أعلن المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة، أن الحكومة المصرية أعدت برنامجاً متكاملاً يبدأ من اليوم الأحد، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر بالتعاون مع الهلال الأحمر المصرى وأصحاب مصانع المواد الغذائية وبالتعاون مع برنامج الأغذية العالمى التابع لمنظمة الأممالمتحدة لتوفير احتياجات أهالى غزة من المواد الغذائية اللازمة من خلال معبر كرم أبو سالم والمخصص لدخول الأغذية لقطاع غزة، حيث تم رفع درجة الاستعداد بالمعبر لسرعة نقل شحنات المواد الغذائية وسرعة توزيعها على أهالى القطاع. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الوزير مساء أمس السبت، مع السيدة جوزت شيران المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى التابع لمنظمة الأممالمتحدة للتنسيق للمبادرة التى دعت إليها السيدة سوزان مبارك لتوفير المساعدات الإنسانية لأهالى غزة. وقال الوزير، إن العدوان الإسرائيلى ألحق أضراراً جسيمة بالبنية الأساسية، سواء الطرق والكهرباء وشبكة الاتصالات والمياه والطاقة، مما خلق ظروفاً إنسانية صعبة جداً لأهالى غزة حتى أن هناك أسراً بدون منازل، مما يستدعى تطوير نوعية المواد الغذائية التى سيتم إرسالها لأهالى غزة لتتناسب مع ظروفهم المعيشية لعدم وجود كهرباء وتناسب الكبار والصغار وفى الوقت نفسه سهولة توصيلها فى الوقت الذى أصبحت فيه شبكة الطرق غير صالحة لنقل المعونات الغذائية لغزة. وأضاف الوزير أنه عقد اجتماعا موسعا مع غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، أعرب خلاله معظم أعضاء الغرفة عن استعدادهم توفير المواد الغذائية اللازمة للقطاع للمساهمة فى رفع آثار العدوان عن الشعب الفلسطينى وإمكانية تصنيع نوعيات خاصة من الأطعمة تتناسب مع الظروف الحالية لقطاع غزة بدون هامش ربح. وأوضح أن برنامج الأغذية العالمى من مهامه تقديم المساعدات الغذائية لمناطق الكوارث وتحديد احتياجات تلك المناطق من المواد الغذائية الأساسية التى يحتاجها السكان فى الوقت الراهن بما يتناسب مع متطلبات الظروف المعيشية الحالية، وهنا تكمن أهمية الدور الذى يمكن أن يلعبه البرنامج فى تحديد نوعية الأغذية المطلوبة لقطاع غزة، سواء من العبوات والمكونات الأساسية، سواء للأطفال أو الكبار وأن تشتمل على العناصر الغذائية التى يحتاجها الجسم، خاصة فى ظل انخفاض درجة الحرارة وظروف صحية ونفسية غير سليمة وتهدم كثير من المنازل وعدم وجود كهرباء ونقص الاحتياجات الضرورية للحياة. ومن جانبها أكدت شيران، أنها حضرت لمصر بدعوة من السيدة سوزان مبارك لتطوير العمل الخاص بالمساعدات التى تقدم لأهالى غزة وتضافر كافة الجهود المصرية والدولية للمساهمة فى تقديم مساعدات تتناسب مع الظروف الصعبة التى يمر بها قطاع غزة من جراء العدوان الإسرائيلى. وقالت إننا نسعى أولاً لتوفير المواد الغذائية الضرورية، سواء من الأرز أو الزيت أو الدقيق أو السكر وما إلى ذلك وفى الوقت نفسه يجب أن نضع فى الحسبان أن هؤلاء الناس يعيشون بدون كهرباء أو شبكة اتصالات أو طرق، مما يصعب من توصيل المساعدات لهم فى ظل الظروف الإنسانية الصعبة، لذا فنحن نبذل قصارى جهدنا لمساعدة أهالى غزة ونجاح هذا البرنامج، وأشادت بالجهود المصرية فى توفير المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة. وأوضحت أن جمعية الهلال الأحمر المصرى تقبل تبرعات الشركات والأفراد لمساعدة أهالى غزة، هذا بالإضافة إلى المساعدات التى يقدمها برنامج الأغذية العالمى، مشيرة إلى الجهود البطولية التى تقوم بها الحكومة المصرية والهلال الأحمر المصرى لإيصال المساعدات الإنسانية لغزة. وأشارت جوزت شيران، إلى أنه تم وبشكل مبدئى حصر الاحتياجات التى يمكن أن يحتاجها قطاع غزة خلال الثلاثة أشهر القادمة وتمثلت فى ما يقرب من 13 ألف و140 طناً من الحبوب و1150 طن بقوليات مثل العدس والفول والفاصوليا و1314 طن زيت طعام و986 طن سكر و164 طن ملح، بالإضافة إلى ما يقرب من 1400 طن من الوجبات المعدة خصيصاً لأطفال المدارس والأطقم العاملة بالمستشفيات، والتى لا تستطيع العودة إلى منازلهم فى قطاع غزة وتقدر هذه المواد الغذائية بما يقرب من 20 مليون دولار كتكلفة إجمالية لها.
