قال الروائى د.أشرف حسن عبد الرحمن، إن الأزهر الشريف تم اختراقه بمجموعة من المشايخ السلفيين الجدد الحاملين لثقافة متشددة غير تلك الوسطية التى نادى بها الأزهر على مدار تاريخه، وبدءوا فى الظهور بشكل كبير فى الإعلام والتأثير فى الجماهير بشكل يثير القلق، وذلك فى إشارته إلى تخاذل وتراجع دور المؤسسة الدينية التى هى أقوى مؤسسة ثقافية فى مصر. و أضاف أشرف خلال الجلسة الأولى من فعاليات اليوم الثانى لمؤتمر أدباء مصر والتى جاءت بعنوان "المؤسسة الثقافية.. نحو واقع جديد" وقد أدارها الكاتب "عز الدين نجيب"، أن الإفتاء كانت دائما تابعه للنظام، كذلك الكنيسة التى حتى رغم استقلالها النسبى عن الدولة واختلاف موقفها عن موقف الأزهر، إلا أن كنيسة شبرا أعلنت أن الكتاب المقدس يدعو للصلاة من اجل السلاطين والرئيس وطالبت المسيحيين الدعاء لهم وعدم الخروج عنهم. وأوضح أشرف أن ثقافتنا المجتمعية هى التى قادتنا إلى أن نجعل من مبارك ديكتاتورا لأنه لا يمتلك الوعى الذى يجعله قادرا على السيطرة على كل مؤسسات الدولة، لكنه استطاع الاستمرار بسبب تواطؤ المفسدين فى الكثير من المؤسسات. وأكد أشرف أن النجاح السريع للثورة لا يبين فقط فشل وفساد المؤسسات الحكومية ولكن أظهر لنا أيضا فساد النخبة التى كانت حول مبارك، موضحا أن الأنظمة العربية كلها تعمل بمبدأ توريث السلطة، مما أدى إلى سقوط الحريات وإضعاف المجتمع المدنى وتغيبيه حتى يتمكن من فى السلطة من تمريرها إلى وريثه، إضافة إلى تهميش الأقليات وتغذية روح التعصب من أجل أقرار سياسة القمع بحجة الحفاظ على البلاد من الاشتباكات الطائفية. وعرض الكاتب قاسم مسعد عليوة ورقته البحثية التى حملت عنوان "مراجعة نقدية إدارية لواقع الفساد والاستبداد بالمؤسسات الثقافية العامة فى جمهورية مصر العربية " حيث تحدث عن الفساد والاستبداد فى المؤسسات قائلا إن الدم الذى يغذى الفساد هو الذى يغذى الاستبداد ولكن الاستبداد هو الأصل والفساد الناتج عنه، موضحا أن هذا البحث هو الأول من نوعه الذى جمع وقائع الفساد والاستبداد، متناولا مظاهر الفساد فى وزارة الثقافة والتى بدأها بالمجلس الأعلى للثقافة قائلا أنها تتمثل بشكل كبير فى منح الجوائز، والسفريات أما عن قطاع الفنون التشكيلية كان أبرزها قضية سرقة لوحة الخشخاش، ولوحتين وبعد الثورة سرقة متحف مصطفى كامل، وتخريب تمثال مصطفى شكرى وحريق 25 لوحة وكانت هذه اللوحات معارة لمكتبة الإسكندرية. وأضاف قاسم أن أشكال الفساد بقصور الثقافة متعددة وأبرزها حريق مسرح بنى سويف، والتلاعب فى موازنة الهيئة العامة لقصور الثقافة والمتعلق بالأعمال الإنشائية بالهيئة، و عن الفساد بدار الكتب والوثائق القومية تحدث عن السرقات مثل سرقة وثائق الحجاز ووثائق حوض النيل، وسرقة الأعمال الإنشائية، كما تحدث عن الفساد بمكتبة الإسكندرية وقال أنها تعتبر أكبر نموذج للفساد الإدارى والمالى حيث كانت تابعة للتعليم العالى ثم انتقلت تبعيتها للمخلوع وترأس مجلس الأمناء وفوض زوجته "سوزان مبارك" باختيار أعضاء المجلس الذين قاموا بالنهب. أما عن الاستبداد تمت ترجمته فى كلمة واحدة وهى "الحظيرة" وكان هناك تكريس لتقسيم المثقفين فهناك المقربون من السلطة ويتم منحهم السفريات والجوائز وهناك وآخرين مستبعدين ومهمشين، واستشهد بسيطرة الوجوه التقليدية على اللجان المختلفة فى المجلس الأعلى للثقافة ، اما الفنون التشكيلية برز الاستبداد فى الشللية، كما أشار إلى إزالة اسم الفنان الشهيد أحمد بسيونى فى بينالى فينيسيا، ومن مظاهر الاستبداد فى دار الكتب هو منع إصدار قانون لجمع الوثائق الخاصة بالدولة كى يتم حفظها بدار الوثائق. واقترح إلغاء وزارة الثقافة لمنح حريات نسبية، ولكى تعمل على توفير جزء من تكاليف الوزارة ومن مركزيتها، حيث من يعمل بالوزارة نفسها يوضع فى مرتبة أعلى من مثقف فى إحدى المؤسسات التابعة للوزارة فى المحافظات مشبها ذلك بأن الساعى فى الإدارة المركزية للجيش أفضل من اللواء فى الكتيبة.