الإعلان عن ترشح المهندس خيرت الشاطر لانتخابات رئاسة الجمهورية زلزل مصر كلها.. ولا أبالغ إذا زعمت أنه احتل عناوين الصحف والمحطات الإخبارية العربية والعالمية.. وذلك لما تمثله جماعة الإخوان المسلمين من ثقل سياسى ودعوى فى كثير من أنحاء العالم.. الزلزال الذى أحدثه قرار ترشح الشاطر للرئاسة إنما حدث لأن جماعة الإخوان المسلمين ما فتئت تنفى وجود مرشح لها للرئاسة حتى اليومين الماضيين!! . فما الجديد الذى جد لتراجعها عن ذلك الوعد وهل تقاعسها عن وعدها هذا كانت مرغمة عليه أم منطلقا من أسباب أخرى قدرتها ؟ خاصة أنها تدرك أن هذا القرار سيصيبها فى مقتل ويفقدها مصداقيتها مع قواعدها أولا ومع باقى القوى الوطنية الأخرى ثانيا.. لى بعض المداخلات أود طرحها فى الآتى: أولا: يبدو أن مواجهة الجماعة مع المجلس العسكرى قد بدأت وإن شهور العسل التى عاشتها الجماعة مع المجلس العسكرى قد انقضت لأنها شعرت أن المجلس العسكرى قد استخدمها فى العديد من المواقف التى ناوأت فيها الجماعة القوى الثورية الوطنية مثل وقوفها مع المجلس العسكرى فى تعيين الدكتور كمال الجنزورى كرئيس للوزارة فى ظل رفض ثورى والوقوف ضد استجوابات بعض أعضاء مجلس الشعب لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم فى أحداث مجلس الوزراء وشارع محمد محمود.. وفى النهاية لم تجد العرفان المطلوب من المجلس العسكرى. ثانيا: يوجد احتمال آخر كان سببا فى إعلان الجماعة لترشيحها المهندس خيرت الشاطر.. وأنها قد تكون فتحت خطا مع الإدارة الأمريكية ونجحت الجماعة فى إقناعها بقوتها وأنها الأقدر على حماية مصالحها إذا ما رشحت الجماعة خيرت الشاطر لمنصب الرئاسة وفى نفس الوقت جعلت من هذه الاتصالات عامل ضغط ومصدر قلق وابتزاز للمجلس العسكرى لانتزاع بعض المكاسب منه. ثالثا: أن يكون قرار ترشح المهندس خيرت الشاطر تم بعد تفاهم مع المجلس العسكرى وأن عملية الشد والجذب التى سبقت الإعلان عن الترشح ما هى إلا خداع وتمثيلية وكان الهدف من ذلك الترشح ليس الوصول إلى كرسى الرئاسة بقدر الإسهام فى تفتيت أصوات المرشحين الإسلاميين وذلك لصالح مرشح المجلس العسكرى.