«كل المقتنيات والمؤلفات منذ عام 1798 حتى اليوم أتلفت تمامًا جراء حريق المجمع العلمى المصرى، وهذا المبنى الأثرى يضم 200 ألف كتاب، واحتراق هذا المبنى العريق بهذا الشكل يعنى أن جزءًا كبيرًا من تاريخ مصر انتهى». الكلمات السابقة التى تنطق ألمًا وحزنًا وغيظًا، قالها محمد الشرنوبى أمين عام المجمع، وجاءت كما قال من إلقاء زجاجات المولوتوف، على المبنى الذى يضم مؤلفات هائلة هى كنوز لتاريخ مصر مثل كتاب «وصف مصر» فى مخطوطته الأصلية. فى مساء الجمعة، وبينما تنقل الفضائيات مشاهد رمى الحجارة، وزجاجات المولوتوف، وإلقاء الحجارة من أعلى مبنى مجلس الوزراء جاء صوت حرم الدكتور محمود حافظ رئيس المجمع فى مداخلة هاتفية على إحدى الفضائيات معلنة أن الحرائق تمسك بالمبنى، وأن زوجها فى غيبوبة، وأضافت فى أسى: «لو لم يكن الدكتور محمود فى غيبوبة لكانت أصابته بسبب ما يحدث للمتحف»، وأشارت السيدة إلى بعض المقتنيات النادرة فى المتحف التى تم جمعها منذ أن قرر نابليون بونابرت إنشاءه فى 20 أغسطس عام 1798، بعد أن دخل مصر غازيًا على رأس حملته الفرنسية، التى قاومها الشعب المصرى بضراوة ليخرجها ذليلة. الذى أقدم على جريمة حرق تاريخ مصر المحفوظ بين جدران المتحف هو جاهل لا يعرف أن حرق تراثنا الثقافى هو حرق لذاكرة ووجدان مصر كلها، وإذا كانت زجاجات المولوتوف التى أطلقها دخلاء وبلطجية قد أشعلت النيران فى المبنى ومحتوياته فأين كانت أجهزة المطافئ المسؤولة عن تسييرها أجهزة الدولة؟ وهل لم يستمع أحد إلى النداءات المبكرة من حرم الدكتور محمود حافظ ليحتوى الجريمة قبل أن تمضى الى نهايتها المؤسفة؟ ما حدث للمتحف العلمى ينقلنا إلى ما ذكره العقيد عمر عفيفى، ضابط الشرطة السابق، والمقيم حاليًا فى أمريكا، والذى تحدث عن مخطط لحرق مبنى ماسبيرو، والبنك المركزى ومحطة توليد كهرباء شبرا الخيمة وبعض البنوك ومجلسى الشعب والشورى، ومجلس الوزراء، والمثير أنه نسب هذا المخطط إلى تعليمات تصدر من سجن طرة، وخصوصًا من جمال مبارك وصفوت الشريف، والخوف مما يقوله عفيفى أن هذه الأهداف إن لم يتم حرقها حاليًا فقد تكون أهدافًا فى مرحلة مقبلة، ويبقى السؤال: هل بالفعل المتواجدون فى طرة هم الطرف الثالث الذى يتحدث عنه المجلس العسكرى فى كل مرة دون الكشف عنه؟