كان توقيت انطلاقهم هو أهم ما ميزهم عن غيرهم من مئات الشباب الذين اندفعوا للعمل الخيرى وتقديم يد العون لمن يحتاجها فى كل المجالات، هدفهم الأساسى كان حماية ثورتهم واستكمال ثورة الميدان بالعمل فى ميادين أخرى، خاصة بعد قلقهم من انقلاب الطبقات الفقيرة والمتوسطة وعمال اليومية على الثورة التى "وقفت حالهم" على حد تعبير الكثير منهم، أثناء الاعتصام الذى استمر لمدة 18 يوماً، حيث بدءوا بالفعل فى إلقاء اللوم على الثورة الأمر الذى تطلب تدخل سريع من مجموعة من الشباب حرصوا على دعم من أطلقوا عليهم "المتضررين من الثورة" "بشنطة مصر" التى عمل على تجهيزها أكثر من 150 ألف شاب مصرى فى وقت الأزمة "إيد واحدة". 4 من الشباب هم البداية لأكثر من 200 ألف متطوع الآن، دفعهم حال "الغلابة" أثناء الثورة للعمل ليبدءوا بالمنطقة المحيطة بهم، فتوجهوا لمنطقة "عزبة الهجانة" أو الكيلو 4,5 التى تحيط بمناطق راقية مثل "شيراتون ومدينة نصر"، مطلقين الحملة التى تحمس لها عدد كبير جداً من الشباب ملأتهم روح الثورة بالطاقة لخدمة بلادهم، وكانت النتيجة هى تجميع 400،000 جنيه وتوزيع 8000 شنطة إنقاذ على عدد كبير من المتضررين فى أكثر من منطقة فقيرة فى 10 أيام فقط. "صالح مصطفى" أحد الشباب الذين أطلقوا دعوة الإنقاذ التى بدأت مع الثورة واستمرت حتى الآن تحت اسم "إيد واحدة"، ويقول "صالح": "الفكرة بدأت لإنقاذ المتضررين من الثورة فى الوقت الذى تعالت أصوات "الغلابة" بأن الثورة وقفت حالهم، وبالفعل بدأنا فى توزيع شنط الإنقاذ وقت الثورة، وأكملنا حملتنا بعد التنحى نظراً لإقبال الشباب على عمل الخير واستعداد أعداد هائلة منهم للمشاركة معنا، إلى جانب رغبتنا فى توحيد ما ملأنا جميعاً من حماس بعد الثورة للعمل وتوظيف هذه الطاقات الإيجابية بشكل صحيح، لذلك أطلقنا على أنفسنا "إيد واحدة" للعمل معاً". أما عن المنطقة التى أختارها الشباب للعمل يقول"صالح": "اخترنا منطقة من المناطق العشوائية التى تحتاج إلى الكثير من العمل فى جميع المجالات، كما أنها من المناطق التى يحيط بها الكثير من المناطق الراقية، وهدفنا هو توصيل "عزبة الهجانة"إلى مستوى ما يحيط بها من مناطق من خلال خطة عمل لا تقل عن 5 سنوات للتطوير فى معظم المجالات". وعما استطاع الشباب تحقيقه خلال عام وطريقة تطبيق الخطة يقول"صالح": "من خلال عدة فرق قمنا بتوزيع أنفسنا على عدد من المحاور الهامة، مثل محو الأمية والكفالة والصحة والمشروعات الصغيرة والبطالة وغيرها من المحاور التى عملنا على أساسها خلال عام، بدأناه بشنط الخير وتنظيف المنطقة تماماً وطلاء الجدران والمنازل والمدخل الرئيسى، مروراً بإصلاح مدرسة المنطقة بحملة "مدرستي" وفتح 4 فصول ثابتة لمحو الأمية بالمنطقة، إلى جانب توظيف 15 من شباب المنطقة بمصانع أقمشة، إلى جانب مشروع "توريق" الذى جمعنا خلاله 30 طن ورق مستعمل للدخول فى صناعات أخرى، وغيرها من الأنشطة التى أثرت فى الأهالى مثل "شنط مصر" وحملات الإطعام وتوزيع الملابس المستمرة، بالإضافة إلى حملة "زيادة" التى أطلقناها للتبرع بكل ما هو زائد لمن يحتاجه وهى قائمة بشكل مستمر. يكمل نحن مستمرين بمشاريعنا داخل المنطقة ونستعد لعدد كبير من المشاريع لهذا العام". فى نهاية حديثه يقول "صالح" :"الفكرة الرئيسية ل"إيد واحدة" أن الجميع يمكنه المشاركة بما يستطيع تقديمه سواء مادياً أو معنوياً، بالشكل الذى يناسبه "المهم كلنا نشارك ونبقى إيد واحدة".