أكد الدكتور هشام قنديل، وزير الموارد المائية والرى، أن مصر حريصة على عقد الاجتماع الاستثنائى لوزراء مياه حوض النيل، الذى تأجل لأسباب مختلفة، لمناقشة التداعيات القانونية والمؤسسية المترتبة على توقيع بعض دول منابع النيل على الاتفاقية الإطارية الجديدة لمياه النيل، إلا أنه، ووفق تأكيد "قنديل"، فإنه من واقع التوجه الإيجابى لمصر بعد الثورة نحو أفريقيا توجد اتصالات مستمرة مع الأشقاء بدول الحوض، حيث إن الاجتماع لن يتم خلاله الاكتفاء بتقديم التداعيات المشار إليها، ولكن سوف يقترن ذلك بطرح أفكار من شأنها المحافظة على التعاون الإقليمى بين دول الحوض. وأضاف "قنديل" أن القاهرة تستضيف اليوم، ولمدة أربعة أيام، وفدًا من الخبراء الفنيين بدولة الكونغو الديمقراطية، لوضع الصورة النهائية لمذكرة التفاهم التى سوف يتم توقيعها بين مصر والكونغو فى مجال الموارد المائية والرى وآليات التعاون الثنائى، والخطوات التنفيذية المطلوبة لتنفيذ البروتوكول، تمهيدًا للتوقيع الرسمى له بحضور وزير الكونغو، وكذلك مناقشة جميع المقترحات التى من شأنها تعميق التعاون الثنائى، مؤكدًا أن هذه الجهود تأتى حرصاً من مصر على تنفيذ جميع الآليات التى تسهم فى تعميق أشكال التعاون الثنائى مع دول حوض النيل. جاء ذلك فى تصريحات صحفية للوزير على هامش انعقاد ورشة عمل إقليمية لانطلاق مشروع التقييم والمتابعة للمياه بدول شمال أفريقيا، والتى تشهدها القاهرة حاليًا وتختتم أعمالها غدًا. وأوضح الوزير أن تجارب التعاون الثنائى السابقة مع دول الحوض تؤكد مصداقية مصر فى هذا الشأن، وقال "نأمل أن تتفهم دول الحوض الظروف الداخلية التى تمر بها حكومة الإنقاذ الوطنى حالياً بمصر، والتى لم تحل دون قيامها والسودان بطرح أفكار من شأنها استمرار التعاون بصورة شاملة"، مشيرًا إلى أن مصر سوف تشارك فى اجتماع وزراء المياه العرب، المقرر عقده فى يوليه القادم بالعراق، بعدة أوراق عمل تخدم مواجهة التحديات التى تواجه الدول العربية. وأضاف "قنديل" أن عقد الاجتماع الوزارى الاستثنائى بصورته المقترحة هو حدث مهم لجميع دول حوض النيل، وليس لدولتى المصب فقط، حيث يقوم الوزراء خلاله باستعراض وجهات النظر بشأن مستقبل استمرار مشروعات المبادرة على مستوى الأحواض الفرعية (الشرقى- الجنوبى) وعلى مستوى الحوض ككل، وأيضًا مدى استعداد الدول المانحة، برئاسة البنك الدولى، لاستمرار الدعم الفنى والتمويل اللازم لأنشطة المبادرة، خاصة وأن الدعم المؤسسى الذى قدمه المانحون للمبادرة ينتهى نهاية العام الحالى. ومن جانبه، أوضح الدكتور محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربى للمياه، أن العراق سوف يستضيف فى يوليو القادم اجتماعات مجلس الوزراء للمياه العرب لمناقشة التحديات التى تواجه المنطقة العربية من ندرة المياه، وأيضًا موقف الدول العربية من اتفاقية الأممالمتحدة لاستخدامات المياه فى المجارى المائية الدولية، وغير الملاحية، والتى تمثل محورًا رئيسيًا فى مناقشات اجتماعات المجلس العالمى للمياه فى مارس القادم بمرسيليا، ومن المقرر أن يعقد على هامش الاجتماعات الوزارية مؤتمر إقليمى للمياه بمشاركة وزراء المياه العرب، وخبراء المياه بالوطن العربى، والمنظمات الدولية والعالمية، لمناقشة إعداد اتفاقيات للمياه العابرة للحدود بالمنطقة العربية، سواء سطحية أو جوفية، لضمان الاستقرار فى المنطقة العربية. وأضاف "أبو زيد" أن المجلس الوزارى العربى للمياه قد وافق على استراتيجية الأمن المائى العربى، وتمت ترجمتها الآن إلى عدة مشروعات مطروحة للتمويل من الجهات الدولية المانحة، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية تعطى الأولويات للمشروعات الإقليمية التى تؤدى إلى رفع كفاءة استخدام المياه، وتطوير طرق الرى والزراعة.