قال الدكتور طارق فهمى، الخبير فى الشئون الإسرائيلية ورئيس وحدة الإسرائيليات بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن العملية العسكرية التى قامت بها طائرات الجيش الإسرائيلى ضد عدد من السيارات السودانية بالمنطقة الحدودية بين مصر والسودان منذ أسبوعين وكشفت تفاصيلها مؤخرا لن تكون الأخيرة، لأن تل أبيب أصبحت تمتلك القدرة على ضرب أى أهداف خارج حدودها تجد فيها تهديد لأمنها القومى. وأضاف فهمى فى تصريحات ل"اليوم السابع" أن العملية الإسرائيلية بمثابة توجيه رسالة إلى المصريين، مفادها أن تل أبيب موجودة بالمنطقة المحيطة بهم وتهديد أمنهم القومى خاصة بدول الشرق الأفريقى ودول حوض النيل، وأن هذا التواجد نابع من التغلغل الإسرائيلى فى تلك الدول خاصة عقب تعميق العلاقات الإسرائيلية الأفريقية والتى توجت بلقاءات مكثفة وصلت ل 11 لقاء بين مسئولين إسرائيليين ونظرائهم بدول أفريقية خلال شهر واحد كان آخرها زيارة الرئيس الجنوب سودانى سلفاكير لإسرائيل. وأكد فهمى أن إسرائيل موجودة فى مناطق التماس مع مصر والسودان وأصبحت لها اليد الطويلة فى تلك المناطق عقب تعزيز التعاون الإستخبارى والأمنى مع دول حوض النيل والذى تعتمد عليه تلك الدول فى محاربة عناصر المعارضة بالاستعانة بالخبرات الأمنية الإسرائيلية مقابل مدها بالمعلومات عن اى تحركات لقوافل أسلحة أو غيرها من المعلومات لحماية أمنها القومى وضرب أعدائها قبل الوصول لحدودها. وكشف فهمى أن الهدف من هذا التواجد الإسرائيلى بالدول الأفريقية وخاصة مناطق التماس مع مصر هو الإقتراب من الممرات المائية العربية خاصة البحر الأحمر الذى يعد البوابة الأولى لقناة السويس لمصر بالإضافة إلى التواجد بدول القرن الأفريقى، حيث سيعاد صياغة الوضع السياسى فيها كالسودان والصومال واليمن.