أهالى قرية "أبو سمبل" بأسوان يبيتون الليلة فى الظلام بعد انقطاع الكهرباء.. ووصول طائرة المساعدات من القوات المسحلة إلى المضارين.. وشهود عيان: ارتفاع مستوى ترعة وادى النقرة عن المنازل ساعد فى انهيارها

وصلت مساء الأربعاء طائرة المساعدات العاجلة لقرية "أبو سمبل" التابعة لمركز نصر النوية بأسوان، محملة بأطنان من المساعدات الغذائية، و2000 بطانية للمضارين من أبناء محافظة أسوان، لتجاوز محنتهم الحالية، بناء على تعليمات أصدرها المشير حسين طنطاوى القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
فى الوقت الذى تسود حالة من الاستياء على أهالى قرية أبو سمبل التابعة لمركز نصر النوبة بأسوان، بعد انقطاع التيار الكهربائى عن القرية إثر انهيار جزئى فى ترعة وادى النقرة تسبب فى غرق 14 منزلاً وتضرر أكثر من 96 منزلاً بالقرية، إضافة إلى انهيار جزء من سور مدرسة أبو سمبل الإعدادية، علاوة على ارتفاع منسوب المياه داخل بعض شوارع القرية إلى نصف متر.
"اليوم السابع" استمعت إلى تفاصيل الليلة المظلمة، كما يرويها "فوزى جاهو" (45 سنة) من أهالى القرية، وأحد الشهود العيان على الواقعة، قائلاً إن القرية تشهد حالياً ظلاماً دامساً عقب غروب الشمس وحلول الليل، فى الوقت الذى يبيت فيه أهالى القرية داخل إيواءات عاجلة عبارة عن مجموعة خيام وفرتها القوات المسلحة داخل مركز شباب القرية، وتزويد المضارين ببطاطين ومبلغ مالى يقدر ب100 جنيه لكل فرد كإعانة عاجلة للأهالى، فى الوقت الذى اتجه فيه عدد من أهالى القرية أيضاً لمساعدة المضارين ودعوتهم للمبيت بمنازلهم الأحدث بناءً والتى لم يلحقها ضرر من المياه.
وأضاف فوزى، أن البداية كانت ليلة أمس عندما تسبت الزيادة المفاجئة فى منسوب ترعة نصر النوبة إلى حدوث عطل مفاجئ بمحطة الرى رقم 4، ومع استمرارية عمل محطتى 3 و2، حدث ارتجاع للمياه، وهو الذى تسبب فى حدوث ضغط كبير على الجسر المجاور للترعة، ليؤدى ذلك فى النهاية إلى انهيار جزئى بطول 300 متر، مضيفاً أننا استيقظنا فجر اليوم الأربعاء على اندفاع المياه بشكل كبير على منازلنا والتى غمرت العديد منها، فخرجنا جميعاً إلى الشوارع فى محاولة لإنقاذ أرواح الأهالى من الغرق، خاصة الأطفال والنساء وشيوخ متجهين إلى المرتفعات فراراً من المياه.
وأشار فوزى إلى أن طبيعة تكوين ترعة وادى النقرة يجعلها فى وضعية أعلى من منازل القرية، ووقتما حدث اندفاع المياه كان من السهل أن تنطلق المياه فى منحدر تجاه المنازل، وحولت هذه المنازل إلى ما أشبه بالبحيرة، وعلى حسب ما ذكرت شئون التضامن الاجتماعية، أن هناك 14 منزلاً من الطوب اللبن والطين، بالإضافة إلى 96 منزلاً ومدرستى أبو سمبل الابتدائية والإعدادية، وطاحونة أهلية، ودار ضيافة تابع لجمعية تنمية المجتمع.
وأكد جمال عبد الله من أهالى القرية أيضاً، أن الأهالى عندما فوجئوا باندفاع المياه على المنازل هرعوا إلى الشوارع فى محاولة لإنقاذ الأرواح، ومنع تفاقم الضرر بعد الأضرار البالغة التى لحقت بالأجهزة المنزلية والكهربائية، كما أنهم أسرعوا إلى صوت صراخ سيدة عجوز تستنجد بالأهالى لإنقاذ أحفادها الصغار، مضيفاً إلى أن السيدة صرخت بعد أن قامت بالاستنجاد بمركز الشرطة من الغرق، إلا أنها فوجئت بإجابتهم "المركز لم يتلقَ أى بلاغ بشأن هذا الموضوع" – على حد قوله – مضيفاً بأن الأهالى تكاتفوا للخروج من هذه الأزمة إلى بر الأمان.
وقالت هبة بشرى، المنسقة الإعلامية للاتحاد النوبى العام بأسوان ل"اليوم السابع"، إن القرية لا تمت بصلة لمدينة أبو سمبل السياحية، ولكنه مجرد تشابه أسماء، لأن قرية أبو سمبل بمركز النوبة هى من مسميات قرى التهجير، وجميع سكانها من أهالى النوبة، وأضافت أن هناك اجتماعات عقدت مساء اليوم، على مستوى النوادى النوبية فى أسوان والإسكندرية، لبحث مشكلة أبناء النوبة فى قرية أبو سمبل وسبل الخروج منها.
من جانبه، أكد رأفت الشافعى، مدير مركز الزلازل بأسوان، أن الزلزال الذى ضرب مدينة أبو سمبل السياحية مساء الجمعة الماضى، بقوة 4.20 درجة ريختر على محيط من 55 إلى 60 كم محيط الزلزال، بعيداً تماماً من منطقة الانهيار الجزئى الواقع بمدينة نصر النوبة، ولا تأثير له على الإطلاق بالواقعة، نظراً لأن الانهيار يبعد عن مركز الزلزال لا يقل عن 100 كم شمال الزلزال.
كان اللواء مصطفى السيد، محافظ أسوان، قد أكد على عدم وجود أى حالات وفيات أو إصابات بقرية أبو سمبل بمركز نصر النوبة، نتيجة الانهيار الجزئى فى الجسر والطريق المجاور لترعة النقرة الرئيسية، مشيرًا إلى أنه سيتم على الفور البدء فى حصر الخسائر المادية، سواء بالنسبة للانهيارات الجزئية والكلية والتصدعات فى المنازل، أو بالنسبة للمنقولات والأجهزة المنزلية، وذلك لصرف التعويضات المناسبة لكل حالة، علاوة على سرعة بناء سور مدرسة أبو سمبل الإعدادية.
كما أوضح المحافظ، أنه تم تنظيم عمليات شفط المياه داخل القرية بواسطة 40 سيارة شفط، علاوة على معدات الحماية المدنية، موضحًا بأن سرعة تحرك الأجهزة الحكومية ومعاونة شركات المقاولات ساهم فى احتواء الموقف بشكل كبير، خاصة مع إعادة الجسر مرة أخرى، ووقف تدفق المياه للقرية.
وأرجع سيد إسماعيل رئيس مركز نصر النوبة سبب الحادث، للزيادة المفاجئة فى منسوب ترعة نصر النوبة إلى حدوث عطل مفاجئ بمحطة الرى رقم 4، ومع استمرارية عمل محطتى 3 و2، حدث ارتجاع للمياه وهو الذى تسبب فى حدوث ضغط كبير على الجسر المجاور للترعة، ليؤدى ذلك فى النهاية إلى انهيار جزئى بطول 300 متر، لافتاً إلى أن ذلك تبعه تدفق مياه الترعة بغزارة واتجاهها نحو قرية أبوسمبل المقابلة لها وخاصة مع انخفاض منسوب القرية لتتجه المياه نحو المنازل المواجهة لها.
موضوعات متعلقة..
"طنطاوى" يطمئن على أهالى قرية أبو سمبل بأسوان
محافظ أسوان ينفى وجود حالات وفاة أو إصابات فى حادثة "أبو سمبل"
انهيار جسر ترعة كاسر بأسوان يتسبب فى غرق 14 منزلا بقرية أبو سمبل