رغم الجرائم التى تحدث ورغم المؤامرات والمواءمات التى تحاك لمصر وثورتها، ورغم الغموض الذى يحيط بالمشهد السياسى المصرى فأنا أؤمن يقينا أن الثورة المصرية ستصل للحظه التاريخية التى ينتظرها المصريون وسيتغير وجه مصر بصحوة شعبية عارمة، وستنجو مصر من المستنقع الذى يراد لها الوقوع فيه، فقد ثبت يقينا فشل المجلس العسكرى فى إدارة شئون البلاد، ونجده بعد كل هذه الجرائم التى ارتكبت وانهار الدماء التى سالت ولا تزال تسيل يقوم المشير طنطاوى بتحريض الشعب على الشعب!! واهما ومتوهما أن الشعب المصرى يأكل البالوظة، بل نجد إصرارا عجيبا من المجلس العسكرى لخداع الشعب بوهم (اللهو الخفى)؟؟ كيف يا جنرالات وأنتم من تملكون أجهزة المخابرات العامة والمخابرات العسكرية وجهاز الأمن الوطنى ثم تدعون وجود له خفى (يا مثبت العقل والدين). هناك جرائم كبرى ترتكب فى حق الوطن ودماء طاهرة للشهداء ثم تخرجون علينا بكلام فارغ شكلا وموضوعا! معتمدين على جماعات تبرر وتمرر تلكئكم فى محاسبه النظام السابق ؟ بل وتعقدون صفقات حرام مع البعض! ففى علم السياسة يحتاج دائما القرار لقوة تدعمه، والقوة تحتاج لساسة تبرر جرائم من يمتلك القوة، والإخوان يملكون شعبية لا بأس بها ويمكلون ويسطرون على البرلمان والمجلس يمتلك القوة، والإخوان متيمون بالمجلس وهو بدوره عاشق لهم وكل منهما حريص على عدم إغضاب الآخر ومن هنا أتت الصفقة الحرام. المجلس العسكرى لا يترك شاردة ولا واردة إلا ويهاجم الثوار فى التحرير دائما، فضلا عن ماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء ويعتبرهم تجمعات وميليشات مأجورة لهدم الوطن، وفى ذات الوقت سمح ورتب مع الإخوان، وشارك أيضا فى التصدى للمظاهرة السلمية المتجهة لمجلس الشعب، وأشاعوا أنه هذه المظاهرة مناهضة لمجلس الشعب!؟ واستخدمت الجماعة شبابها وكوادرها ومليشياتها كحائط صد بدلا من الداخلية، وكادت الأمور تصل لحد الكارثة لولا ستر الله وخوف الجماعة من الفضيحة! ومع ذلك المجلس العسكرى (لا يرى لا يسمع لا يتكلم) أذن نحن بصدد دوله داخل الدولة؟ ويجرى الآن عرض الفصل الأخير من المسرحية، فبعد حالة الفوران والغليان التى شهدها مجلس الشعب فى أول جلستين عادت ريما لعادتها القديمة، وشهدنا التصفيق الحاد والحار لوزير الداخلية العاجز، ودعوات صريحة لقتل الثوار والمتظاهرين بل كاد بعض نواب الجماعة يفتكون بالنائب محمد أبو حامد لأنه وقليل من النواب خالفوا القطيع وغردوا خارج سرب النفاق والتطبيل للمجلس العسكرى. مع أن ما قام به محمد أبو حامد كان الإخوان يعتبرونه بطوله فى برلمان 2005، إلا أنهم الآن فى السلطة ومع خالص تقديرى واحترامى لشخص الدكتور الكتاتنى إلا أنه لم سمح للنواب المعتصمين بالعودة للمجلس ليلا مع أنه هو نفسه قام بهذا الفعل فى برلمان 2005 لكنه الآن رئيسا للبرلمان!؟ وعموما المسرحية التى يجرى عرض فصولها تباعا والتى تهدف إلى القيام بأفعال تبدو فى ظاهرها وجوهرها مماثلة تماما لما تم فى بداية الثورة من قتل جماعى، ومحاولة اقتحام لأقسام الشرطة، والسجون وحالات الخطف واتهامات التخوين والعمالة، وفتح أبواق إبليس الإعلامية لتمزيق ثوب الثورة الناصع، وشن حروب متتالية لاغتيال الثوار جسديا ومعنويا، هذه المسرحية تهدف لشيئين الأول التأثير على أحكام القضاء استكمالا لمسلسل البراءة للجميع، والثانى أن ينقلب الشعب على ثورته، ومن ثم عودة الأفاقين وذيول النظام السابق بكاف أشكاله لطن بوجوه مختلفة، وأراهن أن رئيس مصر القادم سيكون واحداً من ثلاثة (فل أو إخوانى أو عسكرى). ومن هنا أستطيع أن أؤكد أن تحقيقات النيابة لن تصل لشىء فى أى شىء ولن تقدم دليلا ملموسا يعتد به ويمكن تقديمه كدليل دامغ لإدانة ومحاكمة من قاموا بتدبير وتمويل وارتكاب موقعه الجمل الثانية (مجزرة بورسعيد)، ومن بعدها الداخلية ومديريات الأمن والأقسام، وإلحاقا بالنيابة فلجان (دفن الحقائق) المعروفة إعلاميا بلجان تقصى الحقائق المشكلة من أغلبية إخوانية برلمانية لحما ودما ماعدا بعض الرتوش (عشان الصورة تطلع حلوة) هذه اللجان بطبعها ومنذ إنشائها سيئة السمعة، لأنها تهدف إلى امتصاص غضب الشعب، وهى فقرة من فقرات السيرك الإخوانى العسكرى الذى تشهده مصر حاليا منذ بداية الثورة التى عقدت باسمها الصفقات الحرام الملوثة بدماء الشهداء وآلام المصابين وفجيعة قلوب الأمهات.. الله الوطن الثورة.