بناء على دعوة رسمية من الرئيس السودانى عمر البشير حضر أمس الخميس، الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث لحزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان، وهى الجلسة التى حضرها الرئيس السودانى عمر البشير، وقيادات الدولة والحزب الحاكم فى السودان، كما حضرها 42 وفدا يمثلون 30 دولة من مختلف القارات وخلال الجلسة الافتتاحية ألقى الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد كلمة الوفود العربية أمام المؤتمر. كما ألقى الدكتور هارون كبادى الأمين العام للحزب الحاكم ورئيس البرلمان فى تشاد كلمة أفريقيا، وألقى كلمة آسيا كل من مين شين دى عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الحاكم فى الصين، وداتو عدنان الأمين العام لحزب آمن الماليزى، أما كلمة أوروبا فقد ألقاها فرديناند فاسل رئيس حزب الشعب ووزير الدفاع السابق فى النمسا. واستقبل الحضور كلمة الدكتور السيد البدوى أمام المؤتمر بهتافات وتصفيق حار أثناء إلقائها وهذا نص الكلمة: أحييكم باسم الثورة المصرية المجيدة وباسم الثورات العربية فى كل مكان من أرض الوطن ثورات التحرر من الديكتاتورية والاستبداد والتبعية والمذلة والهوان. آتى إليكم من أرض الكنانة التى حفظها وسيحفظها الله إلى يوم أن نلقاه، آتى إليكم وأنا أحمل مشاعر إيمان لا يتزعزع بأننا سنعبر بأنفسنا ما نعيشه اليوم من صعاب تتابعونها لحظة بلحظة، أعلم أنكم تشعرون بقلق شديد على الثورة المصرية مما تتابعونه من وسائل الإعلام. الثورة المصرية التى أسقطت أعتى نظام استبدادى فى العالم وما يجرى الآن فى مصر من أحداث هو توابع للزلزال العنيف لثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة التى أسقطت نظاما ً استبداديا ً من أعتى أنظمة الاستبداد فى العالم فقد كان النظام السابق فى مصر يملى عليه فيطيع فضاعت السودان من مصر ولكن الأقدار شاءت قيام ثورة مصر فعاد السودان من جديد إلى حضن الشقيقة الكبرى مصر، وهناك أعداء للثورة المصرية فى الداخل والخارج، كما أن هناك دوراً لمنظمات أجنبية تعمل تحت مسمى حقوق الإنسان مدعومة من أمريكا التى مولت هذه المنظمات خلال الأشهر الماضية ب 65 مليون دولار لإجهاض الثورة المصرية، وحتى لا تصبح مصر دولة ديمقراطية لأن أمريكا لا تريد الديمقراطية لمصر، ولا أعداء الثورة فى الداخل أيضاً، ونحن فى مصر نؤمن بأننا قادرون بعون الله على بناء مصر الجديدة مصر الدولة الديمقراطية الحديثة العادلة هذا الإيمان بالمستقبل هو ماساقنى لكم اليوم، حيث لا مستقبل لبلادى إلا وكان هو ذاته مستقبل بلدكم الذى تجرى فى عروقه نفس الدماء.. فى حالتنا كمصريين وسودانيين الدم والماء عنصر حياة واحد.. دماؤنا ومياهنا واحدة امتزجت عبر التاريخ وسنجرى حتى نهايته فى مسارات واحدة. هذه المسارات الجامعة عمادها الأساسى الإنسان والأرض وهى واحدة فى وجدان الشعبين وفى وجدان كل الشعوب العربية وقد تربينا جميعاً عليها.. هذه الوحدة نبنيها معاً اليوم عبر إمكاناتنا المشتركة.. أرض ترويها الدماء والماء لتثمر ترابطاً عملياً ووحدة شعوب لا يزعزعها شىء.. خطوة حقيقية نحو صناعة المستقبل لأبنائنا.. خطوة لتحقيق التحرير لأمة كاملة قد تختلف أعلامها لكن مصير مواطنيها واحد مصير باتساع الوطن العربى بإيمان وعزم أبنائه، لا شك أن الجميع يعلم أن هناك ثنائية أبدية هى مصر والسودان هذه الثنائية التى لا أشك لحظة فى أنها ستبقى، وتنمو وما نحن إلا حراس عليها حتى تنتقل لأبنائنا، فقط أتمنى أن نكون قادرين بدعمكم على أن نكون جزء من حلم من سبقونا وأن نكون قادرين على نقل الأمانة لمن هو قادم فى الغد من الأبناء الذين أصبحوا الآن يملكون الوعى والفهم والقدرة على التساؤل والمساءلة، سنقف أمامهم بإذن الله تعالى مرتفعو الرأس كى نسلمهم أمانة ينقلوها لأبنائهم ثنائية خالدة مستمرة تناقلها الأجيال الساكنة على ضفاف الوادى مصر والسودان. وختاماً أهنئ المؤتمر الوطنى بمؤتمره الثالث وادعوا له بمزيد من التوفيق والنجاح فى قيادة السودان الشقيق نحو ما يستحقه شعبها من خبرة وعزة ورخاء.