رئيس الوزراء فى كلمته باحتفالية يوم اليتيم بعنوان "ها أنا أحقق ذاتى": النشء والشباب هم محط رعاية الدولة وفى القلب من مشروعاتها وخططها.. ويؤكد: "حياة كريمة" تؤسس لحماية المواطنين ورعاية الفئات الأشد احتياجا

ألقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، كلمة مساء اليوم فى احتفالية وزارة الشباب والرياضة بمناسبة يوم اليتيم، بعنوان "ها أنا أحقق ذاتي" تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، على مسرح مركز مؤتمرات المنارة، بحضور عدد من الوزراء والمحافظين، ونخبة من المسئولين ورجال الفن والصحافة ورموز الإعلام والرياضة.
واستهل رئيس الوزراء كلمته بأن نقل إلى الحضور تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيسِ الجمهورية، وتمنيات فخامته بالنجاح والتوفيقِ، فى مختلف الفعاليات والمناسبات الخاصة بأبنائنا من النشء والشباب، كما تقدم مدبولى بالتهنئة للحضور بحلولِ شهرِ رمضان المبارك، سائلاً المولى عز وجل، أن يجعله شهر خير ونماء وبركة، على مصرِنا الحبيبة، وعلى الأمتين العربية والإسلامية.
وأعرب رئيس الوزراء عن تشرفه بالمشاركة فى الاحتفال "بيوم اليتيم"، معتبراً أن تلك المناسبة المصرية الخالصة، التى تحولت إلى "أيقونة عالمية"، لنؤكد للعالم أجمع أننا أمة تحترِم الإنسان وتقدره، وتعلى من قيمته ومكانته، لافتأً إلى أننا نعيد التأكيد فى هذا اليوم على أن النشء والشباب هم محط رعاية الدولة واهتمامها، وفى القلب من مشروعاتها وخطَطها، فهم درة عقد النسيج المصرى، ومن واجبنا جميعاً على الدوام سعادتهم وتنميتهم، حكومة وشعبًا، فى بادرةٍ توثق حرص الدولة المصرية على رعاية أبنائها كافة، وتوفيرِ جميع مُتطلباتِ الحياةِ الكريمةِ لهم.
وفى هذا الصدد، أعلن الدكتور مصطفى مدبولى للحضور عن مبادرة "ها أنا أحقق ذاتي"، تحت رعاية فخامة رئيسِ الجمهورية، لافتأً إلى أنها تمثل إطارًا مجتمعيًا مُتكاملاً، يرتكزُ على تقديم مُختلفِ الخدماتِ وتذليل جميع المُعوِّقاتِ أمامَ تمكين أبناء الشعب المصرى كافة.
وقال رئيس الوزراء : لا يَخفَى علينا جميعًا أن الدولةَ المصريةَ تعملُ جاهدة على حمايةِ النشءِ والشبابِ، خاصةً أبناءَنَا الأيتامَ، بهدف تنشِئَتِهِم تنشئةً صحيحةً سليمةً، ضمنَ منظومةٍ متكاملةٍ ترتكِزُ على مقوماتِ بناءِ الإنسانِ، صحياً، وعلمياً، واجتماعياً، فهم شبابُ الغدِ وبناة المستقبلِ القريبِ، وعماد الدولةِ التى تفخَرُ بهِم دوماً، بما جعل العملُ على كل ما يهيئُ لهم حياة تليقُ بهِم، وحمايتهم والتكفلُ بهِم من أهم أولوياتِ الدولة، والتى بدأَها الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بإطلاقه مبادرةَ "حياة كريمة"، التى تؤسسُ لحمايةِ النشءِ والشبابِ كافةً والعملِ علَى رعايتهِم، وجميعِ الفئاتِ الأشد احتياجاً، لبناءِ مواطنٍ مصرى لمصر جديدة خالية من الأمراضِ والجهلِ والبطالةِ.
ولفت مدبولى إلى أنه كان لزاماً على الدولة فى ظل عصرٍ يموجُ بالأمراضِ والأوبئة والحروبِ وتزدادُ فيه أعداد الأيتامِ، العمل وبذل مزيدٍ من الجهدِ لحمايةِ أبنائِنَا، وصونِهِم من الانحرافِ، ليكونوا نماذجَ تَخدمُ وطنَهَا ومُجتمَعَهَا، مؤكدأً أن الاحتفال بهم ومعهم اليوم رسالةٌ بأن المجتمعَ لا ينساهم، وأنهم جزءٌ لا يتجزأُ منه، وأنّ الشرائع جميعاً جعلَتْ رعايتَهُم وتلبيةَ مطالبِهِم من مقاصدِهَا.
وأكد رئيس الوزراء أن "يوم اليتيم" يأتى كل عام ليعكس مشاعر التكافل والتضامنِ بين أفراد المجتمعِ، ويذكرنَا بمسؤوليتِنَا تجاه أبنائِنَا وبناتنَا ممن فقدوا ذوِيهِم، لافتاً إلى أنه لهذا السبب فإن السعى على توفيرِ احتياجاتِهِم وتمكينهم من متطلبات الحياة، ودمجِهِم فى المجتمعِ ورعايتهِم وحفظ حقوقهِم، واجب تحتمه علينا تعاليم الأديان السماوية، وكذا أواصر القربى والشعور بالمسؤولية، فهم أبناءُ مصر، الوطن الذى يُعطِى ويفيض ك "نيلِه" العذب، الذى لمْ ولنْ يبخلَ يومًا بمائِهِ وخيراتِهِ على أبنائِهِ، داعياً إلى أهمية أن نكون لهم جميعاً يدَ عونٍ ترسُمُ البسمةَ على شفاهِهِم، وتحمِلُ لهم نبراسًا يُضِيءُ مُستقبلاً نرجُوهُ آمنًا مُشرقًاً، فلم يكن هناك أكثر من تكريمِ الله لليتيمِ، حين اختار خاتم الرسلِ، وخير الخلقِ أجمعين ليكونَ يتيمًا، ثم ما لبث صلى الله عليه وسلم أن أوصانا جميعا بهم خيراً.
وقال مدبولى : ها نحن اليوم نحتفلُ معكم وشعارُنَا جميعًا "ها أنا أحقِّقُ ذاتي" وفى هذا الإطارِ، فإننى أعلن أن وزارةَ الشباب والرياضة، ستقوم بالبدء فى توزيعِ كروت مجانية يتم تسليمها للنشءِ والشبابِ من أبنائنا الأيتام، تسمح لهم بارتياد مراكزِ الشباب المنتشرة فى جميعِ قرى ومدنِ محافظاتِ الجمهوريةِ وممارسة مختلف الأنشطة بها مجاناً ودون أى مقابل، فى خطوة منها لتشجيعِ أبنائِنَا جميعًا على ممارسةِ الرياضةِ والفعالياتِ المختلفةِ التى تقومُ بها وزارةُ الشبابِ والرياضةِ، التى عمِلَت على مدارِ السنواتِ الأخيرةِ بهدف تحديثِ وتطويرِ كثيرٍ من مراكزِ الشبابِ، لتقومَ بمهمتِهَا الأساسيةِ، وهى الإسهام فى التنشئةِ الصحيحةِ والسليمة لأبنائنَا وشبابِنا جميعًا.
وفى ختامِ كلمته توجه رئيس الوزراء إلى الله داعياً أن يحفَظَ مصرَ وأبناءَها، وأن يوفقهم إلى ما فيه الخير والرشاد، متمنياً للجميع دوامَ التوفيقِ والسدادِ.
كما أكد الدكتور أشرف صبحى فى كلمة ألقاها خلال مراسم الاحتفالية، أن هذا الاحتفال رسالة من الدولة للأيتام بأنهم ليسوا وحدهم، مشيرا إلى أن مبادرة "ها أنا احقق ذاتي" تحرص على تلبية كافة متطلبات النشء بجهود تتضافر بين الحكومة والقطاع الخاص، لافتا إلى أن وزارة الشباب والرياضة ستعمل من خلال هذا المشروع على الوصول إلى الشباب فى كل المحافظات بأنشطة رياضية، مع اكتشاف المواهب ورعايتها من خلال العديد من البرامج والمشروعات، لتحقيق آمال وتطلعات النشء والشباب.
وخلال مشاركته فى مراسم التحتفالية، شاهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والحضور عددا من الأنشطة الرياضية والترفيهية التى يمارسها الشباب والأطفال، من بينها كرة القدم، وركوب الدراجات الهوائية، وأدار حوارات ودية معهم، محفزا اياهم على ممارسة الرياضة لكونها ضمانة الصحة والجسد السليم، وحرص على التقاط صور تذكارية مع الشباب والأطفال.
وقام الدكتور مصطفى مدبولى، مع الدكتور أشرف صبحى، أيضاً بتكريم عدد من النماذج المشرفة التى استطاعت تحقيق ذاتها فى مختلف المجالات، من أبناء وبنات المبادرة، كما تعرف من خلال فيلم تسجيلى بعنوان "شباب مصر" على دور وزارة الشباب والرياضة فى المشروع القومى "ها أنا أحقق ذاتي"، الذى يستهدف النشء والشباب، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، كما شاهد رئيس الوزراء عدداً من العروض المميزة، التى تضمنت فقرات رياضية، وغنائية، وتمثيلية، واستعراضا للفنون الشعبية، شارك فى تقديمها شباب ضمن مواهب وأبطال المشروع القومى "ها أنا أحقق ذاتي"، وبمشاركة عدد من الأطفال، مع أداء أغنيات من اوركسترا وزارة الشباب والرياضة بقيادة الموسيقار سليم سحاب، وأغنية بعنوان "حلمي" للمطرب أحمد جمال.
كما استمع رئيس الوزراء إلى مداخلة على المسرح من أحد نماذج النجاح للأيتام، وهو عبد الله شكرى، المعيد بكلية التربية الرياضية، الذى أوضح أن ظروفه العائلية عطلت حلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم، ولكنه اتجه إلى العمل الأكاديمى فى المجال الرياضى الذى أحبه، وتفوق فيه، ليصبح اليوم أحد أذرع المشروع القومى لوزارة الشباب والرياضة "ها أنا أحقق ذاتي".