فى إطار دعوات القوى الثورية للعصيان المدنى يوم السبت القادم الموافق 11 فبراير 2012، توقع مثقفون أن المجلس العسكرى لن يتخذ أى خطوات حقيقة لتحقيق مطالب الثوار، وأنه سيكتفى بإجراءت شكلية وإصدار بيانات لامتصاص غضب الجماهير فى حال كانت المشاركة فى العصيان المدنى حاشدة، مؤكدين أن المجلس أضاع العديد من الفرص لتحقيق مطالب الشعب المعلنة منذ بداية ثورة 25 يناير. قال الأديب إبراهيم عبد المجيد، إن المجلس العسكرى يتعامل مع العدد الصغير للثوار باستخدام القوة ضدهم، أما إذا كان العدد كبيرًا - والرهان الآن على الحشد لمشاركة أكبر عدد ممكن فى العصيان المدنى- فإن المجلس يكتفى حينها بإصدار بيان مع اتخاذ عدد من الإجراءات الشكلية. وشدد عبد المجيد على أن المجلس العسكرى أضاع طوال عام حكم فيها البلاد كل الفرص المتاحة لاتخاذ إجراءات لإصلاح الأوضاع وتحقيق مطالب الثوار قائلا " لا أتوقع أن يتخذ المجلس أى إجراءات قبل العصيان المدنى لكى يمتص غضب الثوار". كما ذكر عبد المجيد أن مطالب الثوار التى لم يتخذ العسكرى أى خطوات لتحقيقها هى محاكم ثورية فورية لرجال العهد السابق والقبض على الجناة وقتلة الثوار طوال عام مضى، فضلا عن عدم إعلانه لجدول واضح لخروجه من السلطة. توقعت الكاتبة الصحفية فتحية العسال أن يماطل المجلس العسكرى فى تحقيق المطالب التى يرفعها الثوار فى العصيان المدنى، قائلة " أكبر دليل على ذلك هو تحقيق مطلب نقل مبارك إلى طره بتكلفة تصل إلى 5 مليون جنيه، كأنه ملك وليس مذنبا". وأضافت فتحية، أن المجلس العسكرى اختار الطريق المعادى للثورة، كما أثبت فشله طوال العام السابق فى تحقيق مطالب الناس، مشيرة إلى أنها تؤيد فكرة العصيان المدنى ضد الأوضاع الحالية ولكن لابد من الاستعداد بشكل كبير وفاعل له لكى يتعاطف معه كل فئات المجتمع لكى لا يشعر أن العصيان ضده، وبالتالى يشارك الجميع فيه. وأشارت فتحية إلى أن الكتاب والفنانين يجب أن يتبعوا خطوات الثوار والشارع لأنهم الأقدر على الرؤية المستقبلية للأحداث، مؤكدة "الثوار هم بوصلتى فى اتخاذ القرارات". من جانبه تنبأ أحمد بهاء الدين شعبان المفكر اليسارى، أن يحاول المجلس العسكرى امتصاص غضب الجماهير ونزع فتيل الاحتقان بين الشباب من خلال إعلان خطوات خاصة بالانتخابات الرئاسية. وأوضح شعبان أن هناك خطوات كان لابد أن يتخذها وهى محاكمة عاجلة لقتلة شهداء محمد محمود وقصر العينى وبورسعيد، ومحاكمة ثورية لمبارك وعصابته، فضلا عن تطهير المؤسسات الإعلامية، داعيا إلى الإسراع فى تسليم السلطة لقوى مدنية بأسرع ما يمكن. وأكد شعبان أن المثقفين والأدباء لديهم إحساس عارم بأن الثورة اختطفها التيار الإسلامى، قائلا "إن العصيان المدنى يمثل الآن أهم وسيلة ضغط شعبى فى يد الشباب" مؤكدا أن المجلس العسكرى لم يحقق أى مطلب إلا بالضغط الشعبى من خلال المسيرات والمليونيات".