أكدت توكل كرمان اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أنها قامت بزيارة الهند للتعلم والاستفادة من تجربة الهند التى تعد أكبر ديمقراطية فى العالم وتمتاز بالتنوع، فضلا عن التعرف على النظام الفيدرالى الذى يمكن الاستفادة منه فى اليمن. وقالت كرمان اليوم الاثنين: "إن الزعيم الهندى العظيم المهاتما غاندى يعد رمزا للإنسانية ومصدرا للإلهام فى العالم العربى لنضاله السلمى ضد الظلم لتحقيق أهدافه النبيلة"، لافتة إلى أن الثورات العربية اندلعت بسبب تفشى الظلم والاستبداد، مما دفع الشباب للتعبير عن غضبهم وسخطهم بشكل سلمى ضد الفساد والحكام المستبدين من خلال التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مستغلين ثورة الاتصالات الهائلة. وأعربت عن توقعها بانتشار الثورات السلمية فى العالم على غرار ما حدث فى ثورات الربيع العربى، لأنه لا يوجد مكان للدكتاتورية والظلم، وأن المستقبل للشعوب الآن التى تناضل من أجل مكافحة الفساد والدفاع عن حقوق الإنسان. ونوهت بأن المرأة لعبت دورا مهما فى الثورات العربية وقدمت تضحيات كبيرة لدعم هذه الثورات، وقالت: "إنها واثقة بأن المرأة العربية ستشارك فى صنع القرار فى بلادها وتقودها نحو مستقبل أفضل". ورأت كرمان أن نجاح الأحزاب الإسلامية فى الثورات العربية لن يؤثر على دور المرأة، لأنه يوجد مجال كبير ومتسع لمشاركة جميع القوى والتيارات السياسية المختلفة بغض النظر عن أيدلوجياتهم وانتماءاتهم السياسية، مؤكدة أنه لم يعد هناك مجالا لاحتكار الحياة السياسية. وأعربت عن مخاوفها من ابتعاد المرأة العربية عن المشاركة السياسية فى المرحلة الراهنة مما ينتج عنه انتشار التشدد والإرهاب، مشيرة إلى أن الثوار اليمنيين مازالوا فى الشوارع والميادين مطالبين بالتغيير وأنهم لن يتركوا أماكنهم حتى تتحقق مطالبهم. وقالت توكل كرمان اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام "إن اليمن حاليا تعيش مرحلة انتقالية بتولى الرئيس المؤقت للبلاد عبد ربه منصور هادى السلطة لمدة عامين، والذى يحظى بشرعية الشعب الذى يؤيده فى جهوده نحو توحيد اليمنيين وإعادة هيكلة الجيش وقوات الأمن وتغيير قادتهم الذين ينتمون لأسرة الرئيس السابق على عبد الله صالح، فضلا عن إقامة مؤسسات جديدة وفتح حوار وطنى مع جميع أطياف المجتمع اليمنى لإيجاد حلول للبلاد". وأشادت كرمان بدور الدول الغربية فى تأييد ثورات الربيع العربى انطلاقا من مسئوليتها فى دعم الشعوب التى تطالب بحقوقها الشرعية، مشيرة إلى أن العالم تغيير الآن بعد هذه الثورات. وأعربت عن اعتزازها بالنضال السلمى للمرأة السورية التى تطالب بالحرية وتضحى من أجل مستقبل بلادها، مؤكدة دعمها وتشجعها للمرأة السورية فى هذه الفترة العصيبة التى تعيشها. وطالبت كرمان من الدول الغربية إقامة منطقة عازلة فى سوريا لحماية الشعب المدنى وفرض الحصار الاقتصادى على نظام بشار الأسد ليتوقف عن إراقة دماء شعبه. وأشارت إلى أنها ستلتقى خلال زيارتها الحالية للهند برئيس الوزراء مانموهان سينج ورئيسة الجمهورية براتيبها باتيل.