تحت عنوان"الحرية للصحافة والحماية للصحفى" بدأت فى القاهرة أعمال المؤتمر العام الحادى عشر لاتحاد الصحفيين العرب، وذلك بمشاركة وفود من 14 دولة عربية لمناقشة قضايا الصحفيين، حيث يسيطر على مناقشات المؤتمر قضية اختيار الأمين العام بعد خلو المنصب بوفاة الأمين السابق صلاح الدين حافظ وفراغ منصب الرئيس بمرض صاحبه إبراهيم نافع، وهو الأمر الذى يدفعنا للتساؤل هل تتراجع القيادة المصرية للصحافة العربية؟ فى البداية يؤكد يحيى قلاش السكرتير العام السابق لنقابة الصحفيين قائلاً "إن علاقة نقابة الصحفيين المصريين باتحاد الصحفيين العرب قد تراجعت وتزعزعت، وبدأ هذا التراجع منذ 4 سنوات عندما تم تجاهل النقابة فى رئاسة المؤتمر، وهو ما رفضه النقيب السابق جلال عارف، وزاد من هذا التراجع وفاة الكاتب الصحفى صلاح الدين حافظ والذى كان بمثابة( الدينامو والعقل المحرك للاتحاد) فقد كانت شخصيته تحظى باحترام بين النقابات العربية، ومما ساعد على جمود اتحاد الصحفيين العرب تعاقب ترشيح الكاتب الصحفى إبراهيم نافع لأربع دورات متتالية، فمنذ مجيئه للاتحاد فى عام 1996 والاتحاد قد دخل فى حالة (موت سريرى)، وساعد على ذلك أيضا غياب دور النقابة المصرية فى الاتحاد، رغم دورها فى تأسيسه عام 1964 بقيادة العظيمين كامل زهيرى وحسين فهمى، ناهيك عن أنها تعد من أقدم وأعرق النقابات فى الوطن العربى، فأعضاؤها 7000 صحفى، بينما لا يزيد عدد الأعضاء فى النقابات الصحفية العربية عن 2000 صحفى، ومن هنا كان ضرورياً أن نبحث عن حل لإحياء دور النقابة لأنه سيؤدى لإحياء دور الاتحاد. وبالنسبة لسياسة الترشيح لعضوية الاتحاد وأمانته يقول قلاش، من المفترض أن تعقد نقابة الصحفيين المصرية اجتماعاً تعلن فيه أسماء مرشحيها، لكن ذلك لا يحدث على الإطلاق، فالأمور تسير بشكل عشوائى وبدون علم مجلس النقابة، وفى ظل هذا الغياب كان هناك 4 من الأعضاء لهم حق التصويت فى الانتخابات، لكنهم فوجئوا أثناء بدء فاعليات المؤتمر باستبعاد كل من جمال فهمى وعبير سعدى دون الرجوع لمجلس النقابة، وهذا إن دل على شئ فلن يدل إلا على سيطرة ( النزعة الفردية) وتحكمها فى الأداء النقابى. كشف قلاش عن إصلاحات ساهم فى وضعها الراحل صلاح الدين حافظ، وتم الاتفاق عليها بين النقابات العربية، لكن النقابة المصرية اعترضت على ذلك، وطالبت باستمرار العمل باللائحة القديمة. وأضاف قلاش قائلا، إذا كان هناك خلاف يدور الآن حول منصب الأمين العام، فلا يليق بالنقيب المصرى وهو نقيب أقدم وأعرق النقابات فى الوطن العربى أن يرشح نفسه لهذا المنصب فى ظل وجود مناصب قيادية فى الأمانة يتولاها نقباء دول صغيرة "لا داعى لذكر اسمها". كما أن ترشيحه لهذا المنصب لا بد أن يلقى موافقة من مجلس النقابة ولا يقوم على الرغبة الفردية، فصلاح حافظ عندما اختير لهذا المنصب لم يكن عضواً بمجلس نقابة الصحفيين. بلهجة غاضبة قال جمال فهمى مسئول العلاقات العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، إنه لم يندهش ولم يحزن فى نفس الوقت على قرار استبعاده والذى تم بطريقة وصفها "بالفجة"، فلم أكن موجوداً فى الاجتماع الذى تم فيه قرار تشكيل أو اختيار الأعضاء المرشحين لاتحاد الصحفيين العرب، لكن ما أود ذكره فى هذا الشأن هو أن الأعضاء يتصرفون بأسلوب مزيف يشبه تماماً الأسلوب الذى تستخدمه الحكومة، وإذا كان هذا حالنا وحال نقابتنا، فلا شك من أنه سيعكس تراجعاً سيكون مردوده خطيراً على قيادة مصر للصحافة العربية. مشيرا إلى أن اتحاد الصحفيين العرب، لا يعبر عن الصحافة العربية بحالتيها الإيجابية أو السلبية، فنصف أعضائه لا يمارسون المهنة على الإطلاق، كما أنه مركب بطريقة لا تسمح إطلاقا بتطويره، وسيبقى كما هو تتحكم فى مناصبه حكومات الدول العربية، فالاتحاد عندما عاد لمصر بعدما خرج منها فى مطلع الثمانينيات، رجع بموافقة حكومية، وخير دليل على ذلك هو استمرار إبراهيم نافع لأربع دورات متتالية، وهو لا علاقة له بالصحافة أساساً.