قبل أيام من فتح باب الانتقالات الشتوية مطلع شهر يناير، احتدم الصراع بين كبار أندية أوروبا على صفقات "الشتاء"، وذهبت تقارير إلى أن "الميركاتو الشتوى" قد يشهد ثورة حقيقية فى ظل سعى كبار أندية القارة العجوز لتدعيم صفوفها قبل استئناف الدور الثانى من الموسم (2011-2012)، خاصة بالنسبة للأندية التى عانت من تواضع المستوى والنتائج خلال منافسات الدور الأول من الموسم الحالى. "الميركاتو الشتوى" إنما هو نسخة مصغرة من "الميركاتو الصيفى"، حيث لا يشترط دخوله جميع الأندية وإنما ترتبط به الأندية التى تستهدف تصحيح مسارها بسبب سوء النتائج وربما بسبب كثرة الإصابات التى عانت منها خلال الدور الأول، بينما أعلنت أندية أخرى امتناعها عن الدخول سوق الانتقالات الشتوى نظرا لاكتمال صفوفها أو لعدم قدرتها المالية على الشراء. كان إنتر ميلان الإيطالى من أول الأندية التى أعلنت عن رغبتها فى الدخول "الميركاتو الشتوى" بقوة خاصة بعد النتائج السيئة التى حققها على المستويين المحلى والأوروبى، وكانت سببا فى ابتعاده عن المنافسة على لقبه المفضل الدورى الإيطالى قبل الانتفاضة الأخيرة التى قام بها مع نهاية الدور الأول وارتقى على إثرها إلى المركز الخامس فى جدول المسابقة بعدما لازم لأسابيع عدة المراكز الأخيرة فى البطولة. لعل أهم المراكز الذى يسعى الإنتر لتدعيمها فى الشتاء، خط الهجوم، حيث يبذل محاولات لاستعارة نجمه السابق، الكاميرونى صامويل إيتو الذى رحل بدوره إلى نادى آنجى الروسى خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، واستبدلته إدارة النيراتزورى بالثنائى الأوروجويانى دييجو فورلان من أتليتيكو مدريد الإسبانى، والأرجنتينى ماورو زاراتى من لاتسيو الإيطالى، حيث أحرز كلاهما هدفا وحيدا خلال الدور الأول، حيث تعرض فورلان لإصابة فى الفخذ أبعدته عن الملاعب لمدة شهرين فضلا عن عدم إمكانية مشاركته ببطولة دورى أبطال أوروبا بسبب مشاركته مع فريقه السابق أتليتيكو فى بطولة "اليوروبا ليج". أما بالنسبة للقطب الثانى فى مدينة ميلانو الإيطالية، فقد أكد أدريانو جاليانى نائب رئيس نادى ميلان، أنه سيدخل "الميركاتو الشتوى" فقط من أجل ضم الأباتشى الأرجنتينى كارلوس تيفيز، مهاجم مانشستر سيتى الإنجليزى، الذى ينافسه على ضمه نادى باريس سان جيرمان الفرنسى خاصة أنه يملك من المال ما يجعله يفوز بالصفقة بعد أن قام بشرائه العائلة المالكة فى قطر. ويدخل ضمن اهتمامات نادى العاصمة الفرنسية، الدولى البرازيلى ريكاردو كاكا، صانع ألعاب ريال مدريد الإسبانى، خاصة فى حال تولى الإيطالى كارلو أنشيلوتى تدريب سان جيرمان، حيث سبق وأن لعب كاكا تحت قيادة أنشيلوتى عندما كان الأخير مدربا لفريق ميلان. لم يكن كاكا اللاعب الوحيد المطلوب من ريال مدريد فى "الميركاتو الشتوى"، حيث يتنافس تشيلسى الإنجليزى مع يوفنتوس الإيطالى للفوز بخدمات مهاجم الفريق الملكى، الأرجنتينى جونزالو هيجواين، ولكن قد يكون هذا الحلم بعيد المنال فى ظل القواعد الصارمة للمدرب البرتغالى جوزيه مورينيو بعدم التفريط فى أى لاعب خلال الشتاء. فى ذات السياق، أشارت صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الإيطالية إلى أن اليوفى يسعى بقوة وراء مدافع أشبيلية، خوسيه مارتن كاسيريس، والذى لم يعد مرغوبا فيه بالنادى الأندلسى. من جانبه، يرغب أرسين فينجر، المدير الفنى لفريق أرسنال الإنجليزى، فى استعادة الأسطورة الفرنسى تيرى هنرى، لاعب فريق نيويورك ريد بولز الأمريكى، إلى ملعب "الإمارات"، حيث يرى المدرب الفرنسى ضالته فى نجم المدفعجية السابق، أملا فى العودة لدائرة المنافسة على لقب البريمير ليج فى الدور الثانى من الموسم، كما يسعى وراء ضم واين بريدج مدافع مانشستر سيتى. من جانبها، امتنعت أندية ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وتوتنهام عن الدخول سوق الانتقالات الشتوى، رغم التكهنات التى أشارت إلى مساعى برشلونة للتعاقد مع مهاجم فى الشتاء لتعويض غياب مهاجمه دافيد فيا الذى انتهى موسمه بسبب إصابة بكسر فى الساق، وفى الوقت الذى أعلن فيه السير أليكس فيرجسون مدرب ألمان يونايتد عدم حاجته لصفقات شتوية، رجحت الصحف الإنجليزية "دايلى ميل" و"ذا صن" دخوله الميركاتو بسبب الإصابات التى ضربت معظم لاعبيه فى الدور الأول وكان آخرها أشلى يونج والمدافع الشاب فيل جونس.
