غرفة صغيرة، وكيس بلاستيكى ومجموعة من البذور "بعشرة جنيهات".. ثلاث خطوات فقط لافتتاح مزرعتك الخاصة، التى لا تحتاج سوى بعض الوقت لإنتاج الدفعة الأولى من فطر "عيش الغراب"، بأسهل الطرق وأقل التكاليف. الخطوات الثلاث وما يتخللها من بعض التفاصيل البسيطة نجحت فى اجتذاب مجموعة كبيرة من الشباب، فى محاولة لتحقيق حلم إنشاء مشروعهم الخاص "على قد إيدهم"، وهو ما أتاحه لهم حملة المشروع القومى لزراعة مصر. "الطريقة بسيطة وخالية من أى تعقيدات، والشرط الأساسى هو الحماس والإيمان بالفكرة".. هكذا بدأ أحمد حمزة، أحد مؤسسى المشروع القومى لزراعة مصر حديثه ل"اليوم السابع" عن مشروع زراعة "عيش الغراب". يقول "أحمد": مشروع عيش الغراب هو جزء من المشروع القومى لزراعة مصر الذى انطلق للعمل فى أكثر من مجال، أبرزهم "الحملة القومية لمصر بدون حرق قش الأرز"، وهى الحملة التى تبنتها وزارة البيئة بعد النجاح الذى حققته حتى الآن فى إنقاذ كمية كبيرة من قش الأرز من الحرق، واستخدامها فى مشروعات مفيدة أولها مشروع زراعة عيش الغراب الذى يدخل قش الأرز فى زراعته بشكل أساسى. وعن طريقة زراعة عيش الغراب يقول "أحمد": المشروع يبدأ بتوفير مكان خال، مثل غرفة أو شقة خالية أو "جراج"، أو أى مكان مغلق وجيد التهوية، ثم تبدأ الخطوات الأولى لزراعة الماشروم عن طريق توفير البيئة الملائمة للزراعة، وفى حالة المشروم قد تكون من قش الأرز، أو قش القمح، أو النشارة الخشبية، ولكن يفضل استخدام قش الأرز لما يتوفر فيه من خواص طبيعية تجعله أفضل المواد الخام التى تصلح كبيئة غنية للزراعة، مثل طول ساق النبات، ووجود المساحات البينية بين طبقات القش مما يزيد من درجة الاحتباس الحرارى داخل الأكياس البلاستيكية المستخدمة فى الزراعة. يكمل "أحمد": بعد ذلك تتم عملية بسترة قش الأرز عن طريق نقعه فى براميل ضخمة لمدة 6 ساعات فى الصيف و12 ساعة فى الشتاء، ثم تعريضه للغليان لمدة ساعتين متواصلتين حتى تصل درجة حرارته إلى 75 درجة مئوية يتم بعدها انتشاله وتبريده، ثم وضعه فى أكياس بلاستيكية فى صورة طبقات، طبقة من قش الأرز المبستر ثم طبقة من بذور عيش الغراب إلى أن يمتلئ الكيس، ثم يتم غلقه بإحكام وتركه فى مكان رطب مظلم لمدة 21 يومًا، على أن نقوم بتهوية المكان ورش المياه على الأكياس من وقت لآخر. "بعد انتهاء المدة نقوم بعمل فتحات دائرية فى الأكياس ليخرج منها عيش الغراب ناضجًا".. يكمل "أحمد" طريقة الزراعة، ويضيف: تبدأ النموات البيضاء أو "الميليسيوم" فى الخروج من الأكياس تدريجيًا، ويخرج الكيس الذى يصل طوله 60 سم حوالى 5 كيلو من "عيش الغراب"، مقسمة على ثلاثة أيام، وليس علينا وقتها سوى قطف الثمرات الناضجة، والبدء فى استخدامها. أما عن المفاجأة الاقتصادية التى يوفرها المشروع، بجانب التكاليف التى لا تكاد تذكر، فيقول "أحمد": ما يتم استخدامه من بيئة زراعية مكونة من قش الأرز المبستر، تصلح بعد الانتهاء من زراعة أكياس الماشروم فى الاستخدام كسماد عضوى غنى جدًا، ويمكن تصنيفه كسماد من الدرجة الأولى لزراعة جميع المحاصيل، كما أن القيمة الاقتصادية للمشروع لا تقتصر على قلة تكلفته فقط، بل على الربحية العالية التى يوفرها، وذلك نظرًا لكون عيش الغراب من السلع الغذائية الغالية فى الأسواق، حيث يصل سعر الكيلو الواحد إلى 8 جنيهات أو أكثر، بينما لا تتعدى تكلفة زراعة الكيس الواحد الذى قد ينتج 5 كيلو عن 10 جنيهات أو أقل، وهو ما يوفر ربحًا هائلاً لصاحب المحصول. وعن نجاح المشروع يقول "أحمد": المشروع نجح بالفعل فى اجتذاب عدد كبير من الشباب، خاصة مع سهولة تطبيق الفكرة، ولكنه لم ينجح على المستوى المطلوب، نظرًا للكثير من الظروف التى نمر بها إلى جانب ما هو معتاد من تجاهل أجهزة الدولة لمثل هذه المشاريع الإيجابية. المشروع الهائل الذى دعا له شباب "حملة المشروع القومى لزراعة مصر" نجح فى اجتذاب أكثر من 500 شاب جلس طويلاً فى انتظار فرصة عمل ولكن دون جدوى، ومنهم من فتح مزرعة كاملة لإنتاج الفطر الذى تطلبه الأسواق بشكل كبير جدًا لما يدخل فى صناعته من مأكولات متعددة يزيد الطلب عليها، خاصة من أصحاب الفنادق والمطاعم التى يعتبر "عيش الغراب " أو الماشروم من متطلباتها الأساسية.