ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، أنه بعد مرور عام على الثورة التى أطاحت بحكم الرئيس السابق، حسنى مبارك، وجد المصريون أنفسهم فى مكان لم يعتادوه مع ارتفاع مستوى الجريمة وتصدرها لعناوين وسائل الإعلام يوما بعد يوم، فمرة يتصدرها مقتل سيدة فى حى غنى فى وضح النهار، ومرة اختطاف السيارات، ومرة أعمال شغب كروية مميتة، ومرة تهريب أسلحة، الأمر الذى زاد من قلق المصريين المعتادين على العيش فى أمن وسلام. ومضت الصحيفة تقول فى تقريرها الذى أعده جيفرى فليشمان وعمرو حسن، إن العصابات على ما يبدو اشتد عظمها بعدما تمكنت من التفوق على قوات الشرطة. وأطلقت الثورة العنان لجو مخيف يراه المصريون غير مألوف، فى الوقت الذى بات يطفو فيه تحت سطح معركة سياسية ضد المجلس العسكرى، انعدام أمن وارتفاع مستوى الجريمة ومرارة زادت من قتامة المشهد. ورغم أن الجنود متواجدون لحراسة الشوارع، إلا أن عددا قليلا من المصريين يشعر بالأمان، ورغم أن قوات الشرطة عادت إلى أداء واجبها بعد أشهر من العمل البطئ، إلا أن وجودها متفرق، فهم يظهرون ويختفون فى لمح البصر. ويتساءل الكثير من المصريين – سواء بائعى الفاكهة أو الذين يعملوا فى البنوك _ ما إذا كانت قوات الأمن راضية أو متواطئة فى الفوضى التى تحدث حولهم؟. ونقلت "لوس أنجلوس تايمز" عن طارق فؤاد، مدير مبيعات بشركة دولية قوله: "هذه هى مصر التى لا أعرفها.. إننى شاهدت هذه الحيرة فى وجوه أقارب أحد أصدقائى الذى توفى بطلق نارى خلال سرقة سيارته بأحد ضواحى القاهرة الراقية". وأضاف، أن السيارة التى كان يقودها ليست فخمة.. ولكنهم قتلوه ليحصلوا عليها.. ظللنا نسمع عن مثل هذه الجرائم فى الأخبار، ولكن الآن الهم مشترك.. تجرى عمليات السطو على البنوك، وهو آخر شىء رأيناه فقط فى أفلام هوليوود ولم نتصور أنها يمكن أن تحدث فى مصر". وأوضحت الصحيفة، أن مصر كانت أكثر أمنا من العديد من الدول الغربية، لكن الصور الأخيرة حولت نشرات الأخبار المسائية إلى نشرة للجنايات والجنازات، وغذت الأسلحة المهربة من ليبيا، والسودان هذه الجرائم، وأدت هذه الجرأة لعمليات خطف سياح أمريكا وكوريا الجنوبية على الفرار من مصر، وقد أذهل الشرطة هذا النوع من الخروج عن القانون، وتضاعف العنف فى أحياء المدينة.