لم تمر 5 دقائق على دخول أعضاء مجلس الشعب إلى أبواب منجم السكرى فى أولى محاولات البرلمان لإنقاذ ثروة مصر، حتى وقعت مشادة كلامية استمرت 10 دقائق بين المهندس سيد نجيدة، رئيس لجنة الصناعة والطاقة، والنائب حمدى الفخرانى، تسببت فى هرج وتوتر داخل المنجم طيلة 20 دقيقة. كما تسببت المشادة فى إصابة العاملين بالارتباك والقلق، وبحسب قول أحدهم "إزاى اتنين نواب أصدقاء حضروا من مصر فى طائرة واحدة يحدث بينهما ذلك.. أمال هيحلوا مشاكلنا إزاى ويكشفوا وقائع الفساد اللى فى المنجم.. إزاى"، ولم تزل الحالة النفسية بين العاملين إلا بعد تصالح النائبين نجيده والفخرانى. تفاصيل المشادة بدأت عندما كان يتحدث المهندس سيد نجيدة للعمال عن أهمية منجم السكرى بالنسبة للاقتصاد المصرى، ودور اللجنة المشكلة من أعضاء مجلس الشعب فى التعرف على الحقائق وأهمية أن يكون كل مواطن على مسئولية بالمكان الذى يعمل فيه موجها كلامه إلى العمال ومثبتا حقهم فى الإضراب والاعتصام، ولكن على أن يكون الاعتصام بمنطقية ودون الإضرار بمصالح العمل الذى قد يكبد الدولة ملايين الجنيهات، وهنا اعترضه النائب حمدى الفخرانى، وقال "طيب ما العمال برضه عايزين مصلحة الوطن يا سيادة الرئيس". فرد نجيدة، قائلاً: "أنت نائب يا باش مهندس حمدى، وأنا بكلم العمال، ولو سمحت ما تتكلمش اسكت". هنا رد عليه الفخرانى بصوت عالٍ وبغضب شديد، "ما تكلمنيش بالأسلوب ده قدام العمال.. إزاى تكلمنى بالأسلوب ده أنا نائب وبرلمانى"، وازداد الفخرانى غضباً ووقف وردد بصوت عالٍ "أنا ما يتقاليش كده". تدخل العمال وهتفوا بصوت عال لصالح الفخرانى قائلين "حمدى.. حمدى.. حمدى"، فيما قام البعض الآخر بتهدئة العمال فى محاولة لاستيعاب الوضع واستكمال الجلسة مع العمال المعتصمين، إلا أن الفخرانى مازال غاضبًا. وبعد دقائق تدخل أحد النواب المشاركين فى الوفد وقال للفخرانى "أنت لست أكثر منا وطنية وبلاش نتكلم مع بعض بالأسلوب ده، وهنا قاطعه الفخرانى، وقال "طيب ليه الريس ما قاطعكش رغم إنك اتكلمت بدون إذن". ولم يهدأ الفخرانى حتى تدخل أحد قيادة هيئة الثروة المعدنية وعدد من النواب وبعدها اصطحبوه إلى سيد نجيده، وتصالحا وتبادلا حديثاً أخوياً، واستكملا الاستماع إلى مشاكل العاملين فى المصنع. جدير بالذكر أن نجيده سبق أن طالب الفخرانى فى بداية تحرك الوفد من أمام مجلس الشعب بعدم الإدلاء بأى تصريحات لوسائل الإعلام، إلا بعد انتهاء اللجنة من أعمالها وصدور تقريرها النهائى منعا لقلقلة الرأى العام.