فى عام 2011 تجاوزت برامج التوك شو دورها كنافذة إعلامية نشاهد من خلالها الأحداث الجارية، حتى أصبحت محركا لها ومشاركا، وصانعا للأحداث حين ارتفع سقف حريتها، وأصبحت تتبارى فيما بينها كمنابر سياسية لا إعلامية، واهتم كل برنامج حسب أهوائه بصناعة شخصيات صدرت لنا على اعتبار أنها ممثلة للثورة والشارع المصرى، وهو ما ثبت عدم صحته بدليل فشل تلك الوجوه فى إحداث أى تأثير على الشارع على مدار العام، حتى إن بعض هذه القنوات أخذ دور الملقن لميدان التحرير وأصبحت الشخصيات السياسية ومرشحو الرئاسة الأكثر ظهورا على برامج التوك شو وباتت هى الأسماء الأكثر تداولا فى ميدان التحرير لتشكيل الحكومة، هذا ناهيك عن الشخصيات المجهولة التى صدرتها لنا برامج التوك شو على بعض القنوات، على أنهم من الثوار أو متحدثون باسم ميدان التحرير أو ناشط سياسى أو متحدث باسم ائتلاف «كذا»، على الرغم من أن الميدان نفسه أكد علانية أنه لا يوجد أى متحدث باسمه، ولم يعد هناك اهتمام بالبحث عن وجوه جديدة من المتخصصين فى السياسة والقانون، وهكذا أصبح أداء التوك شو على بعض القنوات يمثل خطورة حقيقية فى التأثير على المشاهد لما يتضمنه من فوضى سياسية بلا أى ضوابط، بعيدا عن المهنية التى من أبسط مبادئها أن هذه الوجوه على الأقل يجب أن تكون معروفة لمعتصمى التحرير، حتى أصبح مصطلح «ناشط سياسى» لقب من لا مهنة له. كما أصبحت بعض برامج التوك شو هى الواجهة الأكثر بريقا لمرشحى الرئاسة، أو لأى سياسى يريد طرح منهجه السياسى أو أى رجل أعمال يريد إعادة عرض نفسه أمام الرأى العام وأصبح الثقل السياسى يقاس بحجم ظهوره الإعلامى، واخترقت التوك شو الموانع التى كانت مفروضة قبلا عليهم وأصبح لكل مرشح برنامجه المفضل، فمحمد البرادعى أعلن لاول مرة على قناة «on tv» نيته للترشح رسميا. وفى جوانب العرض أيضاً علينا أن نتذكر تلهف السياسيين لبرامج التوك شو، ربما لغرض فى أنفسهم يتمثل فى استثمار الظهور حتى يقوموا بتسويق أنفسهم كما حدث مع الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء السابق الذى ظهر فى برنامج العاشرة مساء، وبكى فى حديثه عن أمن مصر، وحديثه عن وجود ثورة مضادة، وكذلك الظهور المتكرر لقادة الأحزاب الإسلامية التى قدمت نفسها فى ثوبها الجديد للرأى العام وكان أشهرها ظهور رقية السادات مع ناجح إبراهيم مع تامر أمين حيث قدم ناجح اعتذارا عن قتل السادات.