اهتمت التقارير الإعلامية الإسرائيلية بالاعتداء الذى تعرض له الرئيس الأمريكى جورج بوش على يد الصحفى العراقى منتظر الزيدى، وهو الاهتمام الذى كان فاترا فى الأوساط الإعلامية اليهودية (يديعوت ومعاريف وهاآرتس) وساخناً فى الأوساط الإعلامية العربية. على سبيل المثال عرض الموقع الإلكترونى لصحيفة هاآرتس للقضية، وعرض لعبة الاعتداء على الرئيس بوش، والتى كان موقع اليوم السابع قد عرضها من خلال موقعه عبر الويب، غير أن الموقع لم يكتب الكثير من التعليقات حول هذا الموضوع، غير أن قراء الموقع كان لهم رأى آخر، حيث دعم عدد كبير منهم هذا الاعتداء موضحين أن بوش يستحق هذه التهنئة العراقية قبيل انتهاء منصبه. واكتفت صحف معاريف ويديعوت بالإشارة إلى الخبر دون أى تعليقات منها، وهو ما يعكس برودة التعامل الإسرائيلى مع هذه المسألة، خاصة وأن تل أبيب تعتز بالرئيس بوش، وتعرف تماما أنه قدم لإسرائيل العديد من المساعدات أبرزها تدمير العراق. وفى الوسط العربى داخل إسرائيل اختلف الوضع، حيث انطلقت فى المدن العربية عريضة تواقيع عبر الإنترنت مع الصحفى العراقى منتظر الزيدى، وهى العريضة التى استقطبت العديد من الكتاب والمفكرين والساسة العرب فى إسرائيل، إلا أن جهات معادية وخاصة إسرائيلية، حاولت وما تزال تحاول اقتحام العريضة لبث شتائم ضد العرب والصحفى الزيدى. وهو ما حذر منه موقع صحيفة الصنارة العربية الإسرائيلية الواسعة الانتشار عبر الإنترنيت. وجاء فى العريضة: "نحن الموقعون أدناه ندعو سلطات الاحتلال الأمريكى، والحكومة العراقية التى تأتمر بأمرها، بأن ترفع أيديها فورا عن الصحفى الإنسانى منتظر الزيدى، وإطلاق سراحه فورا، لأنه عبر بما فعل عن صرخة الإنسانية فى وجه أخطر مجرم حرب فى تاريخنا المعاصر، الرئيس الزائل جورج بوش. إننا نشد على أيدى الزيدى بما فعل، فى وجه مثير الحروب والقلاقل، وقاتل الأطفال وداعم أشرس احتلالات العصر فى فلسطين والعراق، وداعم الحروب الدموية فى جميع بقاع العالم، وخاصة فى شرقنا الأوسطى. إننا ندعو إلى أوسع حملة تضامن عالمية مع الصحفى الزيدى". اللافت أن الزيدى تحول إلى بطل على مواقع الفيس بوك للشباب العرب والفلسطينيين فى الأراضى المحتلة، خاصة وأنهم رأوا أن كبار القادة الإسرائيليين مثل أولمرت على سبيل المثال يستحق هذه التهنئة قبيل انتهاء فترة عمله فى تل أبيب، وطالب العديد منهم بضرورة تجهيز أحذية من الآن لضرب أولمرت وغيره من القادة الإسرائيليين ممن تسببوا فى مآسى للعرب بصورة عامة، والفلسطينيين بصورة خاصة.