كان المشهد هذا العام مختلفا، فعلى نطاق المحافظات التسع التى شهدت أولى المراحل الانتخابية لبرلمان الثورة، ظهرت الأغلبية الصامتة لتعبر عن رأيها ولتخرج عن موقفها السابق من مقاطعة الانتخابات، فلم تعد فى موقف المتفرج، فى ظل التواجد المكثف لقوات الجيش لتأمين اللجان، ومساعدة رجال الجيش للمسنين والمعاقين والنساء من الناخبين، مع وجود قوات من الشرطة، التى لم تتدخل لصالح مرشح بعينه، ولم تقم بإغلاق اللجان لتغير الصناديق وتزويرها، وعلى الرغم من هذا النجاح الذى شهدته المرحلة الأولى من الانتخابات، فإن عددا من التجاوزات قد وقع من قِبل بعض الاحزاب أو المرشحين المستقلين، و هو ما يتشابه إلى حد كبير مع ما كان يحدث فى الانتخابات السابقة، ولكن بدرجة اقل من تلك الانتهاكات التى كان النظام السابق يمارسها دائما . وتمثلت ابرز التجاوزات فى استمرار الدعاية الانتخابية أمام اللجان وداخلها، واستخدام مكبرات الصوت، وضغط عدد من أنصار المرشحين على الناخبين للتصويت لصالحهم، واللعب على المشاعر الدينية للناخبين، كذلك ما تناقلته وسائل الإعلام عن توزيع علب العصائر ووجبات الإفطار على بعض الناخبين، بالإضافة إلى انتشار سماسرة شراء الأصوات فى بعض الدوائر الانتخابية، وقيام بعض الأحزاب والمرشحين على مقاعد الفردى بتوفير وسائل مواصلات عليها لافتات الدعاية الانتخابية للمرشحين التابعين لهم، وذلك لنقل الناخبين مجانا إلى لجان التصويت، وقيام بعض أنصار المرشحين بتهريب أوراق التصويت من داخل اللجان الانتخابية وعرضها على منضدة أمام مقار اللجان لمساعدة مؤيديهم على التعرف على كيفية التصويت لصالحهم. وتعددت أسباب تأخر فتح أبواب عدد من اللجان الانتخابية، وكان أهمها تأخر تسلم بطاقات الاقتراع، أو وجود بطاقات انتخاب دون أختام، وقيام رئيس اللجنة بختمها بخاتمه الشخصى والتوقيع عليها، وتأخر وصول القضاة أنفسهم، ووجود لجان من دون حبر فسفورى، كما شهدت عملية التصويت داخل اللجان عددا من الانتهاكات، كحدوث أخطاء فى كشوف الناخبين، أو أسمائهم، أو إدراج عدد من المتوفين داخل الكشوف، وكذلك تغيير أرقام وترتيب عدد من المرشحين دون إخبارهم، إضافة إلى حالات الشغب المحدودة التى شهدها عدد من اللجان نتيجة للزحام، ورغبة الناخبين فى الإدلاء بصوتهم عقب انتهاء موعد التصويت، ورفض عدد من المنتقبات الكشف عن وجوههن أمام القاضى، للتأكد من هويتهن . «اليوم السابع» رصدت العديد من تلك المظاهر، الإيجابية منها و السلبية، منذ بداية عملية التصويت فى صباح الاثنين الماضى، حتى انتهائها مساء الثلاثاء، فى محافظات المرحلة الأولى التسع، على مستوى اللجان الانتخابية، والقضاة، والناخبين، ومرشحى الفردى والقوائم الحزبية، واستعانت «اليوم السابع» بكل ما تم نشره فى موقعها الإلكترونى والعدد اليومى بالإضافة إلى ما نشر فى التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية، والأخبار المنشورة على المواقع الإخبارية، والتقارير الخاصة بغرف العمليات التابعة للأحزاب المشاركة فى الانتخابات.