شهور كثيرة مرت منذ اندلاع ثورة 25 يناير ومن وجهة نظرى لا جديد على الإطلاق غير التغيير داخل الوزارات وكلمة الرئيس المخلوع عن شرفه ونزاهته ونظافة يده التى كان من المستحيل أن يتحدث عنها أثناء الثورة، لكنه تحدث بعد التستيف المدروس للأوراق التى تثبت جرمه فى حق الشعب والوطن. وأظن أنه الآن على أتم الاستعداد للمحاسبة ليثبت نظافة يده وليستمتع ببعض دموع المتعاطفين وبعض آراء فلول الحزب الوطنى التى سوف تحمل بعض الشعارات الساذجة على سبيل المثال "مصر خسرت مبارك" "تواجد مبارك كان أفضل بكثير مما يحدث الآن فى مصر". حتى القصر الذى كان يجلس فيه يستطيع بكل بساطة أن يقول إنه كان هدية من صديقة رجل الأعمال المعروف حسين سالم أو يعتبر بكل بساطة أن هذا القصر من حق الدولة وأنه كان يجلس فيه إلى أن ينتهى التحقيق فقط.. ويصبح القصر هو المكسب الوحيد من وراء الثورة ودم الشهداء. وما يقلقنى هو خوفى الشديد من التهاون معه من قبل المعنيين بالتحقيق من أجل إنقاذ تاريخه واسم مصر أو تحت أى مسمى.. بالأخص أنه قيل من قبل إن الحكم أو الاقتراب من رئيس الجمهورية خط أحمر ووجوده فى شرم الشيخ هو تكريم له على إنجازاته فى حرب أكتوبر وكأن النصر فى حرب أكتوبر كان بفضل مبارك دون غيره. والسبب فى كل ذلك هو انشغال القوات المسلحة والوزارة الجديدة فى قضايا مهمة أيضاً، ولكنها ليست أهم من محاسبة الفاسدين فى أقرب وقت قبل التستيف الذى يحيل حقوق الشهداء وطلبات الشعب إلى الإفساد وعدم التحقيق وهروب الفاسدين من العقاب وأيضاً بالقانون بما أنهم أبالسة القانون. إلى الآن لم يحدث جديد رغم تواجد الثوار المستمر فى الميدان غير نقل سكن مبارك من القصر الجمهورى بالقاهرة إلى قصر شرم الشيخ، ومن ثم إلى مستشفى القوات المسلحة ومستشفيات وأماكن مختلفة على السرير الشهير وحبس بعض المسئولين لتهدئة الرأى العام لأنه إلى الآن لم نسمع عن حكم صريح ولم نشاهد محاكمة علانية، كما كنا نشاهد محاكمة رئيس العراق السابق صدام حسين إلا لبعض المسئولين وأخشى أن لن نشاهد محاكمة مبارك علانية. رغم الشهداء والمصابين والمفقودين وقلوب الأمهات الحزينة وصرخات الشعب فى الميدان ونزيف الأقلام على صفحات الجرائد ومحاولات المثقفين لإنقاذ الثورة على شاشات التليفزيون إلا أن النتائج غامضة غموض مخيف. أشعر بأننا نتقدم الخطوة ببطء وخوف وتردد غير عادى وأيضاً عدم ثقة وكأن المستقبل مجهول تماماً ومخيف أو على الأقل غير مطمئن، كل هذا والثوار فى الميدان، كما هم صامدون ومصممون على مطالبهم ولم ننكر أن الحكومة والقوات المسلحة ترد بردود أكثر من رائعة، ولكنها إلى الآن مجرد ردود مشعة بالأمل ومبشرة بالخير، ولكن التحركات والأفعال لا تعادل الوعود التى يسمعها الثوار والأمنيات التى يتمناها الشعب، وهذا ما يجعل الثوار فى حالة خوف وقلق من الغد ورفض وعصيان لطلب الحكومة والقوات المسلحة ألا وهو فض أرض الميدان من المتظاهرين وهذا يجعلنى أتساءل لو قام الثوار بتلبية هذا الطلب ماذا ننتظر فى الغد؟ وبما أنه مر على الثورة وخلع الرئيس عدة أشهر ولم يحدث جديد أتساءل أيضاً لو لم يظلوا فى الميدان كل هذا الوقت ماذا كان من الممكن أن يحدث؟ ولا أغفل عن قرار النائب العام بحبس نجلى الرئيس علاء وجمال على ذمة التحقيق وأيضاً الرئيس المخلوع ولكن ومع احترامى لكل الآراء مازال القلق بداخلى موجوداً.