصايغ، إضافة إلى النجم الكبير أحمد بدير والذي يشكل إضافة كبير لأي عمل يشارك فيه، كذلك الفنان القدير عبد العزيز مخيون وهو الفنان المخضرم الذي يمثل ثقل كبير في عالم الدراما والسينما.

أيضا يشهد العمل مشاركة الفنانة انتصار وسلوى خطاب وكلاهما من الواضح أننا على موعد مع نوع خاص من التباري في مجال التمثيل فكلامهما له وزنه في عالم التمثيل وكارزمته وجمعهما سويا في عمل واحد من المؤكد أنه يثمر بعمل يستحق المشاهدة، فيما يشارك الفنان الأردني منذر رياحنة صاحب النجاحات الكبيرة في مجال الدراما والذي من الواضح أنه سيكون طرف الصراع داخل المسلسل، أما أحمد فؤاد سليم فهو الممثل الذي يضع بصمة واضحة في كل عمل يشارك فيه.

يحسب الأمر في ذلك للمخرج مرقس عادل الذي اختار هذا التنوع الكبير الذي يجمع بين الشباب وكبار الخبرات فتجد هاجر أحمد مع محمود الليثى، و سارة نور و أحمد عبدالله محمود، وتجد ايضا مصطفى حشيش، ولبنى ونس، و طارق النهري، مفيد عاشور وعلاء زينهم، وجميعهم لهم جمهورهم ومكانتهم.

ويحسب لمصطفى شعبان أنه حريص على أن يكون من حوله تلك الباقة المتميزة من النجوم فيظهر العمل متكامل العناصر، فريق من الممثلين نتباهي بجمهم في عمل واحد وحدوتة تعرف جمهورها كتبها محمد الشواف واستطاع أن يضع مفردات هذا العالم بشكل "يلزق في الودن" ويردده اللسان، ويصل للجمهور البسيط وهو صاحب السطوة الأكبر على الدراما التلفزيونية والكلمة الأولي من يرفعه لسابع سما ومن يطرحه أرضا، حيث يدخل الشواف الجمهور لعالم شادر السمك "الحلقة" هذا العالم الثري الملئ بالتفاصيل والحواديت وكل حدوتة تصلح لتكون عمل متكامل.