سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة القاهرة للسلام فرصة ذهبية في ظل تحديات متعددة.. هل سينجح العالم في محاصرة الحرب على غزة؟.. وهل تحدث العرب بصوت واحد يُسهم فى إيجاد أفق سياسى يُعيد إحياء عملية السلام للقضية الفلسطينية؟
قمة القاهرة للسلام تأتى في وقت مهم للغاية في ظل تفاقم التصعيد في غزة والتعنت الإسرائيلي الفج الذى لا يراعى الإنسانية ولا قرارات الشرعية الدولية، لذا أنظار العالم كله تتجه اليوم صوب مصر في سعيها الدؤوب منذ بدء القتال لإيجاد أفق سياسي يُعيد إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويحقن دماء الفلسطينين. وأعتقد أن فرص نجاح قمة القاهرة للسلام رهينة بمواجهة تعنت إسرائيل بشأن ملف المساعدات الإنسانية وإصرارها على فرض حصار خانق على القطاع بهدف الانتقام من المقاومة، ورهينة أيضا بتبديد الخلافات بشأن تنفيذ مخطط تهجير سكان غزة إلى سيناء كمرحلة أولى تليها مرحلة أخرى وهى تهجير سكان الضفة إلى الأردن كما يخطط الكيان المحتل. لذلك يجب أن تضع قمة القاهرة للسلام في الاعتبار سعى إسرائيل إلى استثمار عملية طوفان الأقصى، وتحويل ما حدث فى غلاف غزة إلى فرصة سانحة لتحقيق أكبر المكاسب لصالح طموحاتها وأهدافها، والتى تأتى على رأسها تصفية القضية الفلسطينية مُستغلة الدعم الغربى وحماية الولاياتالمتحدةالأمريكية، لذا فهى تحاول – قدر المستطاع - كسب الوقت لتنفيذ ما تريد، والمؤسف أن الولاياتالمتحدة ومجلس الأمن برفضه قرارين لوقف إطلاق النار يمنحها هذا الوقت لتحقيق ما تريد في تواطئ واضح ومفهوم أسبابه الخبيثة. وهنا تأتى أهمية انعقاد قمة القاهرة للسلام ، حيث إنها من الممكن أن تكون فرصة لإعادة طرح الحل السياسي العربي لإقامة الدولتين بحدود 1967، خاصة أن العرب سيتحدثون بصوت واحد ينذر العالم أجمع بأنه لا بديل عن إقامة دولة للفلسطينين مستقلة؛ للوصول إلى الحل النهائي، إضافة أن قمة القاهرة للسلام ستكون بمثابة فرصة حقيقية للضغط من أجل إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وإيقاف القصف الإسرائيلي العشوائى، والتوصل إلي هُدنة لمجابهة تداعيات تلك الحرب، والتوصل لاتفاق برعاية دولية لإعادة أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات للنظر ماذا بعد الحرب على غزة وما هو مصير القطاع؟. لذا، يجب على الفلسطينيين اغتنام تلك الفرصة وتوحيد الصف وإنهاء الانقسام وإعلاء مصلحة فلسطين فوق كل اعتبار لتحقيق حلم إقامة الدولة المنشودة، وعلى المجتمع الدولى أيضا أن يتعاون مع مصر والعرب على محاصرة تلك الحرب وإنهائها ومنع تمددها، لأنه حال اتساع تلك الحرب ودخول أطراف جُدد مؤكد أن الأمر سينعكس سلبيًا على المنطقة برمتها بل على العالم أجمع. وأخيرا.. يجب أن تعى إسرائيل أن إصرارها على تدمير قطاع غزة سيؤدى إلى دخول الجماعات المختلفة أو ميلشيات إقليمية للتصدي لإسرائيل، فقطعا تفريغ تلك المنطقة سيكون وبالا على الكيان المحتل وليس العكس كما يتخيلون، إضافة إلى أن استمرار الاحتلال على موقفه المتعنت يُنذر بحرب مفتوحة في الإقليم لا يعلم مداها إلا الله.. والكل وقتها سيدفع الثمن..