كل ما تريد معرفته عن وظائف وزارة العمل 2025    استعدادًا للعام الجديد.. 7 توجيهات عاجلة لقيادات التربية والتعليم بالدقهلية    وزير العدل يزف بشرى سارة لأبناء محافظة البحيرة    إجازة المولد النبوي الأقرب.. العطلات الرسمية المتبقية في 2025    محافظ المنوفية يتفقد نسب إنجاز إنشاءات المدارس الجديدة بالأحياء    التعليم العالى: "بحوث الفلزات" يعلن افتتاح أول وحدة صناعية للمغناطيس    أسعار حلاوة المولد 2025.. وشعبة السكر تتوقع استقرار السعر لهذا السبب (تفاصيل)    محافظ المنوفية يتفقد تطوير كورنيش وممشى شبين الكوم للارتقاء بالمظهر العام    660 مليون جنيه تكلفة تأثيث 332 مجمع خدمات حكومية بالمحافظات    "إكسترا نيوز": بطء الإجراءات الأمنية يعيق تسريع دخول شاحنات المساعدات إلى غزة    «الغول على أبوابنا».. ماكرون يوجه انتقادات لبوتين (تفاصيل)    العاهل الأردني يشدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة    موعد حفل توزيع جوائز الأفضل في إنجلترا.. محمد صلاح يتصدر السباق    رابطة الأندية تفاجئ زيزو بجائزة جديدة بعد الجولة الثانية من الدوري    إيزاك يرفض عرضًا جديدًا من نيوكاسل لتمديد عقده    إصابة 9 أشخاص في انقلاب سيارة ميكروباص بالطريق الحر في القليوبية    الأرصاد: اضطراب الملاحة على البحر الأحمر وخليج السويس والموج يرتفع ل3.5 متر    استقرار الحالة الصحية لزوج لاعبة الجودو دينا علاء داخل العناية المركزة    جهود «أمن المنافذ» في مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    مواصلة جهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة جرائم استغلال الأحداث    علي الحجار يحيي حفل الخميس ب مهرجان القلعة 2025 (تفاصيل)    فى أجواء فنية ساحرة.. "صوت مصر" يعيد أم كلثوم إلى واجهة المشهد الثقافى    فيلم "فلسطين 36" ل آن مارى جاسر يمثل فلسطين بجوائز الأوسكار عام 2026    مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يبدأ استقبال الأفلام للمشاركة فى الدورة 12    مدير أوقاف الإسكندرية يترأس لجان اختبارات القبول بمركز إعداد المحفظين    داعية إسلامية عن التعدد: «انتبهوا للخطوة دي قبل ما تقدموا عليها»    إحالة المدير المناوب وأفراد من النوبتجية المسائية بمستشفى نبروه المركزى للتحقيق    مدير «الرعاية الصحية» ببورسعيد: «صحتك أولًا» لتوعية المواطنين بأهمية الأدوية البديلة    تمكين المرأة الريفية، ندوة تثقيفية لإعلام الداخلة بالوادي الجديد    فنان شهير يفجر مفاجأة عن السبب الرئيسي وراء وفاة تيمور تيمور    رحيل الدكتور يحيى عزمي أستاذ معهد السينما.. وأشرف زكي ينعاه    طبيب الأهلي يكشف حالة إمام عاشور ومروان عطية قبل مواجهة المحلة    رئيس الرعاية الصحية: بدء تشغيل عيادة العلاج الطبيعي للأطفال بمركز طب أسرة العوامية بالأقصر    جولة تفتيشية للوقوف على انتظام حركة التشغيل في مطاري الغردقة ومرسى علم    وزارة النقل تناشد المواطنين التوعية للحفاظ على مترو الانفاق والقطار الكهربائي    قرار جديد من وزارة الداخلية بشأن إنشاء مركز إصلاح (نص كامل)    صعود جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل جلسة اليوم    واعظة بالأزهر: الحسد يأكل الحسنات مثل النار    " ارحموا من في الأرض" هل هذا القول يشمل كل المخلوقات.. أستاذ بالأزهر يوضح    بلتون للتمويل العقاري تصدر أول توريق بقيمة 1.32 مليار جنيه    وزيرة التخطيط والتعاون تتحدث عن تطورات الاقتصاد المصري في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية    "قصص متفوتكش".. 3 معلومات عن اتفاق رونالدو وجورجينا.. وإمام عاشور يظهر مع نجله    ميدلزبره يقترب من ضم موهبة مانشستر سيتي    53 مليون خدمة.. ماذا قدمت حملة "100 يوم صحة" خلال 34 يومًا؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 19-8-2025 في محافظة قنا    تقليل الاغتراب.. موقع التنسيق يواصل إتاحة التسجيل رغم انتهاء الموعد المقرر    رئيس الوزراء يلتقى وزير الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني    الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية: تكثيف الهجوم على غزة سيؤدى لأثر إنسانى مروع    هيئة التأمين الصحى: إشراك القطاع الخاص ركيزة أساسية للتوسع المستقبلى    بعد إلغاء تأشيرات دبلوماسييها.. أستراليا: حكومة نتنياهو تعزل إسرائيل    نجلة طلعت زكريا تكشف سر عن أحمد فهمي تجاه والدها الراحل    مخاطر الخلط بين أبحاث علوم الفضاء وفقه أحكام الفضاء    «عارف حسام حسن بيفكر في إيه».. عصام الحضري يكشف اسم حارس منتخب مصر بأمم أفريقيا    وقت مناسب لترتيب الأولويات.. حظ برج الدلو اليوم 19 أغسطس    "الجبهة الوطنية بالفيوم" ينظم حوارًا مجتمعيًا حول تعديلات قانون ذوي الإعاقة    أبرزها 10 أطنان مخلل.. ضبط أغذية منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر ببني سويف    عماد النحاس يكشف موقف لاعبي الأهلي المصابين من المشاركة في المباريات المقبلة    حقيقة إصابة أشرف داري في مران الأهلي وموقف ياسين مرعي من مباراة غزل المحلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واصل طه: عرب 48 خارج لعبة أوسلو

هناك العديد من علامات الاستفهام تدور حول عرب 48 فى إسرائيل، وموقفهم من القضية الفلسطينية، بلغت حد اتهام البعض لهم بأنهم خونة، وتخلوا عن القضية، خاصة بعد تحالفهم مع اليسار الإسرائيلى. كما أن هناك حالة من التعتيم على مواقفهم السياسية، وخاصة من مفاوضات السلام، وعملية أوسلو، وعلاقتهم بحركات التحرر الفلسطينية، وخاصة منظمة التحرير.
كل هذه الأسئلة وأكثر، حاول اليوم السابع البحث عن إجابات لها، من خلال الحوار مع أحد أعضاء الكنيست الإسرائيلى من عرب 48، وهو النائب واصل طه، عن حزب التجمع الوطنى الديمقراطى.
◄لماذا لا يعرف عالمنا العربى الكثير عن عرب 48؟
بسبب التعتيم الذى نعيش فى ظله داخل إسرائيل، ولكن تسرب من بين مخالبه القليل عن المجتمع العربى الفلسطينى داخل الكيان الصهيونى.
◄ولكن هناك انطباع فى الشارع المصرى أنهم جواسيس، وخانوا القضية الفلسطينية، واندمجوا فى الحياة الإسرائيلية؟
أولاً، هذا انطباع خاطئ مائة بالمائة، والسؤال جاء بعد ثبوت الرؤية عند الشعوب العربية، بأننا الباقون الصامدون على أرضنا، وكنا بمثابة الشاهد الحى على نكبة شعبنا، ومازلنا نواة وذاكرة القضية والشعب، وحافظنا على تاريخنا وحفظنا للأرض هويتها. فى المقابل المصرى يستقبلنا بكل محبة واحترام واللطف المعهود، وعندما يعرف أن الزائر من عرب 48 يزداد احترامه.
ثانياً، أن المثقفين والفنانين المصريين قاطعوا إسرائيل الرسمية، ولم يقاطعوا عرب 48، وهذا ما يزعج السياسة الرسمية الإسرائيلية، لأنه شتان ما بين التواصل بين أبناء الأمة الواحدة وبين التطبيع، وتشهد دار الأوبرا المصرية والندوات الشعرية والسياسية والمناسبات الأخرى التى يشارك بها الفلسطينيون من عرب 48 على ذلك. حتى أن هنالك لقاءات مع الخارجية المصرية وغيرها للتشاور مع قيادات شعبنا فى الداخل، حول مجمل القضايا العديدة التى تهمنا جميعاً.
◄ ولكن فى اتهام دائم "بالخيانة"؟
إذا كان صمودنا "خيانة"، فنحن نرحب بهذه "الخيانة"، نحن نعيش فى سجن كبير وظروف مأساوية وحصار أسوأ مما يتعرض له أبناء شعبنا فى قطاع غزة اليوم, لكننا اليوم شعب يعتز بإنجازاته وحفاظه على هويته القومية وتواصله مع أمته.
◄ لكنكم اندمجتم فى الحياة الإسرائيلية؟
الاندماج كذبة، فهل يعتبر مجرد وجودنا فى بيوتنا وعلى أرضنا "اندماج وخيانة"، إننا المواطنون الأصليون فى الوطن.
◄ ولكن هذا الاندماج تمثل تحديداً فى برامج التعايش واستخدام اللغة؟
اليهود أرادوا لنا منذ البداية أن نتحول إلى حطابين وسقاة ماء، كما قال أحد كبار مستشارى ومساعدى "بن جوريون"، وأرادوا لنا أن ننسلخ عن هويتنا وشعبنا، وأن نعيش على هامش الحياة بانتظار أول مناسبة لتهجيرنا، هذه هى برامج "التعايش" التى حاولوا تطبيقها. لكنهم فشلوا فى كل هذا، وحافظنا على لغتنا وعاداتنا وأدياننا وقيمنا. وكان شعر المقاومة فى الداخل أول الأصوات التى "دغدغت" ذاكرة شعبنا الفلسطينى فى الشتات، وبعثت فيه الأمل من جديد، مثل شعر الراحلين محمود درويش، وزياد وراشد حسين، والأحياء سميح القاسم, وهم يكتبون باللغة العربية كما تعرفين.
وإذا كانت مظاهراتنا سنة 1956 احتجاجاً على العدوان الثلاثى ضد مصر، وهتافات "بور سعيد عربية والقناة مصرية" من باب الإندماج، فلك أن تقيمى هذا" الاندماج"، وإذا كانت صور القائد الكبير جمال عبد الناصر تزين كل بيت من بيوتنا من باب الاندماج، فلك أيضاً أن تقيمى هذا الاندماج.
◄ ألا يعتبر استخدام اللغة العبرية اندماجاً؟
هذا أمر متبادل بين كل الشعوب، ومع أن إسرائيل حاولت فرض اللغة العبرية علينا لتسيير أمورنا الحياتية واليومية إلا أنها فشلت، وكانت النتيجة عكسية, أى أن اليهود تأثروا بلغتنا أكثر مما تأثرنا بلغتهم، ودخلت مصطلحات عربية كثيرة على لغتهم.
◄ فى فترة من الفترات اعتمد العرب ال48 على التحالف مع جهة يسارية يهودية لإثبات وجودهم فى الحياة السياسية؟
التحالف بيننا وبين اليهود قديم، ولكن مع اليساريين المناهضين للصهيونية فقط، وفى هذه الفترة تحديداً اقترح علينا الرئيس ياسر عرفات "أبو عمار" بناء هذا التحالف، بإقامة تيار وطنى موحد مع شخصيات يهودية داعمة للموقف العربى داخل الكنيست.
◄هل هذه التحالفات العربية اليهودية أثرت على الاعتراف بمنظمة التحرير فى الشارع الإسرائلى؟
بالفعل، فالتحالفات دفعتنا إلى دخول الكنيست كعرب، مما أثر على الاعتراف بمنظمة التحرير فى الداخل, خاصة من قبل القوى الوطنية بعد أن كانت تنكر وجودها أصلاً، بالإضافة إلى أن لقاءاتنا كسياسيين ارتفعت وتيرتها بقادة المنظمة فى الخارج.
◄منظمة التحرير كان لها موقف منكم مختلف عن موقفكم منها ما طبيعة موقف المنظمة منكم؟
منظمة التحرير الفلسطينية قبل سنة 1967، اختلفت بعد 67، فقد كنا منسيين وهنالك من اتهمنا بأننا "تصهينا" أى أصبحنا صهاينة، وما أن جرى التواصل بعد سنة 1967، أى بعد النكسة، حتى عرف الكثيرون حجم الخطأ فى تقييمهم لنا، ومدى ظلمهم لنا، وبدأوا يحاولون التكفير عن هذه الأخطاء، وتصحيحها.
وباعترافنا بمنظمة التحرير، سبقنا حتى الأنظمة العربية التى لم تعترف بالمنظمة ممثلاً شرعياً ووحيداً، إلا سنة 1974 فى مؤتمر القمة العربية فى الرباط.
◄ما هى طبيعة علاقة عرب 48 حالياً بمنظمة التحرير؟
حتى عام 1967 لم يكن هناك أى تعامل معها، ولكن بعدها انضم العديد من النشطاء إلى عضوية المنظمة، وفصائل العمل المسلح، وسجن الكثير منهم ومازال الكثير منهم خلف القضبان حتى الآن.
◄ولكنكم هاجمتم المنظمة فى بداية التسعينات؟
بعد أن دخلت منظمة التحرير فى التفاوض مع إسرائيل على قضية الدولة الفلسطينية فى الضفة والقطاع، والتى انتهت بمباحثات أوسلو، تأكدنا أن الحركة التقدمية أنهت دورها المرحلى، وبدأنا فى تغيير تعاملنا مع منظمة التحرير.
◄لماذا؟
عناصر مهمة من داخل منظمة التحرير عملت على دفع جهات يمينية كانت قريبة جدا من الأحزاب الصهيونية اليمينية، للترويج بأننا متطرفون، وتركنا الجهات التى لديها مطالب واضحة وصريحة لحقوق الشعب الفلسطينى بمعارضة أسلو، وبالفعل وصلت وجهة النظر هذه إلى دوائر المؤسسة الإسرائيلية.
◄ولكنكم كنتم جزءاً من مباحثات أوسلو؟
نحن ضد أوسلو التى حدث بعدها الاعتراف المتبادل بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى ممثلة فى منظمة التحرير، وأصبحنا نحن العرب ال48 خارج حسابات اللعبة.
وكانت منظمة التحرير قد أكدت خلال المباحثات، أنها لا تستطيع التحدث باسمنا، رغم إننا كنا نؤكد دائما بأنها الممثل الوحيد للشعب الفلسطينى، ونحن جزء لا يتجزأ من هذا الشعب، ولكن قادة المنظمة قالوا, إننا كعرب 48 جزء من الدولة الإسرائيلية، وهذا ما رفضناه.
◄معنى هذا أن عرب 48 لم يستفيدوا من اتفاقية أوسلو؟
بالعكس فبعد إبرام الاتفاقية، تلقى التيار الوطنى ضربات شتت قواه، نتيجة الضغط القادم من الخارج من جانب منظمة التحرير، إلى جانب ضغط السلطات الإسرائيلية علينا من الداخل، مما أدى إلى تفتيت الحركة الوطنية بشكل كبير.
وفى عام 1995 بدأت بلورة كل الحركات العربية من جديد فى إطار "حزب التجمع الوطنى الديمقراطى" الذى تأسس على 11 مادة.
◄ هل كان من بينهم الموقف من أوسلو؟
تجاهلنا أسلوا لما كان حولها من جدل وإشكالية ما بين مؤيد ومعارض، لذلك اتفقنا أن لا تكون أوسلو هى محور بناء تيارنا الجديد.
◄ القوى السياسية اليسارية خطابها يتشابه معكم، ولكن لازال التيار الإسلامى فى الحركة الوطنية لعرب 48 خطابها مختلف، والحزب غير قادر على احتوائها؟
الحركات اليسارية لا تستطيع التحدث على دولة شيوعية حاليا فى الداخل الإسرائيلى، ومثلها الحركات الإسلامية أيضا لا تستطيع التحدث عن الوقف الإسلامى الفلسطينى رسميا، فهى تستخدم فقط مجموعة من المصطلحات التى تعبر عن توجهاتها، والتى يعاقب عليها القانون الإسرائيلى، لذلك فإن خطابنا يتوافق مع الاتجاهات العامة، مثل دولة المواطنة والمساواة فى الحقوق المدنية ومن هنا بدأ الخطر.
◄وما خطورة هذا؟
نشبت صراعات على مستويين، الأول على مستوى قيادات الحزب, فقد تم توجيهه تهمة التحريض وتكدير الأمن للدكتور عزمى بشارة، وتم التحقيق معه, مما أدى إلى خروجه خارج البلاد. المستوى الثانى انعكس على المواطن العربى, الذى يتم التعامل معه حاليا بوصفه جزءاً من العدو الخارجى لإسرائيل.
◄يعتبر البعض دخول العرب إلى الكنيست جزءاً من ديمقراطية إسرائيل؟
إن دخولنا الكنيست هو نوع من النضال وهى "أداة" عليها الكثير من النقاش فى الداخل ولا تمر معركة انتخابية إلا ويحاولون شطبنا، نحن فى التجمع الوطنى الديمقراطى تم منعنا من المشاركة فى هذه "اللعبة الديمقراطية"، لأننا نتبنى الفكر القومى الديمقراطى، والمؤسسة الإسرائيلية تضيق بنا ذرعاً لأن طروحاتنا تفضح حقيقة إسرائيل.
◄ كيف أثر دخول العرب الكنيست على الشارع الإسرائيلى؟
من ناحية زاد تنظيمنا كعرب 48 فى الداخل الإسرائيلى، فاستطعنا أن نوحد أنفسنا كحركة عربية لأول مرة فى تاريخ إسرائيل.
◄هل ترى تأثيراً لوجودك كنائب داخل الكنيست الإسرائيلى؟
نحن ممثلين لجماهيرنا فى الكنيست, ولسنا ممثلين للكنيست لدى جماهيرنا، وصلنا بالانتخابات وبإرادة العرب لنمثل المصلحة الوطنية لمواطنينا، نحن كنواب عرب بالكنيست لا نرى أنفسنا جزءاً من المؤسسة الإسرائيلية لا من الحكومة الإسرائيلية السابقة أو حتى القادمة.
◄هل سيتغير تعامل المؤسسة الإسرائيلية مع العرب بتغير الحكومة؟
أولمرت هو وريث "شارون" الشرعى فى إسرائيل، بدأ بتوجهات سياسية معينة، وعندما انتهى كان له تصريحات انقلابية فى فكره وتوجهاته، فهو يدعو للانسحاب من كافة الأراضى المحتلة وفى نفس الوقت يقول, إنه لا يمكن عقد سلام مع الفلسطينيين وهذا يعتبر تغير انقلابى.
◄ هل هذا الوضع سيتغير مع "ليفنى"؟
اعتقد أن" تسيبى" ليفنى لن تكون بعيدة عن هذا التفكير.
◄ولكنها خريجة مدرسة مخابراتية؟
الذين يعملون فى الاستخبارات العسكرية هم أكثر واقعية سياسية من باقى القيادات, لأنهم يعرفون الواقع بتفاصيله.
◄هل توجهاتها السياسية ستؤثر على أدائها ؟
ليفنى بتوجهاتها اليمنية ليست بعيدة عن أولمرات، رغم الجهود التى تبذلها، ولكن حتى الآن الحكومات الإسرائيلية عموما لم تبعد كثيرا عن الإجماع الصهيونى العنصرى المتشنج ضد المواطنين العرب والقضية الفلسطينية.
◄بعد سنوات من استضافة مصر لحوار الفصائل الفلسطينية لماذا لا يوجد حل؟
إن استضافة مصر للحوار خطوة جيدة، بوصفها دولة كبرى عربية، وصاحبة تأثير على الطرفين، فحماس فى حاجة لتتنفس من خلال قطاع غزة الملاصق لمصر، وعلاقات السلطة الوطنية بحكومة مصر علاقة وطيدة جدا، وبالتالى مصر الدولة الوحيدة المرشحة لرعاية هذه المفاوضات.
◄ولكن لا يوجد حل حتى الآن، هل معنى ذلك إن هناك تقصيراً؟
التقصير من قبل الفصائل وليس مصر، ولكن الحل بات وشيكا بين الفصائل, فالانقسام ليس فى المصلحة الوطنية الفلسطينية ولا العربية، لذلك يجب التوصل لحوار جدى وحل ديمقراطى بالعودة إلى صندوق الاقتراع.
◄الانتخابات وصناديق الاقتراع هل هى سبب الأزمة الحالية؟
على الطرفين أن يتنازلوا لبعضهم البعض، لأنه لا يوجد شىء أصلاً يختلفوا عليه، هم يتصارعون على شىء وهمى .. السلطة وهمية .. الوزارة وهمية، يجب أن يكون لنا هدف واحد، وهو التحرر من الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.
◄ولكن حزب التجمع لم يكن له دور مؤثر فى المفاوضات؟
دورنا محدود لحساسية وضعنا، ولكننا فى التجمع نعول على حكومة وحدة وطنية بين حماس وفتح، اللذين استجابا فى النهاية لمطالب الشارع الفلسطينى بقبول الوحدة الوطنية الفلسطينية، وشكلوا الحكومة على هذا الأساس، ولكن نتائجها جاءت عكس ما كنا نرجو.
◄بحكم الاتجاهات السياسية، يبدو أن هناك انحيازاً واضحاً لفتح؟
التجمع أعلن موقفه بشكل واضح فى المؤتمر الخامس لحزب التجمع غير منحاز لا لفتح ولا حماس، نحن منحازين للمصلحة الفلسطينية.
◄ هل الانتخابات الفلسطينية القادمة ستكون خطوة على طريق حكومة الوحدة الوطنية؟
لا حل أمامنا سوى الانتخابات وصندوق الاقتراع والانتظار.
◄التجمع لازال يراهن على أن إسرائيل دولة زوال ويعيش على هذا الأمل؟
إسرائيل دولة موجودة, ولكن ما أثبته الفترة الماضية أن هذا الجيش الإسرائيلى غير معدٍ، ولا يستطيع بعد أن يلحق هزيمة بأى طرف عربى، وهذا ما نراهن عليه.
◄ولكن انهيار دولة إسرائيل بناء على هذه الفكرة أمر غير واقعى؟
انهيار دولة إسرائيل فى المنظور القريب والواقعى، هى نظرية نشتبك معها من خلال المظاهر الاجتماعية داخل إسرائيل, ولكن المؤسسة الإسرائيلية قوية.
◄هل الواقع الاجتماعى يؤكد أن إسرائيل إلى زوال؟
الدول تموت وتولد من جديد, وإسرائيل ليست استثناء عن تلك القاعدة، فإذا استمر الظلم والطغيان الإسرائيلى على الفلسطينيين وعنجهيتها فى المنطقة, وإذا لم تبحث عن سلام حقيقى وعادل مع شعوب المنطقة, فلن يكتب لها الحياة وذلك بالرغم من قوتها العسكرية وترساناتها النووية.
◄ متى يدفع عرب 48 السلام؟
إسرائيل تعرض السلام وتقبله من وجهة نظرها، فهى تريد السلام الإسرائيلى، وطالما هى متمسكة بوجهة نظرها فى ذلك لن يحدث سلام، ولن يستطيع أحد دفعه، فالسلام الإسرائيلى مبنى على العدوان، وإن لم تغير وجهة نظرها ستبقى إسرائيل فى حالة حرب مستمرة مع العالم العربى.
◄أنت واصل طه هل تحب أن تعيش فى إسرائيل أم بالضفة؟
أنا أعيش مثل غيرى من أبناء شعبى على أرضى، هكذا أحب ولا أفضل أى مكان بالعالم على قريتى نحن نعيش على أرضنا وإسرائيل هى التى جاءت إلينا ولم نذهب نحن إليها. وهناك الكثير من العنصريين الذين يريدون تفريغ هذه البلاد من سكانها لتحولها إلى دولة الشعب اليهودى سكاناً وجغرافيا، وهذا لم يحدث لأننا أصحاب الأرض والتاريخ, وهذا لا يتناقض مع تحقيق كل حقوق وطموحات شعبنا الفلسطينى.
لمعلوماتك
◄واصل طه ولد بتاريخ 24/4/1952 بقرية كفركنا فى الجليل, حصل على اللقب الأول من جامعة حيفا فى عام 1970 انضم إلى الحزب الشيوعى بقيادة توفيق زياد وبعدها انتقل إلى الحركة التقدمية ثم عمل رئيساً لمجلس كفركنا المحلى بين السنوات 1992 وحتى 2002 أُنتخب للكنيست على قائمة حزب التجمع الوطنى الديمقراطى مرتين فى انتخابات عام 2003 وعام 2006.
◄حزب التجمع الوطنى هو حزب قومى عربى فلسطينى تأسس داخل إسرائيل عام 1996 على يد الدكتور عزمى بشارة للربط بين الهوية القومية ومبادئ الديمقراطية ومتطلبات بناء مجتمع عربى حر لعرب ال48.
◄مليون ونصف عدد عرب 48 داخل إسرائيل، ويمثلون 19.87% من إجمالى السكان يقيمون فى الجليل، المثلث وشمالى النقب, يشكّل المسلمون حوالى 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز.
◄9 عدد النواب العرب فى الكنيست من الأحزاب العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.