في ظل انشغال العالم بما يجرى على أرض قطاع غزة من إبادة وقصف وقتل للأطفال والنساء وتجريف البنية التحتية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، ينسى أو يتناسى الجميع ما يحدث في الضفة الغربيةوالقدس من جرائم قتل، وانتهاكات عدوانية صارخة، واستفزازات واعتقالات متواصلة لتدور حرب إسرائيلية على الضفة والقدس أودت بالفعل بحياة مئات من أهل الضفة منذ 7 أكتوبر 2023، وسجن واعتقال المئات من الفلسطينين، وتدمير المزارع وحظر التجول، وترك المستوطنين يفعلون ما يشاءون في حق الفلسطينين. حتى إبان سريان الهدن الإنسانية في غزة، لم تهدأ الأمور في الضفة الغربية ولا حتى في القدس، وقررت إسرائيل أن تفصل بين ما يحدث في قطاع غزة وما يحدث في الضفة والقدس، فواصلت القتل والاعتقال والانتهاكات، لذلك علينا أن ننتبه، خأصة أن المستوطنين تم تسليحهم من قبل الحكومة الإسرائيلية أمام العالم كله وتم توزيع 30 ألف قطع سلاح عليهم.
فالقصة - يا سادة - لست تصفية حماس وتدميرها بل هدف إسرائيل تدمير القطاع كله، والتوجه بقوة نحو التطبيق العملي الأوسع لاستراتيجيتها الدائمة القائمة على التهجير الكاملِ للشعب الفلسطيني، والتصفيةِ الفعلية لقضية تستحيل تصفيتُها من دون القضاءِ على شعبِها.
لذا، علينا أن نفهم قبل فوات الآوان أن الولاياتالمتحدة رغم ميلها إلى عدم إطالة الحرب والخوف من توسعها إلا أنها تقف كلياً وراء نتنياهو وحكومته المتطرفة، وهو ما أكده جو بايدن في أكثر من مرة، وأكده وزير الدفاع الأمريكى قائلا، "الولاياتالمتحدة ستظل أقرب صديق لإسرائيل"، والذريعة جاهزة دائما بأن المقاومة وحماس هي من بدأت الهجوم، لذلك - مهما تناسينا – ستظل الولاياتالمتحدة القوة الحاضنة والداعمة والراعية للمخطط الإسرائيلي.
والمهم أيضا أن نفهم أن الرهان العربى على الولاياتالمتحدة سيحكم عليه بالفشل عاجلا أم آجلا، وذلك في ظل المراوغات الأمريكية والإصرار الإسرائيلي على مخططه.
وأن نفهم أيضا أن الشعبَ الفلسطيني في غزة والضفة والقدس يعيش عملياً منذ عشرات السنين في سجن كبير تحاصره إسرائيل، وها هي الآن تسعى عمليا لتنفيذ مخططها الاستراتيجي بالتهجير حتى ولو أبادت الشعب الفلسطيني كله.
وأخيرا.. يجب أن لا تنسينا أحداث غزة المأساوية ما يجرى في الضفة والقدس، فما يجرى هناك جرائم إنسانية بل وجرائم حرب لا تقل خطورة عن ما يجرى في غزة، فالمخطط واحد والهدف واحد وهو تهجير وإبادة شعب فلسطين في كل بقعة من بقاع الأراضى الفلسطينية للوصول إلى الحلم "إسرائيل من النيل إلى الفرات".. فاللهم نصرا لأشقائنا في فلسطين.