رفض فهيم عمر، حكم مباراة المصرى والأهلى محاولات البعض تحميله مسئولية الكارثة الإنسانية التى شهدها إستاد بورسعيد، مؤكداً أن الحديث عن ألغائها قبل بدايتها ليس منطقيا لعدم حدوث أى شىء يستدعى ذلك، وأشار إلى عدم طلب أى شخص من الأهلى سواء سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالأهلى أو اللاعبين إلغاء اللقاء. وطالب الحكم الدولى، فى تصريحاتٍ لبرنامج إستاد ميلودى الذى يقدمه الإعلامى عصام شلتوت على قناة ميلودى سبورتس، بضرورة القصاص للضحايا، قائلا "إن أقل عقوبة للمجرمين الذين ارتكبوا مذبحة بورسعيد هى الإعدام". وأضاف أن بعض الحكام خذلوه فى محنته، قائلا "إن الشدائد تُظهر معادن الرجال، وأزمته عرّفته من يقول الحق ولا يخشى أحدًا، ومن تركه ليُمنح إدارة مباراة أو منصبًا". وأكد فيهم، أنه لو شعر بالمسئولية تجاه الحادث الأليم لكان أول من خرج بكل شجاعة للاعتراف أمام الجميع، مضيفًا أن ضميره مستريح، ولا يشعر بالذنب، معللأ عدم مشاركته فى الجريمة. وكشف فهيم، إن المادة "5" من قانون الفيفا، تنص على: "إن الحكم معفى من المسئولية حول القرار المتخذة أثناء اللقاء، وينتج عنها أحداث شغب"، رافضًا عن محاسبته سوى على ال90 دقيقة، وهى عمر المباراة التى لم يصاب فيها أى لاعب من الفريقين أو الأجهزة الفنية. أمّا عن اتهامه بالتسبب فى الكارثة، قال إنه ليس نبيًا ليتوقع حدوث المجزرة، ولم ينزل عليه الوحى كى يعلم ما سيحدث مستقبلا، متسائلا "من توقع حدوث المأساة؟". وسرّد فهيم ذكريات ما قبل "مباراة الكارثة"، قائلا: "توجهت للمباراة كما هو مُعتاد بساعتين ونصف، وكانت الأمور فى صورتها الطبيعة لمثل هذه المباريات الجماهيرية التى اعتدت على إدارتها". وانتقل فهيم للحديث عن مرحلة الإحماء، قائلا: "لقد أطلقت جماهير المصرى الشماريخ علينا لكنها لم تُصب أحدًا من اللاعبين أو الأجهزة الفنية، فى هذا الوقت لو رأيت داعيا لإلغاء اللقاء لألغيتها ليس خوفًا على أحد إنما حرصًا على سلامتى الشخصية"، مدللا إن الوضع لم يكن خطيرًا وقتها. وتابع عمر قائلاً، "إنه استوقفه كثرة المتواجدين داخل الملعب بزى مدنى، فتوجه بالسؤال للأمن عن هويتهم، وكانت الإجابة أنهم مباحث". وحول اقتحام الجماهير الملعب بين شوطى المباراة، قال فهيم، إنه لم ير ما حدث، ولم يبلغه به أحد، مؤكدًا أنه أوقف المباراة لمدة 7 دقائق فى انتظار الفريقين لم ير شيئًا داخل الملعب بعدما كان الأمن تعامل مع المقتحمين. وقال فهيم إنه لم يُطلب منه إلغاء المباراة، قائلا: "لم يطلب منى أحد إلغاء المباراة سواء سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالنادى الأهلى، أو حتى لاعبيه". وأكد فهيم، أنه بعد صافرة النهاية توجه لغرفة الملابس برفقة رجال الأمن، معتقدًا أن جمهور نزل ليحتفل، قائلا: "لم أعلم بما يحدث إلا عندما أخبرنى البعض بأن اشتباكات وقعت وهناك حالة وفاة بين الصفوف"، مضيفًا "لو علمت بما يحدث لذهبت للدفاع عن جمهور الأهلى بجسدى وعمرى". وأشار فيهم إلى أن المذبحة وغيرها من حوادث نتاج قرارات غير صحيح من أيدى مرتعشة، قائلا: "لا يوجد قرار صائب اتخذ منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن"، مؤكدًا أنه هناك من يريد الانتقام من مصر لقيام شعبها بثورةٍ. ووجه رسالة إلى كل من ينتقدوه فى وسائل الإعلام، ولا يقولون الحق وينشرون الحقيقة، داعيًا "حسبى الله ونعم الوكيل فى بنى أدمين قاعدين فى الفضائيات لا يشعرون بأحد سوى أنفسهم". وألمّح فهيم إلى بعض منتقديه الذين يجلسون فى التكييف ويقيمون الأشخاص وهم لهم أخطاء شهيرة، قائلا: "أتذكر مباراة أدرتها عام 2004 بين المصرى وبلدية المحلة، وبعد انتهاء اللقاء كتبت فى تقريرى ما حدث من جماهير الأخضر من شغب، واتخذت لجنة المسابقات وقتها قرارا أن يلعب المصرى المباراة القادمة بدون جمهور ولكن بعدها تدخل رئيس الاتحاد وقتها فى قرار لجنة المسابقات وأقيم اللقاء الذى كان مقررا بين الأهلى والمصرى بجمهور، مجاملتًا للمصرى ورئيسه سيد متولى رحمه الله". وحمّل فهيم عمر مسئولية الأحداث إلى المسئولين الذين قرروا إقامة المسابقة فى هذه الظروف الأمنية المنفلتة، مؤكدًا أن الحكام أول من حذروا من وقوع مثل هذه المأساة، مذكرًا الجميع بتصريحه أن الحكام يذهبون لإدارة المباريات ويحملون أكفانهم على أيديهم". وتمنى فهيم، أن يتوجه لكافة بيوت الضحايا وتوجيه العزاء لآسرهم، مؤكدًا أن أكثر شخص يشعر بهم لأنه مرّ بنفس تجربتهم عندما تُوفيت ابنته نورهان نتيجة الإهمال غرقًا فى إحدى حمامات السباحة نتيجة الإهمال، وهو أحد أسباب كارثة بورسعيد. وأعلن فهيم أنه لن يدخل ستاد بورسعيد مرة أخرى حتى وفاته، متمنيًا تغير شكل الكرة المصرية على يد رجال شرفاء يعمل بضمير، وليس المحسوبية، مشيرًا إلى وجوب تقديم نظام الاحتراف على الحكام ليملكوا قوت يوميهم وبعهدها يمكن محاسبتهم. وحول علاقته بحسن حمدى، رئيس الأهلى وكالة الأهرام، أكد أنه على مدار 18 عامًا قضاها بين جدران الوكالة لم يتطرق للحديث خلالها مع حمدى عن كرة القدم، مشيرًا إلى أنه يدفع ثمن جرأته ومراعاة الله فى علمه.