كلنا نعانى، ونكاد نتلفت من حولنا فيما كثر من القتل والفوضى، ولعل آخر ما أصابتنا به الأخبار الكارثية أن يستل شاب أحمق سكينا ويقتل رجلا خارجا من المسجد، لماذا؟ لأنه طلب منه سيجارة وامتنع المسكين فطعنه بسكين، وخبر آخر دكتور يغرق فى تانك بنزين فى صورة مقيتة لبلطجة الإهمال والقصور شىء لا يصدقه عقل ولا تقبله نفس ولو كانت نفس مجنون أو معتوه، ونحن فى غمرة فوضى الدعاية الانتخابية، لكل مرشح يا ليت وأكرر هذه الدعوة للمرة الثالثة، ربما قد تعرضت للتنويه إليها فى مواقف مشابهة. إنها دعوة إلى كافة المخلصين أبناء الكنانة من علماء وأطباء النفس وإخصائيى علم الاجتماع مع مرشحى كل دوائر مصر للقيام بحملة وطنية زاحفة إلى الشعب نعم زاحفة فلا انتظار أن يأتوا إليها الناس ويتوافدون فى الحى والحارة والقرية والبلدة للتوعية ومناقشة كارثة البلطجة التى تكاد تطيح بأمننا وحياتنا، ونقابلها ببرود منقطع النظير وكأن الأمر لا يعنينا أو من السهولة دفعة هكذا مثل ردود الفعل الأخرى التى نجدها حال الكوارث تبلد ووجوم ولخبطة فى القرارات ورعنة فى التصرف. الدعوة مفتوحة للمناقشة والتنفيذ الفورى، وطرح السؤال المزعج لماذا السلوك أصبح على هذه الشاكلة من العنف والمطاردة والملاحقة، ربما يجد البعض أن الدعوة مثالية مستبعدة عملا! وعلى الفور نسأل متى كانت المظاهرات المليونية غير مستبعدة عملا، ولكن نجد الناس تستجيب على الفور وتلبى عند أى نداء، بينما المظاهرة التى ندعو إليها هى مظاهرة روادها علماء وشيوخ وأطباء مصر الحريصين الفاهمين ماذا يعنى أمن الوطن والمواطن؟؟ إنها دعوة نجتمع فيها على حب وشفافية ونعلن بصراحة: لماذا أصبح سلوكنا كله بلطجة حتى أصبح القتل أسهل إجابة ممكنة!! وتعبيرا مشئوما عم نود قوله، ولو تحققنا قليلا لنجد أننا شعب يتمتع بالطيبة وحب السلام الاجتماعى، ومع كل هناك أمر ما يدفع بنا إلى العكس تماما جنون.. قتل.. ضرب.. فلا نتحكم فى سلوكنا والتعبير عن مشاعرنا: قل ما شئت من الأسباب الأمية، الجهل الفقر، عدم توفر الحلول، البطالة، لا مانع إذن أن يجلس بعض من العلماء والأطباء يدعمهم المرشحون فى الانتخابات مع الناس هنا أو هناك ويعرضون المشاكل فى ساعتين من الزمان فى حملة لا تخطئ قرية أو حى أو بلد تحت عنوان (لا للبلطجة) تماما كما هو (لا للمخدرات، على أن يجند لهذه الحملة الوطنية الهادرة وقنوات تجنيد حقيقى لا يعرف تميز أو انحياز). هل فكرنا إذن فى آلية هذه المؤتمرات وكيفية الإعداد لها؟ إلى المخلصين من أبناء مصر المناضلة، ما هى تصوراتكم ومقترحاتكم؟؟ لأجل (لا للبلطجة) من اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فهل نحن جادون.