رغم سجله الجنائي، تعيين "حما إيفانكا" سفيرا للولايات المتحدة في باريس وموناكو    اجتماع مجلس إدارة النادي المصري مع محافظ بورسعيد لبحث استقالة كامل أبو علي    العريس جاهز وهتولع، مسلم يحتفل اليوم بزفافه على يارا تامر بعد عدة تأجيلات وانفصالات    رحيل "أم إبراهيم"... الدراما السورية تودّع فدوى محسن عن 84 عامًا    محافظ القليوبية يشهد حملة مكبرة لإزالة التراكمات أسفل محور الفريق العصار    اسعار الدواجن والبيض الثلاثاء 20 مايو 2025    انقلاب في البر والبحر والجو، تحذير شديد من الأرصاد بشأن طقس اليوم الثلاثاء    نماذج امتحانات الصف السادس الابتدائي PDF الترم الثاني 2025 (رابط مباشر)    سعر الذهب اليوم بالسودان وعيار 21 الان ب بداية تعاملات الثلاثاء 20 مايو 2025    سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025    ياسمين صبري تكشف كواليس تعاونها مع كريم عبدالعزيز ب«المشروع X»    حماس ترحب ببيان بريطانيا وفرنسا وكندا وتطالب بترجمته لخطوات عملية تردع الاحتلال    جماعة الحوثي: فرض "حظر بحري" على ميناء حيفا الإسرائيلي    ارتفاع مفاجئ تجاوز 1400 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 20-5-2025    «أبتاون 6 أكتوبر»: استثماراتنا تتجاوز 14 مليار جنيه وخطة لطرح 1200 وحدة سكنية    بعد ترشيح ميدو.. الزمالك يصرف النظر عن ضم نجم الأهلي السابق    ترامب يتساءل عن سبب عدم اكتشاف إصابة بايدن بالسرطان في وقت مبكر    «أكبر خطيئة وتستلزم الاستغفار».. سعد الهلالي عن وصف القرآن ب الدستور    شديدة العدوى.. البرازيل تُحقق في 6 بؤر تفش محتملة لإنفلونزا الطيور    فوائد البردقوش لصحة الطفل وتقوية المناعة والجهاز الهضمي    بينهم أم وأبنائها الستة.. استشهاد 12 فلسطيني في قصف إسرائيلي على غزة    ماذا تفعل المرأة في حال حدوث عذر شرعي أثناء أداء مناسك الحج؟    منذ فجر الاثنين.. 126 شهيدا حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة    وزارة العمل تعلن توافر 5242 فُرص عمل في 8 محافظات    مدرب وادي دجلة السابق: الأهلي الأفضل في إفريقيا وشرف لي تدريب الزمالك    سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبى يستعرض العلاقات المصرية- الأوروبية    5 أيام متواصلة.. موعد إجازة عيد الأضحى 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    حريق مزرعة دواجن بالفيوم.. ونفوق 5000 كتكوت    "تيك توكر" شهيرة تتهم صانع محتوى بالاعتداء عليها فى الطالبية    المحكمة العليا الأمريكية تؤيد قرار ترامب بشأن ترحيل 350 ألف مهاجر فنزويلي    محافظ كفرالشيخ: توريد 178 ألف طن من القمح وصرف مستحقات المزارعين بانتظام    مهرجان كان يعدل جدول أعماله بسبب دينزل واشنطن ويفاجئه بجائزة "السعفة الذهبية الفخرية" (فيديو)    عاجل| عرض خليجي خرافي لضم إمام عاشور.. وهكذا رد الأهلي    تكريم طالبين بجامعة عين شمس لحصولهما على جائزة بمسابقة عمرانية    أحدها لم يحدث منذ 2004.. أرقام من خسارة ليفربول أمام برايتون    صيام صلاح مرة أخرى.. ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز بعد خسارة ليفربول    أحمد دياب: إيقاف النشاط أمر غير وارد    4 قرارات عاجلة من النيابة بشأن بلاغ سرقة فيلا نوال الدجوي    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    فضل حج بيت الله الحرام وما هو الحج المبرور؟.. الأزهر للفتوى يوضح    حبس شاب متهم بالشروع في قتل آخر بالعياط    إصابة 3 أشخاص في مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بسوهاج    محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل ويشدد على سرعة الإنجاز (صور)    سيلان الأنف المزمن.. 5 أسباب علمية وراء المشكلة المزعجة وحلول فعالة للتخفيف    منافس الزمالك في ربع نهائي كأس الكؤوس الأفريقية لليد    «ليست النسخة النهائية».. أول تعليق من «الأعلى للإعلام» على إعلان الأهلي (فيديو)    إغلاق 7 منشآت طبية مخالفة و7 محال تجارية فى حملة بقنا    جامعة حلوان تنظم ندوة التداخل البيني لمواجهة تحديات الحياة الأسرية    وفد قبطي من الكنيسة الأرثوذكسية يلتقي بابا الڤاتيكان الجديد    سامي شاهين أمينا للحماية الاجتماعية بالجبهة الوطنية - (تفاصيل)    شعبة المواد الغذائية تكشف 4 أسباب لعدم انخفاض أسعار اللحوم مقارنة بالسلع التموينية (خاص)    عليك إعادة تقييم أسلوبك.. برج الجدي اليوم 20 مايو    تامر أمين ينتقد وزير الثقافة لإغلاق 120 وحدة ثقافية: «ده إحنا في عرض مكتبة متر وكتاب»    أستاذ علاقات دولية: الاتفاق بين الهند وباكستان محفوف بالمخاطر    ما مصير إعلان اتصالات بعد شكوى الزمالك؟.. رئيس المجلس الأعلى للإعلام يوضح    سرعة الانتهاء من الأعمال.. محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل    وزير العمل: قريباً توقيع اتفاقية توظيف للعمالة المصرية في صربيا    خالد الجندي: الحجاب لم يُفرض إلا لحماية المرأة وتكريمها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة: متفائل بمستقبل مصر والعواطف وحدها لا تكفى لبناءالأوطان ..مطلوب من الدولة حماية الصناعة.. وتنمية الصعيد ب«حديد المصريين» مغامرة مدروسة ..المجلس العسكرى شريك فى الثورة
نشر في اليوم السابع يوم 28 - 03 - 2012


نقلاً عن اليومى...
رفضت اسم «حديد أبوهشيمة» وفضلت الانحياز ل«حديد المصريين»
مصنع «بنى سويف» يقام فى منطقة عذراء ويوفر 6 آلاف فرصة عمل
صدارة الإخوان للمشهد السياسى فرصة ذهبية.. واستثمارها يضمن لهم البقاء
أؤيد الاستغناء عن المعونة الأمريكية.. وحزين للهجوم على الشيخ «حسان»
مهما كنت ماهراً وبارعاً فى قراءة الطالع، فلن تستطيع رسم صورة حقيقية لواقع مصر السياسى والاقتصادى مستقبلاً.. فالدولة بكل أركانها ومعالمها تتحرك فوق أرض من سحاب..
فريق من الناس يرى فى انتخابات الرئاسة نقطة انطلاق لبناء مصر الجديدة، وآخرون يصفون المشهد بأنه بالغ الصعوبة، وأشبه بالسير فى شوارع بلا نهاية!
وسط هذا المشهد السياسى والاقتصادى المرتبك تتوقف العيون أمام تجربة رائدة فى مجال صناعة الحديد لرجل الأعمال الشاب أحمد أبوهشيمة، فالرجل يدرك أن العواطف وحدها لا تكفى لبناء الأوطان، ويؤمن بأن الديمقراطية التى جعلت الإخوان يتصدرون المشهد السياسى تحتم علينا الانتظار، ومنحهم فرصة كاملة، ويؤكد أن المجلس العسكرى أدار أزمة التغيير بحكمة وعقل رشيد.. يكتفى أبوهشيمة بالعمل ويدفعه الإيمان بمستقبل هذا الوطن إلى المغامرة والمخاطرة.. لذا قرر مؤخراً إنشاء مصنع كبير لصناعة الحديد فى محافظة بنى سويف، بتكلفة تصل إلى مليار و300 مليون جنيه.
التقينا أحمد أبوهشيمة وطرحنا عليه حزمة من الأسئلة، والحقيقة أنه أجاب عنها بلا تحفظات، وقدم رؤية واعية للواقع الذى نحياه، وتعكس وطنية رجل أعمال مهموما بحال وطن يبحث عن التغيير.
بداية، لماذا فضلت اسم «حديد المصريين» عن حديد أبوهشيمة، خاصة أن الصراع فى هذه الصناعة ارتبط باسم الأشخاص؟
- أولاً يجب أن تعرف أننى غيرت الاسم قبل أحداث ثورة 25 يناير.. أدركت أن الانحياز للمصريين هو الأهم والأفضل.. بعقل وحكمة تأملت الصورة واهتدى تفكيرى إلى اسم «حديد المصريين» لإيمانى القوى بأننى أبنى وأشيد مشروعاتى من أجل صالح ومصلحة المصريين.. لا أريد ذكر أسماء، ولكن ما قيمة أن يحمل منتج مثل الحديد اسم صاحبه، القيمة يصنعها الناس، لذا أنا سعيد باسم حديد المصريين، وأثق فى أنهم سيقفون بجانبى.
مؤخراً تم الإعلان عن إنشاء مصنع حديد المصريين بمحافظة بنى سويف، ما المغزى من هذه الخطوة، وما حجم التحديات التى تواجه المشروع؟
- مشروع حديد المصريين فى بنى سويف، عبارة عن استثمار مصرى - قطرى، ويقام على مساحة 500 ألف متر، وينتج مليون طن حديد سنوياً.. وأحب التأكيد على أن هناك مشروعات إضافية سوف تقام بجانب المشروع الرئيسى.. فمثلاً سيتم إنشاء مصنع أوكسجين، ومصنع آخر للجير، ومصنع لتقطيع وتركيب الخردة، وسوف تتم الاستعانة بشركات عالمية كبيرة تساوى وتعادل شركة «دانيللى» الإيطالية، وهذه المصانع تعد تكلفة إضافية، لك أن تتخيل أننى سوف أوفر الأرض لمصنع الأوكسجين، ثم أشترى الأوكسجين لمدة 25 سنة، وأقصد من كلامى أن مشروع بنى سويف سوف يكون فاتحة خير لمشروعات جديدة، ومن المتوقع أن يوفر 6 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وتكلفة المشروع مليار و300 مليون جنيه، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج المرحلة الأولى بعد 17 شهرا، أما المرحلة الثانية فبعد 21 شهرا.
قلت إنك سوف تستعين بشركات أجنبية فى بناء مصانع للجير والأوكسجين.. هل هذا يعنى أنه لا توجد شركات مصرية تستطيع القيام بهذه المهمة؟
- بصراحة شديدة وبعيداً عن دبلوماسية الحوار، من المستحيل أن تجد شركات مصرية بمستوى الشركات الأجنبية.. يجب أن تعرف أن شركة «دانيللى» أكبر شركة فى العالم فى مجال صناعة الحديد والصلب، وأقامت هذه الشركة مشروعات عديدة ورائعة، لكن هناك ثلاثة مشروعات مهمة، الأول فى أمريكا، والثانى فى اليونان، والثالث هو حديد المصريين الذى سيتفوق على هذه المشروعات فى الطاقة الإنتاجية.. وبالمناسبة اختيارى لشركة «دانيللى» عائد لاهتمامى بالمحافظة على البيئة، وأراهن على أن مصنع حديد المصريين سوف يقدم إنتاجا ليس له مثيل فى العالم.
بماذا تقصد أنك حريص على البيئة.. وما علاقة الاهتمام بالبيئة باختيارك الشركة المنفذة للمشروع؟
- سؤال جميل وسوف أحكى لك قصة غريبة جداً.. عندما ذهبت لرؤية مصنع الحديد والصلب فى «أريزونا» بالولايات المتحدة الأمريكية.. رفضت دخول الشركة فى أول الأمر، لأننى كنت أظن أن المصنع مغلق ولا يعمل.. فالمعروف أن مصانع الحديد والصلب يصدر عنها ضجيج لا يحتمل.. لكن فوجئت بأن الشركة الإيطالية «دانيللى» قامت بتنفيذ المشروع بشكل عبقرى.. فلا يوجد صوت عال للماكينات، ولا تصدر سحب دخان أو أى عوادم قد تؤثر سلبا على البيئة، كأننى فى مستشفى وليس فى مصنع حديد.. ولا أبالغ إذا قلت إننى فى مشروع بنى سويف أنفقت حتى الآن 70 مليون جنيه لحماية البيئة من مخاطر التلوث.. وأنا انبهرت بشكل حقيقى بمستوى التكنولوجيا والتجهيزات الفنية داخل هذا المصنع الذى لا تعادل مساحته ربع مصنعنا فى بنى سويف.
فى رأيك، كيف يؤدى رجل الأعمال دوره فى المسؤولية الاجتماعية؟
- مهم جداً أن يشارك رجل الأعمال فى هموم وأوجاع مجتمعه.. ومهم أيضاً أن يساهم بدور جاد وحيوى تجاه المجتمع الذى منحه الحضور والنجاح.. وعندما توجهت للاستثمار فى الصعيد كان هذا بدافع وحس اجتماعى، وأدركت أن الاستثمار فى الصعيد واجب اجتماعى، فالصعيد مهمل لسنوات طويلة، ويعانى الناس هناك من الجوع والفقر، لذا قررت قبول التحدى وذهبت لبناء مصنعى فى منطقة عذراء تماماً وخالية من أى مقومات لتشييد مشروع إنتاجى ضخم.. وكما قلت فى بداية حوارى أطلقت على إنتاج مصانع «حديد أبوهشيمة» اسم «حديد المصريين» لإيمانى بأن صناعة الحديد صناعة وطنية وليست ملك شخص، مهما كان.
البعض يرى اتجاهك للاستثمار فى الصعيد مغامرة محفوفة بالمخاطر؟
- لا أتفق مع هذه الرؤية، لأننى أعتبر الاتجاه إلى الاستثمار فى الصعيد واجبا وطنيا وذكاء، لأن المستقبل يؤكد أن التنمية سوف تعرف طريقها إلى الصعيد.. وأن معدل استهلاك الحديد فى الصعيد سوف يرتفع ويزداد، وهذا يجعلنى متفائلا إلى حد كبير، ولا أشعر بالخوف.
كثيرا ما تردد رجال الأعمال فى الاتجاه للصعيد بسبب تكاليف النقل وطول المسافة بين الصعيد والأماكن الحيوية مثل القاهرة والإسكندرية.. كيف ستتغلب على هذه المشكلة؟
- لا أبالغ إذا قلت إننى كما كنت حريصا على إقامة مصنع للحديد على أحدث وسائل تكنولوجية فى العالم، فأنا حريص أيضاً على ابتكار وسائل نقل جديدة، مثل التفكير فى الاعتماد على النقل النهرى، وهناك تفكير فى الاعتماد على السكك الحديدية، هذا بالإضافة إلى وسائل النقل الطبيعية المتاحة والمتوفرة الآن.
نريد توضيحا لفكرة الاستعانة بالنقل النهرى؟
- الموضوع بسيط، فالبضاعة تصل إلى ميناء الإسكندرية أو ميناء دمياط فى «برجات»، وعن طريق هذه «البرجات» يتم نقل البضاعة إلى مدينة بنى سويف.
ما التحديات التى واجهت رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة فى تنفيذ مشروع «حديد المصريين» فى محافظة بنى سويف؟
- هناك تحديات خاصة وتحديات عامة.. التحديات الخاصة تتمثل فى وسائل النقل، والكهرباء، والغاز، والحمد لله بدأنا نتعامل مع هذه التحديات، صحيح أن التغلب على هذه التحديات سيكلفنى الكثير، لكن لا سبيل أمامنا إلا تذليل هذه العقبات.. أما التحديات العامة فتتمثل فى الوزارات المسؤولة عن الصناعة، أو بمعنى أكثر دقة، يجب على الدولة مساندة الصناعة والوقوف بجانبها.. بالمناسبة فى مصر ثلاث رخص لتصنيع الحديد، أنا حاصل على رخصتين، وقمت بسداد تكاليفهما بالكامل، ولذا أطالب الحكومة والجهات المعنية بمساعدتنا، وعدم التخلى عنا، خاصة أن صناعة الحديد صناعة وطنية بالدرجة الأولى، ويجب على الحكومة أن تتحدى نفسها فى دعم الصناعة.
ماذا تقصد بقولك الدولة يجب أن تتحدى نفسها؟
- أقصد أنه آن الأوان لإدراك أهمية الصناعة، وأنه لا كرامة لدولة فى العالم إلا بالاقتصاد القومى.. أتمنى أن تدرك وتفهم الحكومة الحالية والحكومات القادمة أنه بإهمال الصناعة تنهار الدول، وتصبح عرضة للاستعمار من الخارج، أما الدولة التى تنتعش اقتصادياً فدائماً ما تملك حرية القرار والاختيار.. باختصار يجب أن تتحدى الدولة نفسها حتى لا تكون مستهلكة فقط.
أيهما أكبر وأكثر اتساعاً فى رأس أحمد أبوهشيمة.. مساحة التفاؤل أم مساحة التشاؤم؟
- عليك أن تدرك أن حماسى لمشروع ضخم لإنتاج حديد المصريين فى محافظة بنى سويف، ودخولى فى مشروعات أخرى مثل مصنع الإسكندرية ومصنع بورسعيد، يعنى أننى متفائل إلى حد كبير، مصر فى تصورى مقبلة على عصر جديد للديمقراطية وتداول السلطة، وأحب الإشارة إلى أن المستثمرين كانوا يشعرون بالخوف قبل قيام الثورة، لأن الرؤية أمام عيونهم كانت غير واضحة.. لكن الآن الصورة أصبحت واضحة المعالم.. أنا متفائل بمستقبل الاستثمار فى مصر.. فقد ذكرت فى القرآن الكريم 6 مرات، وبالتالى فهى محفوظة بأمر الله سبحانه وتعالى.. وانظر إلى الدول التى حدثت فيها ثورات كيف انتهى بها الحال وفى أى طريق تسير.
هل هناك مخاوف لدى الاقتصاديين على مستقبل الاستثمار فى مصر فى ظل صعود تيار الإسلام السياسى؟
- شئنا أم أبينا.. الإخوان المسلمون هم القوة السياسية التى تتصدر المشهد السياسى الآن.. ولا خلاف أن حزب جماعة الإخوان «الحرية والعدالة» جاء إلى صدارة المشهد بانتخابات حرة ونزيهة.. وعلينا منح جماعة الإخوان الفرصة، وعلينا احترام منهجهم وفكرهم.. لذا يجب أن ينتبه الإخوان إلى الفرصة الذهبية التى جاءت لهم بعد سنوات من النضال والكفاح السياسى فى الظل، مطلوب من جماعة الإخوان احتواء الشعب المصرى والعمل بكل قوة للحفاظ على مكانة مصر عالية ودفعها للأمام.. وتأكد أن الإخوان لو نجحوا فى إثبات ذاتهم فسوف يعيد الشعب انتخابهم من جديد.
وأمام الإخوان فرصة ذهبية، لكن يجب أن يكون لديهم حرص على لم الشمل وعدم الانفراد بالقرار ويتعلموا من تجارب الماضى.
كيف تقرأ الثورات العربية، هل هى عدوى البحث عن الحرية أم مؤامرة خارجية لتفتيت عالمنا العربى؟
- أرفض إطلاقاً وصف الثورات العربية بأنها مؤامرة خارجية.. لكن من الممكن التأكيد على أن هذه الثورات كانت الطريق للبحث عن الحرية.. تأمل العالم من حولك وشاهد التطور والتقدم اللافت للنظر فى بلاد مثل فرنسا وأمريكا وإنجلترا.. فهل تمتلك شعوب هذه البلاد «مخ» مختلفا عنا.. بالتأكيد لا.. مصر وعدد كبير من دول العالم العربى عانت من الحكم المستبد وطويل الأجل.. فالحاكم عندما يجلس على الكرسى فترة طويلة يفقد رونقه، لذا أقول إن هذه الثورات تأخرت كثيراً، لأننا نستحق أن نستنشق عبير الديمقراطية مثل العالم المتقدم.
ما تعليقك على رفض صندق النقد الدولى إقراض مصر؟.. وكيف تقرأ مشهد التخلى العربى عن مصر بعد الثورة؟
- بداية لا يجب أن يشغلنا رفض صندوق النقد، لأننى أعتبره صندوق تعجيز، لأنه يضع اشتراطات صعبة جداً.. أما بالنسبة للدول العربية فأنا متأكد أن الدول العربية سوف تقف بجانبنا وتساندنا، ولكن هذا لن يحدث إلا بعد انتخاب رئيس الجمهورية، وبروز معالم الصورة، والحقيقة أنا لى تجربة مع الشيخ محمد بن سحيم آل ثان، فهو مستثمر قطرى، وعاشق لمصر، وأعلم أن قطر لديها استعداد أن تدخل مصر بحجم استثمارات حقيقية يصل إلى عشرة مليارات، ولكن كل شىء مؤجل بسبب الظروف السياسية الراهنة.
ما النصيحة التى تود توجيهها للحكومة لجذب الاستثمار العربى إلى مصر؟
- أطالب الحكومة والمجلس العسكرى بالعمل على تحسين العلاقات بين مصر وعالمنا العربى خاصة دول الخليج.. مصر بأمانة شديدة تمتلك كل مقومات الصناعة، فلديها الموقع الإستراتيجى المهم ولديها الأيدى العاملة، ولديها المناخ الصحى والسليم، ولا تحتاج إلا للأموال حتى تقام على أراضيها الاستثمارات وينتعش اقتصادها، ومطلوب من المسؤولين أن يدركوا أن مصر لن تقوم لها قائمة إلا بدخول استثمارات عربية وخارجية جديدة.
ما الإنجاز الاقتصادى الذى صنعته ثورة يناير؟
- أهم إنجاز صنعته ثورة يناير هو الاستقرار السياسى، رغم كثرة السلبيات واختلاف أحجامها، إلا أنه أصبح لدينا مناخ ديمقراطى.. وصارت لدينا القدرة على تغيير رئيس الجمهورية كل أربع سنوات، وأحب الإشارة إلى أن الاستثمار الخارجى فى مصر قبل الثورة كان ضعيفاً بسبب مخاوف التغيير.. لكن الآن الرؤية أصبحت واضحة أمام المستثمرين الأجانب والعرب.. وأحب من خلال جريدة «اليوم السابع»، توجيه تحية للشيخ محمد بن سحيم لأنه المستثمر العربى الوحيد الذى جاء للاستثمار فى مصر بعد الثورة، ودفع حوالى 600 مليون جنيه حتى الآن، ووعد بالاستثمار بمبلغ قدره 3 ملايين جنيه.
إلى أى مرشح سوف يذهب صوتك فى انتخابات الرئاسة القادمة؟
- بأمانة شديدة حتى هذه اللحظة لا أعرف، فلم أقرأ برنامجا لأى مرشح حتى أستقر على رأى.. أريد مرشحا يقنعنى بحلول للأزمات التى تعيشها مصر حتى أمنحه صوتى برغبة واقتناع.
ما الملف الذى تود أن يراه رئيس الجمهورية القادم فور جلوسه على الكرسى؟
- كرجل صناعة أتمنى أن يهتم الرئيس القادم بمستقبل الصناعة فى مصر.. فالصناعة هى الأساس الذى يبنى الدول.
ما التجربة الاقتصادية الخارجية التى تتمنى تطبيقها فى مصر؟
- هناك تجارب اقتصادية مهمة مثل التجربة التركية، والتجربة الماليزية، لكننى آمل أن تكون لمصر تجربة جديدة وفريدة، خاصة أن كل المعوقات زالت، وتغير المناخ السياسى القمعى، وباتت الصورة أكثر إشراقاً.
كيف ترى فكرة التزاوج بين السياسة والبيزنس؟
- أنا أترفع دائماً على السياسة.. أقول بصراحة شديدة إن الربط بين السياسة، وكل ما يتصل بالمال والأعمال هو أسلوب خاطئ مائة فى المائة.
لماذا الاهتمام بشراء المصانع المتوقفة مثل مصنع الإسكندرية للصلب؟
- وضعنا منهجا فى الشركة يسمح بشراء أى مصنع متوقف ما دامت ظروفه تسمح بالعمل من جديد.. والحمد لله قد فزنا بشراء مصنع الإسكندرية للصلب بعد أن حكمت محكمة الإسكندرية، ونقوم بعمل خطة لتطوير المصنع، ويصل إنتاجه 250 ألف طن سنوياً، وقد قمنا بصرف رواتب العامل فور تسلّم المصنع.. الأمر الذى سبّب سعادة بالغة للعمال الذين كانوا يعانون من كساد الإنتاج، وتعثر صرف الرواتب، وتجدر الإشارة إلى أننا حصلنا على حق الإدارة لشركة الوطنية للصلب فى بورسعيد، ونجحنا بفضل الإدارة السليمة فى زيادة حجم الإنتاج بشكل لا يصدقه عقل، ولا أبالغ إذا قلت إن إنتاج المصنع الآن فى شهر يساوى إنتاج سنة كاملة قبل ذلك.
ما رأيك، كيف تحمى الحكومة صناعة الحديد؟
- باتخاذ إجراءات رادعة لحماية الحديد المصرى.. فالسوق المصرية غارقة بالحديد الروسى والأوكرانى، ويدخل هذا الحديد بلا جمارك، بينما تفرض هذه الدول على الحديد المصرى %15 عندما نحب دخول أسواقها.. أتمنى أن تكون هناك إجراءات حقيقية لحماية الحديد المصرى بشكل حقيقى وملموس، لا يعقل أن يدخل الحديد التركى مصر «ببلاش»، وعندما أصدّر إلى تركيا تفرض علينا الرسوم %15.. وبالمناسبة هناك 70 ألف عامل فى صناعة الحديد، وهذا الرقم يتطلب من الحكومة حماية هذه الصناعة الضخمة، لأنها صناعة وطنية وتستوعب أيادى عاملة كثيرة.
سمعنا أنك تتبنى فكرة جديدة لمساندة محدودى الدخل.. حدثنا عن هذه الفكرة؟
- سوف نتبرع ب20 ألف طن بسعر التكلفة لإسكان محدودى الدخل لمدة خمس سنوات، وسوف ننشئ خمسة مراكز للتدريب بالمجان تحت إشراف شركة «دانيللى» العالمية، وذلك لإخراج طاقات شابة متدربة على العمل فى صناعة الحديد والصلب، وسوف يتم تسفير هؤلاء الشباب إلى الخارج للحصول على كورسات فى إيطاليا، ولا يهمنى أن يعملوا فى مصانع «أبوهشيمة» فقط، يهمنى أن يعملوا فى مصر، ذلك الوطن الذى نتمنى له جميعا السلامة والانتعاش الاقتصادى.
أنت مع أم ضد إلغاء المعونة الأمريكية؟
- بكل تأكيد مع إلغاء المعونة الأمريكية، والحقيقة أننى اندهشت من حملة الهجوم التى تعرض لها الشيخ محمد حسان عندما نادى المصريين للتبرع للاستغناء عن المعونة الأمريكية.. لا أرى أن الشيخ حسان قد ارتكب خطأ، فهو رجل يغار على بلده، ويتمتع بحس وطنى رائع ومصداقية عالية.. وأملى أن نهدأ ولا نتعجل الصدام مع كل إنسان يحمل نيه طيبة.. مصر لن تتغير إلا بأن نلتف جميعا حول هدف واحد، هو إعادة بنائها من جديد.. ويجب أن نترفع عن الخلاف ونتوقف عن تصيّد الأخطاء.
كرجل أعمال بارز وله رؤية بالواقع الاقتصادى.. ما تقييمك لأداء حكومة الجنزورى؟
- أنا أحترم فكر الدكتور كمال الجنزورى، وأحترم قوة شخصيته ووطنيته، فقد تولى المسؤولية فى ظروف شديدة الصعوبة، وفى مثل هذه الظروف من الصعب أن تقيم أداء الوزراء لأنهم يسيرون على أرض ملتهبة طوال الوقت.
وكيف ترى أداء المجلس العسكرى منذ بداية الثورة وحتى هذه اللحظة؟
- أتوجه بتحية كبيرة وخالصة للمجلس العسكرى، فهو شريك أساسى فى نجاح ثورة 25 يناير التى غيرت وجه مصر.. يجب أن نفتخر جميعا بأن لدينا جيشا وطنيا، ويكفى أنه لم يضرب طلقة واحدة على الشعب المصرى.. وانظر بتأمل كيف تعاملت الجيوش فى بلاد الربيع العربى مع الشعوب.. كما أننى أثق فى أن الجيش لا يفكر فى السلطة، ولا يفكر فى الاستحواذ عليها، ويعمل كل ما فى وسعه لإنجاح الثورة وتسليم السلطة إلى قيادة مدنية تعبّر عن الشعب، وتعبر بمصر إلى شاطئ الاستقرار.
لماذا تفضل الابتعاد عن الإعلام؟
- أنا «مش» شخصية عامة، ولا أحب الظهور فى الإعلام «عمّال على بطّال».. أحب الظهور فقط عندما تكون لدينا نية للإعلان عن مشروع يستفيد منه الناس، ويفتح شهية المهمومين بحال مصر للعمل والإنتاج.
ماذا تتمنى لمصر؟
- أتمنى لمصر الغالية أن تعبر محنة التغيير بسلام، وأن ينتعش وضعها الاقتصادى بصورة توفر الحياة الكريمة لشعبها الذى ناضل وكافح من أجل حياة أفضل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.