قال الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى، رئيس تحرير مجلة روز اليوسف، إننا تابعنا التصريحات بالغة الأهمية التى جاءت على لسان مصادر أمنية رفيعة المستوى، ولعلها هى المرة الأولى التى يتم فيها استخدام أن القضية الفلسطينية تتعرض للتصفية الآن، وكان هناك أكثر من إشارة فى هذا التصريح. وأضاف خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الإشارة الأولى أننا أمام مخطط قديم فاسد سياسيا وتاريخيا، وأن هذا المخطط لطالما كان من أطروحات الاحتلال الإسرائيلى على مدار تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، وكانت مصر تتصدى لهذا المخطط وستتصدى له أيضا.
وتابع: "هذا المخطط مبنى على فكرة تفريغ الأراضى الفلسطينيةالمحتلة من سكانها وأصحاب الأرض، وهذا الأمر ليس سرا وانتقل من أن يكون قراءات فى غرف مغلقة إلى أطروحات رسمية ودبلوماسية، وحدث عليه التفاف أكثر من مرة وبدأ الأمر حين جرى الانسحاب الأحادى من قبل الاحتلال الإسرائيلى وبناء الجدار العازل، وحينها البعض داخل قطاع غزة أعلن أن القطاع حصل على استقلاله، وحرصت مصر حينها على تأكيد ثوابت القضية، وأن هناك دولة احتلال وعليها مسؤولية بألا يتحول هذا القطاع إلى سجن كبير، وكان لمصر دور رئيسى فى حكم محكمة العدل الدولية الخاص بالجدار العنصرى والمعروف باسم الجدار العازل".
أضاف الطاهرى، أن المشهد الحالى كارثى، لأن هناك عمليات تهجير قسرى تتم الآن لسكان قطاع غزة وعائلات بأكملها تركت منازلها فى مناطق متفرقة فى قطاع غزة، ويتم تخييرهم بين إما أن تموتوا أو تتجهوا لأراضى غير أراضيكم.
شدد الطاهرى، على أن القضية الفلسطينية لها ثوابت راسخة بموجب قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن، وهذه القضية فى الأصل هى حق الأرض، وهى قضية حدود ما قبل الخامس من يونيو 1967، وقضية حق العودة للاجئين لأراضيهم، وكذلك دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية بناء على حل الدولتين.
وأكد عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أنه إذا فرغنا هذه العناصر المستقرة والتى شهد النضال الفلسطينى سنوات من أجل تحقيقها حتى ولو حقق بعض المكاسب البطيئة ولكنه يقف على هذه الثوابت، وما يجرى الآن تدمير لكل هذه الثوابت، وهناك توظيف لبعض القوى الإقليمية حاضرة فى هذا المشهد، ويتم استخدام الدم الفلسطينى كأحد الكروت الإقليمية فى هذا المشهد.
وأضاف: "التصريحات المصرية وإطار الحركة المصرى حتى من خلال سيل من المباحثات الهاتفية أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع القوى الإقليمية والدولية تؤشر إلى فلسفة القراءة المصرية بالمشهد، وتتسق مع الدور التاريخى لمصر تجاه هذه القضية".
وتابع: "فلسطين بالنسبة لمصر ليست دولة جارة وهى قضية أمن قومى بالأساس، وما يجرى الآن ومحاولات الدفع وتغذية دعوات النزوح الجماعى والتهجير القسرى تجاه الأراضى المصرية والأراضى الأردنية من قبل الضفة الغربية، وهذا المخطط القديم مصر رفضته وستتصدى له بحسب هذه التصريحات".