طالب الدكتور ناجح إبراهيم، القيادى بالجماعة الإسلامية، الإخوان المسلمين بتعلم الدرس من طالبان، التى حكمت أفغانستان بعقلية الجماعة، فمنعت الطالبات من دخول الجامعة، ولم تسع للوفاق الوطنى مع المجتمع، على حد قوله. وقال فى حواره مع الإعلامى محمد سعيد محفوظ، فى برنامج (وماذا بعد؟) على قناة أون لايف، إن الإسلاميين لم ينتقلوا من فقه الجماعة إلى فقه الدولة إلا مع انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان، لافتاً إلى أن الانتقال الكامل لفقه الدولة سيتم تدريجياً، لأن الجماعات الإسلامية لم تتعامل من قبل مع تيارات يسارية أو ليبرالية أو مسيحية، وهى الآن مطالبة بالتعامل مع كل هذه التيارات، كما طالب الإخوان بالتخلى عن سياسة أهل الثقة، التى تجسدت فى ترشيحهم لشاغلى المناصب العليا بالبرلمان، وقال إن الفكر التكفيرى الذى ولد على يدى سيد قطب فى الستينات هو الذى أوجد عند الإخوان شعوراً بالاستعلاء، وأنهم فى واد، والمجتمع فى وادٍ آخر، وقال إن الشريعة الإسلامية لن يتم تطبيقها إلا وفق ما يتسع له ويسمح به ويتقبله المجتمع المصرى. وطالب مجلس الشعب الجديد بالسعى للإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن زعيم الجماعة الإسلامية المسجون بالولايات المتحدة، وكذلك عن 12 شخصا محكوما عليهم فى مصر بالإعدام، و50 آخرين معتقلين فى السجون المصرية بتهم سياسية، مشيراً إلى أن القبض على الجاسوس الأمريكى كانت فرصة كبيرة لمبادلته بالدكتور عمر عبد الرحمن. وطالب بأن نطبق مع المجلس العسكرى قول رسول الله فى فتح مكة (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، موضحاً أن المجلس قام بواجب كبير تجاه الثورة، وليس من الإنصاف إنكار ذلك، وإذا لم تكن الخبرة السياسية الكافية، فليس من الحكمة سجن مبارك، ثم سجن من ثار عليه، وإذا ظللنا ندين المجلس العسكرى، فهذا وضع خاطئ، على حد تعبيره، وقال إن من حق أولياء الدم من أسر الشهداء العفو أو القصاص، لكنه طالبهم بالنظر إلى ما سماه "مصلحة الدولة العليا". وحول الدعوة التى وجهها رئيس الكينست الإسرائيلى رؤوفين ريفلين للدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس البرلمان المصرى الجديد لزيارة إسرائيل، قال الشيخ ناجح إبراهيم إن قبول أو رفض هذه الدعوة لا تحكمه قاعدة شرعية، وإنما المصلحة العامة، مستشهداً بزيارة السادات للكينيست، لكنه توقع ألا يلبى الكتاتنى هذه الدعوة "حتى لا تكون مادة للهجوم عليه لسنوات طويلة"، وقال إن جماعة الإخوان تحسب حساباتها جيداً. وأكد أن الاتفاقيات الدولية والمعاهدات ليست أحكاماً شرعية كما يعتبرها الإسلاميون، وأنها تعبر عن موازين القوى فى الوقت الذى تم توقيعها فيه، وقال إنه رغم اعتراضه على اتفاقية كامب ديفيد وقت إبرامها، إلا أنه يرى أنها كانت أفضل البدائل المتاحة حينئذٍ، وأن السادات أحسن بها صنعاً، إلا أنه أبدى غضبه مما سماه عدم استفادة مصر من الاتفاقية، مقارنة بإسرائيل التى قال إنها استغلتها فى بناء نفسها اقتصادياً. وقال إننا لا نستطيع محاربة إسرائيل فى الوقت الحالى، لأن أسلحة الجيش دفاعية وليست هجومية، وهى بالكامل مصنعة فى أمريكا، واقتصادنا مهترئ، وقبل الحديث عن حرب مع إسرائيل ينبغى أن نكون أولاً دولة قوية، وقال إن قرار الحرب يجب أن يستشار فيه الجيش، ويؤخذ برأيه، فلا يعقل أن يأتى رئيس شاب، ويقرر الدخول فى حرب وتوريط الدولة، لكنه رفض أن يكون للجيش فيما عدا ذلك أى دور استثنائى فى الحياة السياسية، أو وضع مميز فى الدستور الجديد، وطالب بالاقتداء فى ذلك بالدساتير الأوروبية والأمريكية. وجدد مطالبته بتطوير العلاقات الديبلوماسية بين مصر وإيران، وأوضح أن ذلك لا يعنى الجمع بين السنة والشيعة، نظراً لاختلافهما العقائدى العميق، وقال إنه من غير المعقول أن تكون لنا علاقات قوية مع إسرائيل، ونرفض مد يد السلام لإيران. ورداً على مداخلة المخرج السينمائى عمرو سلامة مع البرنامج، التى أبدى فيها مخاوفه من رقابة الإسلاميين على الإبداع، طالب الشيخ ناجح إبراهيم بالاحتكام للضمير الذاتى، ولشيوخ الفن، واعتبر أن الدعوة الإسلامية فى حاجة إلى الدراما أكبر من احتياج الدراما للدعوة الإسلامية، واصفاً فيلم "الرسالة" بأنه ساعد على نشر الإسلام بشكل أفضل من كثير من الدعاة.