بقلم : مصطفى الراوي أن تسمع للتلفزيون المصرى فهذا من حقك, أن تُروج لما يقول كذبا وإفتراءا على الثوار فهذا ليس من شيم الثوار, بين أن ترى الحقيقة من جانب واحد وأن لا تصدق غير صوتك وما يُملى عليك من أباطيل وخزعبلات, بين أن تغض البصر عن من أجرموا فى حقك وحقنا قصدا ثم تتهم الثوار الأحرار ظلما وبهتانا بالتخريب,بين أن تنصت إلى توفيق عكاشة مستلذا به وهو يسب الثورة والثوار وينتقص من شأنهم. بين كل هذا أرى فى عينيك الفرح , تفرح لما حدث لغادة كمال وغيرها من نساء مصر وهن يسحلن بيد الجنود المصريين, ثم أراك فوق كل ذلك تتهمهن بالباطل وبدون بينة وهن من أنتهك عرضهن من قبل جنود العسكر , بين أن ترى نفسك الحكم والجلاد فى وقت واحد , بين أن تُخوّن الآن أغلب من شارك فى الثورة من أحزاب وحركات سياسية وتطلق عليهم الشائعات زورا, بين هذا وذاك أين أنت ياتُرى ؟؟. هل سألت نفسك يوما : أنا مع الثورة أم لا ؟ هل سمحت لها " لنفسك " بالأطلاع على خبايا ما تؤمن به تجاه تلك الثورة ؟؟.. سيدى دعنى أقول لك .. أن الحقائق ترى بعين واحدة لا بأثنتان , فأنت تجعل لعقلك ملاذاً أمناً للهروب من واقع نفسى أليم يُشعرك دائما بتقصيرك فى حق الثورة ويدفعك فى ذات الوقت للهجوم على الثوار, أنت مخطىء إذن ولا ذنب لهؤلاء الذين جعلتهم كبش فداء لك أو شماعة تعلق عليها فشلك وتخبطك فى الحياة, أقول ذلك لأنى أرى فى عيون كثيرا من الناس الشماته, تلك الشماتة التى جعلت منه أعمى البصيرة بالرغم من سلامة النظر لديه. بين الفرح والشماته .. أرى أُناساً علت أصواتهم الآن وقد نصبوا المحاكمات لمحاسبة "يهود بنو قريظة" أو ثوار مجلس الوزراء , هاهم وقد فُضحت سوءاتهم وتراءى لنا أنهم لم يكونوا يوما واحدا فى صف الثورة, بين أعين الشامتين الذين هتفوا بالأمس لمبارك فى ميدان العباسية وبين من قاموا بتقبيل صورة المشير طنطاوى, بين هؤلاء من رفعوا توفيق عكاشة على الأعناق, وبين هؤلاء وأولئك أنظر فتقع عينى على مشهدا أخر موازيا أرى فيه ما أُحب, تقع عينى على من أرى نفسى فيهم وأدين لهم بالولاء والمحبة. بين أن أسمع أحدهم على قناة الفراعين يصف لمقدمة برنامج هناك وصفا عجيبا " جزمة المشير طنطاوى على دماغ الناس كلها " وبين أن أتمنى أن لو كان بيينا رسول الله صل الله عليه وسلم ليحكم بما أنزل الله بالحق, وبين أن أتذكر حديثه الشريف عن الرويبضة " الرجل التافه يتحدث فى أمور العامة ", وبين هذا وذاك أرى داعية إسلامي يتحدث بصورة غير لائقة عن المنقبة التى سُحلت, بين كل ماسبق تسمع أذناى أجمل وأدق وصف لميدان التحرير" ياه يا الميدان .. كنت فين من زمان " , أمنا " عايدة الأيوبى " التى أخفاها عنا القدر لسنوات ,تعود مرة أخرى .. تنادى عايدة الأيوبى أو ماما عايدة كما أحب أن أسميها " أتولدنا من جديد وأتولد الحلم العنيد " , نعم هذا هو المشهد الذى أتمناه , ميدان التحرير صاحب الحلم العنيد الذى يأبى أن لا يتحقق , حلم الحرية والكرامة والعزة , حلم من لا يقبل بالخنوع بعد اليوم ولا يستسلم للأهانات مهما كانت, وأيمّا كان موقع الشخص الذى يمارسها , وأيمّا كان موقعه هذا هاما فى الدولة أو دون ذلك. من الفرح أن أرى مشاعر جارفة تشدنى إلى الميدان " ميدان بيقول الحق .. بيقول للظالم دايما لأ ", دائما ما تُثبت لنا يا ميدان التحرير أن الثورة بخير, مشهد رائع بالأمس " جمعة شرف الحرائر " نعم .. الحرائر الذين لا يعرف الخنوع طريقهم ودائما مايتهرب من مواجهتم فزعا, الأشراف الذين لا يقبلون سوى الشرف رفيقاً للدرب وزاداً رطب مُعيناً على إستكمال الطريق الذى بدءوه, أما الخانعين المتلونين المُنكسرين , فأقول لهم : " مبروك عليكم العباسية " حتى وإن كنتم يوماً من الأيام فى التحرير