أرسلت قارئة تسأل: أنا أعانى من مرض عصبى مزمن ومنتظمة على العلاجى، لكنى منذ فترة بدأت أعانى من صعوبة فى البلع، أرجو من سيادتكم معرفة مدى خطورة هذا المرض وكيفية علاجه؟. يجيب على هذا السؤال الدكتور إبراهيم داود، أستاذ الجراحة بكلية طب المنصورة، قائلاً: صعوبة البلع dysphagia هو اصطلاح عام يستخدم لوصف عدم القدرة على إمرار الطعام من الفم إلى المعدة ولكى نجيب على هذا السؤال سنقسم إلى أربعة أجزاء: 1- الجزء الأول: كيف تتم عملية البلع 2- الجزء الثانى: أسباب صعوبة البلع 3- الجزء الثالث: أعراض و تشخيص صعوبة البلع 4- الجزء الرابع: علاج صعوبة البلع الجزء الأول: الجانب التشريحى والوظيفى لعملية البلع: تتميز عملية البلع بأنها تمر بثلاثة مراحل أثناء مرور الطعام بالفم ثم البلعوم و أخيرا المريء مرحلة إعداد الطعام بالفم فقط هو الجزء الإرادى أى الذى يستطيع الإنسان التحكم فيه)، أى أنه يمكنه أن يلفظ الطعامى فترة أطول بالفم. أما المراحل المتبقية فهى لا إرادية (أى أن الطعام يمر بانقباضات و انبساطات عضلات لا إرادية). 1- المرحلة الفمية oral phase، وهى تشتمل مرحلة الإعداد بالفم و المرحلة العابرة. مرحلة الإعداد بالفم oral preparatory phase: وهذه المرحلة من البلع تشتمل على حركة عضلات الفك السفلى والشفاه فى عملية المضغ، ويتم تشكيل الطعام إلى بلعه bolus ويتم حمله باللسان للأمام والجانب فى مقابلة سقف الحلق الصلب hard palate وهذه العملية يشترك فيها الإحساس بالطعم taste، والحرارة temperature، واللمس touch، والتقبل الذاتى أو الإحساس بالوضع proprioception لتكوين بلعه بالحجم والتماسك consistency المناسب. المرحلة العابرة oral transit phase: وهذه المرحلة من البلع تشمل التعامل مع البلعة التى تكونت بمرحلة الإعداد فى الجزء الأوسط من اللسان، ثم دفعها نحو البلعوم فى الخلف مع الارتفاع المتعاقب للسان من الأمام إلى الخلف وذلك لحث تولد trigger الانعكاس ألبلعومى مع بداية دخول البلعة المرحلة البلعومية، وهذه المرحلة تحتاج إلى إغلاق الشفاه للحفاظ على عدم تسرب الطعام من الفم، ووجود توتر عضلى بعضلات الفم لمنع الطعام من الدخول بين الفك السفلى والجدار الداخلى للخد، وهذه المرحلة تكون إرادية وتحت سيطرة قشرة المخ 2- المرحلة البلعومية pharyngeal phase: وهى عمل انعكاسى تمر فيه البلعة من خلال البلعوم، ويستغرق ذلك أقل من ثانية واحدة وتبدأ هذه المرحلة فى القوس الحنجرى الأمامى anterior faucial arch والذى يمنع توقف الحركة الخلفية للبلعة ويؤدى إلى إعادة جر اللسان وارتفاع وإعادة الجر الكامل لسقف الحلق velum، وتكون النتيجة هى إغلاق كامل لسقف الحلق ألبلعومى velopharyngeal والذى يمنع الطعام من دخول تجويف الأنف، وهذه المرحلة يعقبها دفع الطعام أكثر بالبلعوم بواسطة العضلات القابضة للبلعوم نحو العضلة العاصرة اللامية البلعومية cricopharyngeal sphincter، والحنجرة تمنع الطعام من دخول المسالك التنفسية بالإغلاق عند مستوى الأحبال الصوتية وتنتهى هذه المرحلة بارتفاع الحنجرة والذى يساعد فى فتح الفتحة اللامية البلعومية ببسط هذه المنطقة، ويعقب ذلك ارتخاء العضلة اللامية البلعومية cricopharyngeal والذى يسمح بمرور البلعة إلى المريء. 3- المرحلة المريئية esophageal phase: وهى المرحلة الأخيرة للبلع وتكون تحت سيطرة جذع المخ والضفيرة العصبية بالطبقة العضلية للبلعوم the myenteric plexus، وفيها تنقل الحركة الدودية peristaltic wave - التى تبدأ بالبلعوم - الطعام، وتدفعه من الجزء العنقى بالمريء إلى أسفل من خلال العضلة العاصرة عند اتصال المريء بالمعدة esophageal-gastric sphincter وإلى داخل المعدة، وتنظم هذه العملية من خلال الإحساس بالمستقبلات الحسية الموجودة باللسان، وسقف الحلق الرخو soft palate، والأقواس الحنجرية faucial arches، واللوزتين، والجدار الخلفى للبلعوم، وهذا الإحساس يصل إلى مركز البلع الموجود بالنظام الشبكى reticular system بالقنطرة بالمخ عن طريق الأعصاب المخية السابع the facial - VII، والعصب اللسانى ألبلعومى glossopharyngeal - IX، والعصب الحائر vagus - X ثم تنتقل المعلومات من مركز البلع للعضلات التى تساعد فى البلع عن طريق الأعصاب المخية ثلاثى الرؤوس trigeminal - V، والعصب ألوجهى facial - VII، والعصب اللسانى ألبلعومى glossopharyngeal - IX، والعصب الحائر، والعصب تحت اللسان hypoglossal - XII مع العصب ثلاثى الرؤوس و تحت اللساني، وتجمع الخلايا العصبية nucleus ambiguus الذى تخرج منه ألياف عصبية تغذى عضلات سقف الحلق الرخو وعضلات البلعوم والحنجرة، ويقطع البلع عادة مرحلة الزفير بالتنفس ويستكمل الزفير بعد انتهاء البلع، وحين يبدأ البلع أثناء الشهيق يحدث زفير مختصر بعد انتهاء البلع.
