تهوى دائماً أن تكون الضحية فهى القلب البرىء والروح الأبية والجميع من حولها كفار وهى على الصراط ماضية سوية تظن أنها آخر الرسل والأنبياء ومليكة الأرض وهبة السماء ومن أجلها سطر من جديد الزمان الزبور والتوراة والأناجيل والقرآن لأنها من الخطايا عصماء تظن أنها ليست كباقِ البشر فهى أعظم ما أجاد به الدهر هى أنقى من حبات الندى وقطرات المطر هى الفجر والبدر والشمس والقمر فى ركابها تسير آلاف النجمات وبين يديها تتفتح آلاف الوردات صمتها سكون الليل وحديثها همس السحر ومصيبتها الكبرى أنها صدقت نفسها وكأنها مهد المعجرات ومهد القدر فوق عرش الغرور تربعت وفى ذاتها استكبرت تريد أن يكون الجميع رهناً لأمرها وكأن لا قبلها ولا بعدها وإن أهملها أحد بالدموع تضرجت حينما تريد شيئاً تكون كالحمل الوديع وإن رُفضَ لها طلب تتحول إلى كائن شنيع تموء وتعوى وتزأر ... وبألف شيئاً تنذر وتتلوى على الأرض كذئب صريع تسعد كلما تعاطف معها الجميع فهى الطفل البرىء والملاك الوديع لم تخطئ أبداً وإن أخطأت بألف حجة تجعل الخطأ أفضل صنيع لا تسمع إلا صوتها فهى المختارة والرأى رأيها وكأن الله خول لها الأرض وما عليها ويكفى أنها قبلت رغم رفضها فهى الأولى والأشمل والأعم هى الأذكى والأجمل والأهم هى البداية وهى النهاية .. وكل شىء ملك لها من هى فى دنيا النساء هى بعضُ من بعضِ الأشياء هى عادية جداً مثل أغلب النساء لا صهباء ولا سمراء ولا زرقاء العينان ولا خضراء ولا شعرها كالليل البهيم ولا جبينها كالضياء فلا ميزة فيها وسيماء هى لا تعرف أنه يوجد أجمل منها كثيرات ومثلها فى دنيا النساء عشرات بل آلاف ومئات مغروراً جداً ... متكبرةً جداً ... ولا تدرى أنها لا تسوى ليلة فى سوق النساء تشك فى كل من حولها وفكرة التآمر دائماً حاضرة فى ذهنها فالجميع يريدون السوء بها والجميع على كل شىء يحسدونها فمن يا ربى فى هذه الدنيا تكون هىَ حتى يقف الجميع مأسوراً بها تقوّل الجميع أشياءً لم يقولوها وتتوهم أموراً فى عقلها لم يفعلوها وتبنى من النظريات تلالاً وجبال وتصدق أقاصيص من الخيال تجعل كل من حولها يكرهوها هى مرض ليس له علاج وعقل كلما كبر إزداد اعوجاج ومشكلة ليس لها انفراج وظلام يبدد ضياء ألف منارة وسراج هى مأساة كبيرة .. كبيرة وروح مزقتها الشكوك والحيرة ستظل للظنون والأوهام إلى أبد الدهر أسيرة وتصنع من عسل العمر كؤوسًا مريرة