أكد كل من الكاتب التونسى سمير ساسى، والكاتبة المصرية سلوى بكر، على أنه لا يمكن إلغاء السجن واستبداله بنوع آخر من العقوبات أو القصاص، فى التعامل مع الجرائم الاعتيادية مثل السرقة أو القتل أو غيرها، مطالبين فى الوقت نفسه، بتعديل قانون أو لائحة السجون الداخلية فى التعامل مع السجناء، موضحين أن دور السجن فى العملية التهذيبية مع السجناء اختفى منذ قرون، وأصبح للسجن دور أساسى فى زيادة المجرمين، ودخولهم السجن عدة مرات بعد خروجهم منه، كما طالبوا بضرورة إلغاء عقوبة الحبس على الآراء السياسية المضادة للسلطة. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس الجمعة، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الثالثة والأربعين، بجناح ضيف الشرف، بسراى الاستثمار 3، حول "أدب السجون"، وتحدث فيها كل من الكاتبة سلوى بكر، وسمير ساسى، وحضر الندوة عدد من جمهور المعرض المصريين والتونسيين. ودعا كل من "ساسى" و"بكر" كافة الأدباء العرب ممن عايشوا فترة السجن السياسي، أن يكشفوا عما لم يكتبونه فى أعمالهم الإبداعية، مثل اليوميات، أو الروايات، نظرًا للضغوطات التى تعرضوا إليها داخل السجن، وبعد خروجهم منه، وأن يتم تكريس أهداف ثورات الربيع العربى، فى هذه الأعمال، من مبادئ مثل ثقافة الحرية والمواطنة، والحث على رفض الأنظمة الاستبدادية، وسجن المثقفين والمبدعين لآرائهم السياسية المعارضة للأنظمة، حتى لا يسجن أحد عقابًا على آرائه، بعدما اندلع ربيع الثورات العربية. وأوضح "بكر" و"ساسى"، على أن أهمية أدب السجون، تكمن فى حفر معاناة الإنسان فى زمن ما، وسياق ما، لتبقى خالدة فى الذاكرة الجماعية، ولتطلع عليها الأجيال القادمة، وتعرف أنه قد يكون من الممكن أن نغفر لمن قمعوا حريتنا، ولكن يبقى السجن هو أبشع ما يتعرض له أى إنسان فى العالم، فلا يسمحوا لأى سلطة مستقبلية أن تقمع حرية الفكر والإبداع وانتقاد السلطة.