ملامح الانكسار التى ارتسمت على وجه الرئيس الإسرائيلى بيريز أثناء تقديمه العزاء لأسرة الجندى الدرزى بالجيش الإسرائيلى لطفى نصر الدين الذى قتل الأسبوع الماضى بقذيفة فلسطينية فى بلدة «نحال عوز» لم تمنع هيئة أركان الجيش من رفض تجنيدهم فى بعض أفرع الجيش كسلاح الجو، والاستخبارات العسكرية، وصفوف المخابرات العامة. الدروز يؤدون كل واجبات اليهود لدولة إسرائيل، وعلى رأسها الخدمة الإجبارية فى الجيش, مع كل ما يقتضيه ذلك من التصادم مع أبناء شعبهم، فى المقابل تتعامل الدولة العبرية معهم كما تتعامل مع بقية العرب الفلسطينيين الذين يعيشون داخل الخط الأخضر فى كل ما يتعلق ب «حقوق المواطنة»، ومع ذلك فإن الشباب الدرزى يخدم فى معظم وحدات الجيش الإسرائيلى المقاتلة. هذا الوضع دفع الكثيرين من الدروز للمناداة علنا برفض الخدمة الإجبارية فى الجيش الإسرائيلى وحل أزمة الهوية القومية لهم فى إسرائيل، لدرجة أن حسين عباس، وهو درزى خدم فى الجيش الإسرائيلى ثلاثين عاما، حتى حصل على رتبة عميد, قال فى تصريحات صحفية سابقة: «الإجراءات العنصرية ضد الدروز جعلتنى أشعر بعد هذه الخدمة الطويلة فى الجيش الإسرائيلى أنى عربى رغم أنفى، لذلك فلن أجعل أيا من أبنائى يخدم فى هذا الجيش».