حلمتُ بمعنى لبلادى .. بمعنى للكرامة والعزة .. حلمتُ أن أعيش مرفوع الرأس وسط جيرانى .. حلمتُ بلوحة أنسجها بيدى لبلادى يكون نسيجها العزة ورسمها الحرية ومصنعها الكرامة .. وكنت أعلم أن الطريق طويل وأن الحلم لم يكن سهل التحقيق .. ولكننى خططت جيداً لتنفيذ حلمى وسعيت جاهدة للوصول إلى الهدف وظننت بأنى على مشارف فجر الحرية .. ورغم أنى كنت أعلم أن لكل طريق صعوبات ولكل حلم ثمن ولكل نظام ضحايا إلا أن الحلم الذى لم أحلمه ولا تمنيت يوماً أن أحلمه هو أن يكون عدوى هو ابن بلدى .. هو من يحطم طريق نجاحى هو من ظننت أنه سيكون حمايتى وأمنى هو ابنى أو أخى أو ربما يجرى فى عروقه نفس دمى .. فكنت كلما أخطو خطوه تجاه حريتى كان يعترض طريقى كسدٍ عالٍ منيع ليقول لى " إرجعى .. " كنت أسمعها بصوت رصاصة لا يزال يدوى إلى الآن فى كل مكان يملأ أركان بلادى .. ويسقط معه العديد فى كل مكان .. هل تكون دماء شبابك يا مصر هى الثمن ؟ الحرية يسلبوها من شبابك ثم نجد فى قفص الاتهام الظالم هو المظلوم والحاكم هو الجلاد ؟ أرى أن من يقودون البلاد ما زالوا فى أبراجهم العالية كما كانوا قبل ذلك ليأمرونا فقط وما علينا نحن سوى السمع والطاعة وأرى مذابح تحدث ما بين أبنائى وإخوتى وكلاً منهم يبحث عن نفس الشىء ألا وهو " الكرامة " . أرى جنوداً لا تعرف التمرد تتلقى أوامرها من عقول لا تراها ولا تحس برؤيتها .. وفى الجهة الأخرى شباباً فى أعمار الزهور يريدون الوصول إلى هذا العقول لكى يسمعوا صوتهم .. يفهموا رؤيتهم ولكنهم لابد وأن يتواجهوا .. فلا ذنب لهؤلاء أو لهؤلاء ...وكأننا فى لعبة للشطرنج .. فعليك فى البداية أن تهدر أرواح العسكر حتى تصل إلى الملك .. كنت أرسم فى مخيلتى وحلمى أنه سوف يأتى يوم أستطيع أن أقول فيه " كش ملك " لمن يستبد بى وببلادى دون إهدار أرواح لا ذنب لها .. ولكن كما ذكرت " فلكل نظام ضحايا.. حتى وإن صلحت نوايا القائمين عليه " .. لم أعد أعرف تحديداً ما هو الطريق الأمثل للوصول لذاك الحلم فكل فرد من شعب مصر لا يحلم إلا بالحرية والأمان ..العزة والسكينة لا أكثر من ذلك .. " تساقط منا الكثر أثناء السير على الطريق نحو الحلم .. تساقطت منا كرامة شاب تمت إهانته .. عذرية فتاة تم فضحها فى وضح النهار.. مروءة شيخ لا يملك إلا الصمت .. دون ذنب سوى أنهم حلموا بوطن لا يُستعبدون فيه ويعيشون فيه أحراراً ..."