تقمص أحمد حسن، لاعب الزمالك ومنتخب مصر، دور الكاتب الصحفى، وأعد مقالا صحفيا لرثاء ضحايا مجزرة بورسعيد، الذين سقطوا عقب أحداث مباراة المصرى والأهلى فى الأسبوع السابع عشر من عمر الدورى. ونشر الصقر المقال على موقعه الرسمى، و"اليوم السابع" تنشر نسخة منه. "صُدمت مثلما صُدم جميع المصريين بالأحداث التى وقعت فى استاد بورسعيد، وراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء دون أن يكون لهم أى ذنب سوى أنهم ذهبوا لتشجيع فريقهم فى مباراة لكرة القدم". وإنه ليؤسفنى أنه لم يلتفت أحد إلى ما قدمناه أنا وزملائى اللاعبين قبل أشهر قليلة من حملة لا للتعصب من أجل التخلص من الآفة التى غزت الملاعب فى السنوات الأخيرة بفعل الإعلام الفاسد، ولكننا هكذا دائما لا نتحرك إلا بعد وقوع الكارثة مهما كانت التحذيرات قبلها. وللأسف فإننا فقدنا الكثير من الأرواح والدماء حتى نتعلم أقسى درس مر علينا فى الفترة الأخيرة. وبصراحة شديدة، فإن الكثيرين يتحملون المسئولية، يأتى على رأسهم الإعلام الفاسد الذى تسبب فى ملء العقول والقلوب بالتعصب الشديد. والإعلام الذى نشأنا ونحن صغار على أنه رسالة هادفة وراقية، تحول هذه الأيام إلى سلعة رخيصة ترفع شعار "إثارة أكثر من أجل نسبة مشاهدة أكثر" و"تهييج أكثر يساوى مكاسب مادية أكثر"، وباتت الأعراض مستباحة بدون دليل دون مراعاة لأى حرمة. وللأسف فإن ثمن تلك السلعة الرخيصة هذه المرة كان أغلى مما يستطيع الوطن أن يدفعه. بل إن الإعلام الذى نفخ فى النار المشتعلة كان أول من احترق بلهيبها، لأنه فى حالة إلغاء الدورى أو إيقافه سيتسبب فى إيقاف مصدر الدخل الأول للقنوات الفضائية، وساعتها سيخسر الإعلام كل شىء، بسبب طمعه فى جمع أكبر قدر من الإعلانات، على حساب الرسالة الهادفة والراقية التى كان من المفترض أن يقدمها للمشاهدين. وأتمنى أن يكون الإعلام قد استوعب الدرس جيدا، وعرف العاملون فيه أنها مسئولية جسيمة، ربما يفلت من الحساب الدنيوى عليها لكنه لكن يفلت من الحساب الإلهى، حيث يسأل كل إنسان عن كل كلمة قالها، وعيدان كبريت قد تشتعل فى أى وقت وتحرق مصر بأكملها، وأتمنى أن يعودوا إلى ضمائرهم، لأننا فى أمس الحاجة اليوم قبل الغد إلى أصحاب الضمائر. وأتمنى أيضا أن يلتزم الإعلام برسالته الأصلية والقيام بعمله بكل مهنية وحيادية ودون البحث عن الإثارة، لا من أجل الحفاظ على استمرار اللعبة فى مصر وعلى مكاسبه فقط، وإنما من أجل الحفاظ على مصر ووحدتها. فما شاهدناه فى الأيام الأخيرة من تكاتف واضح لألتراس أهلاوى مع ألتراس زمالكاوى مع باقى مشجعى الأندية المصرية فى المحنة الشديدة التى عشناها جميعا، يعطينا الأمل فى مصر أفضل للجميع. وإننى أود أن أوجه الشكر إلى ألتراس أهلاوى وجمهور الأهلى على صفحة "إحنا آسفين يا شيكابالا"، فهو يدل على أن الخير والمحبة هما الأصل دائما عند المصريين. وكذلك أوجه الشكر إلى ألتراس وايت نايتس وجمهور الزمالك على صفحة "إحنا آسفين يا متعب"، وكذلك على مساندتهم الكاملة لألتراس أهلاوى منذ وقوع الكارثة وحتى الآن، وأشكر جميع مشجعى الأندية المصرية على روحهم المتوحدة ومشاعرهم النبيلة تجاه الأبرياء الذين سقطوا دون ذنب. وأوجه رسالة إلى كل جماهير الكرة المصرية أننا نتمنى استمرار هذه الروح إلى الأبد، لأننا نحتاج إلى التكاتف والتلاحم من أجل بناء هذا الوطن الذى يحتاج إلى كل أبنائه باختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم فى هذا الوقت الدقيق ربما أكثر من أى وقت مضى. وأخيرا أوجه رسالة إلى نفسى وزملائى اللاعبين، بأن نلتزم جميعا بالروح الرياضية التى غابت عنا فى بعض الأوقات، وأن نضعها فوق أى مصالح شخصية مهما كان المقابل من الفوز فى مباراة أو حتى فى بطولة. إن علينا مسئولية كبيرة كلاعبين فى أن نلتزم بالهدف الأساسى التى تمارس من أجله الرياضة وهو الأخلاق، وكذلك علينا أن نتحمل مسئوليتنا تجاه وطننا وأبنائه، خاصة أننا رأينا بأنفسنا كيف تتحول الشرارة البسيطة من التعصب إلى نار هائلة تحرق الجميع.