«التعليم العالي»: 21 طالبًا مصريًا في برنامج التدريب البحثي الصيفي بجامعة لويفيل الأمريكية    هيئة التأمينات تعلن صرف المعاشات بالزيادة أول يوليو    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على ارتفاع    تسليم مساعدات مالية وعينية ل 70 حالة من الأسر الأولى بالرعاية في المنوفية    الاحتلال يطلق النار على منتظري المساعدات في غزة ويسقط مئات الشهداء    ماكرون: أكدت لنتنياهو أهمية وقف النار ومنع إيران من امتلاك النووي    التشكيل الرسمي لمواجهة صن داونز وفلومينينسي في كأس العالم للأندية    وسام أبو على ل"جماهير الأهلى" : جعلتونا نشعر وكأننا نلعب على أرضنا في كل مباراة    لجنة التعاقدات في غزل المحلة تواصل عملها لضم أفضل العناصر المرشحة من عبد العال    بديل صلاح يقود إنجلترا للتأهل لنهائي بطولة أوروبا للشباب تحت 21 عاما    عاجل.. تحرك مفاجئ من لجنة الاستئناف في شكوى الزمالك ضد زيزو    رغم ارتفاع الحرارة.. إقبال متوسط على شواطئ الإسكندرية    «ناقصة سكر».. مصطفى كامل يطرح خامس أغاني ألبومه الجديد (فيديو)    مينا مسعود يخطف الأنظار ب "في عز الضهر".. والإيرادات تقترب من 3 ملايين في أسبوعه الأول    هل شريكتك منهن؟.. نساء هذه الأبراج مسيطرة وقوية    تليفزيون اليوم السابع يرصد لحظة فك كسوة الكعبة لتركيب الجديدة (فيديو)    ما حكم الزواج العرفي؟ أمين الفتوى يجيب    هيئة الشراء الموحد توقع اتفاقية مع شركات فرنسية لإنشاء مصنع لتحديد فصائل الدم    علاج 686 شخصًا مجانًا في قنا.. وحملة توعية لتحذير المواطنين من خطورة الإدمان    رئيس الوزراء: مصر نجحت في إنتاج وتصنيع أجهزة السونار محليًا لأول مرة    محافظ بورسعيد: هذه إنجازات الدولة المصرية على أرض المحافظة خلال عام    مصرع طفل غرقا في بحر يوسف ببني سويف    أردوغان: لا يوجد إنسان بضمير حي يمكنه السكوت عن الجرائم الإسرائيلية في غزة    محافظ الغربية يتابع سير العمل بمشروع الصرف الصحي في عزبة الناموس بسمنود    الاتحاد العربي للفنادق والسياحة يُكلف محمد العجلان سفيرًا للاتحاد.. ويُشكل الهيئة العليا للمكتب بالسعودية    رئيس الأركان يشهد تخرج دورات من دارسي الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا    أيمن سليم: "عبلة كامل حالة استثنائية وهتفضل في القلب"    صلاة البراكليسي من أجل شفاء المرضى وتعزية المحزونين    أجمل عبارات ورسائل التهاني بمناسبة رأس السنة الهجرية الجديدة 1447ه    بعد قليل.. الإفتاء تعلن موعد أول أيام العام الهجري 1447    الإفتاء تكشف عن حكم التهنئة بقدوم العام الهجري    مصدر من اتحاد الكرة ل في الجول: إقامة كأس مصر خلال تحضيرات المنتخب لكأس الأمم    الزمالك يستعيد أرض مرسى مطروح بحكم نهائي من المحكمة الإدارية العليا    مجلس جامعة المنوفية يعلن الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد 2025/2026    شرب الماء أثناء الأكل يزيد الوزن- هل هذا صحيح؟    «النداهة».. عرض مسرحي في «ثقافة القصر» بالوادي الجديد    "حماية التراث الثقافى الغارق بالمياه الاقتصادية" ورشة العمل بمكتبة الإسكندرية    الرقابة الإدارية تنفى صدور أى تكليفات لها بضبط عضو نيابة عامة أو ضباط    عاطل يقتل شقيقه السائق بعيار ناري خلال مشاجرة بسبب خلافات بشبرا الخيمة    الرقابة الإدارية توكد عدم صحة ما تداول بشأن ضبط أحد أعضاء الهيئات القضائية    في الذكرى ال12.. مجمع إعلام القليوبية يحيي ثورة 30 يونيو    موعد إجازة رأس السنة الهجرية 1447    الحرية المصرى: 30 يونيو استردت هوية الدولة المصرية.. والاصطفاف الوطني "ضرورة"    زد يضع الرتوش النهائية على صفقة ضم خالد عبد الفتاح من الأهلي    «يومين في يوليو».. «المحامين» تعلن موعد الإضراب العام اعتراضًا على الرسوم القضائية    جيش الاحتلال يعلن اعتراض مسيرة أطلقت من اليمن قبل دخولها المجال الجوي    من البحر إلى الموقد.. كيف تؤمن سفن التغويز احتياجات مصر من الغاز؟    الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران فرصة لتفادي تصعيد كارثي    المشاط تبحث مع المنتدى الاقتصادي العالمي تفعيل خطاب نوايا «محفز النمو الاقتصادي والتنمية»    الأونروا: نواجه وضعا مروّعا يعيشه الفلسطينيون بقطاع غزة    تطور قضائي بشأن السيدة المتسببة في حادث دهس "النرجس"    محافظ الجيزة يتابع ميدانياً جهود إطفاء حريق بمخزن دهانات بمنطقة البراجيل بأوسيم    قرار جمهوري بتعيين سلافة جويلي مديرا للأكاديمية الوطنية للتدريب    خالد عبد الغفار يوجه بضرورة تطوير التقنيات الحديثة في مجال الصحة الرقمية    محافظ القاهرة يبحث مع وزير الثقافة تحويل حديقة الأندلس لمركز فنى وثقافى    صور جديدة تظهر الأضرار اللاحقة بمنشآت فوردو وأصفهان ونطنز    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة.. مواجهات نارية في كأس العالم للأندية    رسميًا درجات تنسيق الثانوية العامة 2025 في بورسعيد.. سجل الآن (رابط مباشر)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عصام العريان فى ندوة «اليوم السابع»: المجلس العسكرى والحكومة ليسا جادين فى تطبيق العزل السياسى


نقلاً عن العدد اليومى
الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، واحد من أبرز رموز الجماعة، ارتبط اسمه بكثير من الأحداث داخلها، كما تعرّض للسجن عدة مرات بتهمة الانتماء إليها، وظل اسمه ضيفا دائما على قوائم الممنوعين من السفر، حتى قامت ثورة يناير، وجرت فى نهر الحياة المصرية مياه كثيرة، حيث أسست الجماعة أول حزب لها، ليشغل العريان منصب نائب الرئيس فيه، بل يتردد أنه سيكون مرشحها لرئاسة البرلمان القادم فى حالة فوز حزبها بالأغلبية فيه.
«اليوم السابع» استضافت الدكتور عصام العريان فى ندوة موسعة، لتستمع إلى إجاباته عن الأسئلة المطروحة فى الشارع السياسى، وفى مقدمتها الموقف من ترشح الفلول فى الانتخابات، وعلاقة الإخوان بالمجلس العسكرى وبالولايات المتحدة الأمريكية، وبأطراف المعادلة السياسية فى مصر، وفى مقدمتها حزب الوفد، والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، وموقف الجماعة من تطبيق الشريعة الإسلامية فى حال وصولها إلى حكم البلاد.. وغير ذلك من التساؤلات التى جرى طرحها..
هل تعتقد أن المجلس العسكرى جاد فى تطبيق العزل السياسى، وفى رأيك من الذى يجب أن يُطبق عليه هذا العزل؟
- الذى اتضح تماما أن المجلس العسكرى والحكومة ليسا جادين فى عزل أى أحد، وأعتقد أن لديهم مبررا أخلاقيا ومبررا سياسيا، أما المبرر الأخلاقى فهو رغبتهم فى الحياد وألا يكونوا مع طرف ضد طرف، والمبرر السياسى هو أن المجلس العسكرى يرى أن الشعب الذى تمكن من إسقاط النظام يمكن أن يواجه فلوله، سواء بإسقاطهم بإرادة شعبية أو بأحكام قضائية، وفى رأيى أن من يطبق العزل على الأعضاء الرئيسيين بالحزب الوطنى، وهم أعضاء الأمانة العامة والمكتب السياسى وأمانة السياسات ومجلس السياسات وأمانات المحافظات، بالإضافة إلى أعضاء الحزب بالمحليات، وفى الحقيقة أنا كنت أرى أنه كان من المفترض أن يريح هؤلاء ويرتاحوا، لكننا فوجئنا بأنهم أسسوا حوالى 9 أحزاب لخوض الانتخابات.
هناك من يرى أن المجلس العسكرى لم يعزل الفلول لأنه يريد أن يُحدث توازنا فى البرلمان القادم ويرى أنهم فقط القادرون على مواجهة التيار الإسلامى.. ما تعليقك؟
- هذا مبرر غير واقعى لأن التنبؤ بمستقبل الحياة السياسية فى مصر نوع من الرجم بالغيب، فمثلا إجمالى أعداد الناخبين فى 2005 لم يتجاوز ال6 ملايين ناخب بينما عدد الذين ذهبوا للإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء- رغم أنه لم يكن محل تنافس- وصل إلى 18 مليونا، ولو ثبتنا على هذا الرقم فلا يمكن توقع نتائج الانتخابات.
وهل ترى أن هناك مخاوف من غضب العائلات الكبرى فى الأرياف إذا تم تطبيق العزل السياسى، خاصة أن غالبيتها لها ارتباطات بالحزب الوطنى؟
- هذا لا يبرر السماح لأعضاء الوطنى بإفساد الحياة السياسية من جديد، كما أن أغلب العائلات الكبرى لديها انتماءات فى كل الأحزاب.
كيف تنظر إلى النظام الانتخابى الحالى؟
- اعتقد أن أحد أهم مهام البرلمان القادم والحكومة التى ستأتى بعد تشكيله هو إعادة هيكلة الحياة السياسية المصرية، وإعادة النظر فى كل التشريعات، لأننا اليوم أمام مفارقة مذهلة، وهى أن القوى الحزبية التى طالبت بنظام القوائم المغلقة أصبحت فى حيرة من أمرها، وصارت تقدم رِجلا وتؤخر أخرى، لأنها غير قادرة على استكمال قوائمها الانتخابية، وبالتالى نحن أمام مهمة ثقيلة، هى إعادة بناء الحياة السياسية بعد التجريف الهائل الذى تم خلال ال30 عاما الأخيرة، وهذه الهيكلة تحتاج أحزابا حقيقية وأن يتقلص هذا العدد الكبير من الأحزاب إلى عدد قليل لا يتجاوز ال10 أحزاب، بالإضافة إلى العمل بنظام التصويت الإلكترونى.
تحالفات
أسستم التحالف الديمقراطى بالتعاون مع الوفد، ثم خرج الوفد، وتردد أن هناك سيناريو متفقاً عليه بين الوفد والإخوان حول الانفصال الشكلى.. ما تعليقك؟
- لم يكن هناك سيناريو متفق عليه مع الوفد إطلاقا، والذى حدث أن الوفد كحزب قديم وعريق رأى أنه لابد أن يخوض الانتخابات منفردا حفاظا على اسمه، خاصة أنه كانت لديه أعداد ضخمة جدا من المرشحين، وكان ترشيح كل هؤلاء سيتم على حساب الأحزاب الأخرى الموجودة فى التحالف، ومن هنا كان الوفد فى معضلة حقيقية، ورأى فى النهاية أنه من الأوفق له أن يكون مستقلا فى قوائمه الانتخابية، ثم قرر الوفد أنه لن يقبل بأعضاء الوطنى الذين ترشحوا فى 2010، ما كان يعنى أنه سيقبل بمن ترشح قبل ذلك، وهذا كان سيُحدث أزمة داخل التحالف لأننا كنا نرى أن التحالف قام من أجل تطهير الحياة السياسية من الحزب الوطنى، ومن هنا جاء قرار الانسحاب ليريح جميع الأطراف.
وهل أنتم راضون عن الشكل النهائى لقوائم التحالف؟
- التحالف يضم حوالى 12 حزبا بينها الكرامة، وهو يمثل تيارا عروبيا قوميا، والغد الجديد وهو يمثل تيارا ليبراليا، والعمل وهو حليف إستراتيجيى قديم، والحضارة وهو حزب وسطى تم إنشاؤه حديثا بعد الثورة، بالإضافة إلى مجموعة من الأحزاب الأخرى وهذا يعد أكبر إنجاز فى تاريخ التحالفات فى مصر، وفى تقديرى أن انتخابات المحليات هى التحدى الحقيقى الذى يواجه التحالف، وليس انتخابات مجلس الشعب.
ألا ترى أن التحالفات الانتخابية بنيت على باطل لأنها قامت على أساس مصالح انتخابية ورغبة كل تيار فى تجميل وجهه بالتيار الآخر، ولم تقم على أساس برامج سياسية؟
- أختلف مع هذا التصور لأننا كإخوان مسلمين فى كل تحالفاتنا منذ عام 1987 كنا حريصين على وجود برنامج سياسى للتحالف، فمثلا عام 1987 أثناء التحالف مع حزبى العمل والأحرار كان لدينا برنامج ال10 نقاط، وفى 1995 لم يكن هناك تحالف سياسى، لكن كان هناك لجنة التنسيق الديمقراطية التى ضمت قوى سياسية ونقابات مهنية، وكان لها برنامج، أما فى 2005 كان هناك برنامج من 20 نقطة فى الجبهة الوطنية التى شكلها الراحل الدكتور عزيز صدقى، والآن نحن أمام تحالف سياسى أنجز وثيقة خلال حوار استمر لمدة شهرين تضمنت المبادئ الأساسية للدولة المصرية الحديثة، إضافة إلى البرنامج الانتخابى الذى من المقرر أن يعلن عنه خلال الساعات القليلة القادمة.
إذا كانت المبادئ التى تضمنتها وثيقة التحالف محل اتفاق من الجميع فلماذا رفضتم إصدارها فى إعلان دستورى كمبادئ حاكمة للدستور؟
- نحن رفضنا أن يتم إلزام الشعب أو ممثليه بأى شىء.
أنت كنت فى السجن ليلة 28 يناير.. من الذى فتح السجون؟
- السجناء والأهالى هم الذين فتحوا لنا العنبر فى سجن وادى النطرون 2 الذى كنت فيه يومها، وطوال الليل شاهدنا الكر والفر بين القوة الأمنية بالسجن والسجناء، وأشهد أن القوة الأمنية المكلفة بحراسة السجن لم تستسلم ولم يحدث ما تردد بأن هناك قوات أمنية فتحت السجن أمام السجناء.
الإخوان والشريعة
يتساءل الكثيرون حول شكل الدولة فى ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين؟
- مصر لن يحكمها إلا المصريون بإرادة شعبية مهما كانت انتماءاتهم السياسية، ولذا أنا لى تحفظ على عبارة مصر تحت حكم الإخوان المسلمين، فمصر فى طريقها لكى تكون دولة ديمقراطية، وبالتالى من حق الشعب المصرى أن يغير حكامه بطريقة ديمقراطية، وإذا أغلقوا فى وجهه السبل فقد جرب الثورة الشعبية ونجحت، ومن حقه أن يثور مجددا.
وهل ستطبقون الشريعة الإسلامية؟
- تصور الناس عن الشريعة الإسلامية يجب أن يتطور وأن يتغير، فالشريعة ليست عقوبات ومصادرات وتشددا وتعنتا، لكنها شريعة القيم الإنسانية التى أخذتها منا الدول والشعوب الأخرى، فلماذا ننظر نحن للشريعة باعتبارها التشدد والتعنت، وأعتقد أن المسلمين بالعقيدة وبالثقافة ومع إخوانهم المسيحيين الذين يعيشون بيننا، يجب أن يدركوا أنهم المسؤولون عن إعطاء المثل لتطبيق الشريعة.
دعنى أضرب لك مثالا..هل ستسمح دولة الإخوان لامرأة لا تريد أن ترتدى الحجاب أن تفعل ماتريد؟
- لا يستطيع أحد أن يجبرها على شىء، ودعنى أذكر أن هناك مفارقة عجيبة فى الموضوع، وهى أن هناك دولتين بالشرق الأوسط تجبران النساء فيهما على ارتداء الحجاب، هما السعودية وإيران مع الفارق فى التطبيق، وهناك دولتان كانتا تحظران على المرأة ارتداء الحجاب وهما تونس وتركيا، إما مصر فلم تكن تحظر أو تفرض ارتداء الحجاب، ومع ذلك فان أكبر نسبة لارتداء الحجاب فى ال5 دول هى فى مصر، وفى تقديرى أن الذى يركز على الشكل ويقول إنه سيفرضه بقوة القانون لديه نقص فى فهم مقاصد الإسلام.
تقصد أن الإخوان لن يشكّلوا فرقاً للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟
- لا لأن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واجب على كل إنسان فى حدود سلطته وولايته العامة.
لكن كثيرين يتخوفون من القراءات المتعددة للشريعة الإسلامية وحديث كل فريق باسمها؟
- الحديث دائما باسم الدستور والقانون، فما الذى يمنع أن نخاطب الرجل المؤمن ونقول له باسم الإيمان والالتزام ما تفعله خطأ، وهذا خطاب أقوى.
ما هو المنطق الذى يحكم التحالفات عند الإخوان؟
- المنطق السائد هو أن الإخوان لديهم قوة تصويتية وامتداد شعبى يفيد أى قوى تتحالف معهم انتخابيا، وهذا هو المنطق الذى سعى به فؤاد باشا سراج الدين للتحالف مع الإخوان عام 1948، حين قال للمرحوم عمر التلمسانى «إحنا معانا رخصة.. وأنتم ليس لديكم رخصة.. وأنتم لديكم قوة تصويتية.. وإحنا حزب عاد من جديد ولم يتمكن من تكوين شعبى، ومن ثم فإن رخصتنا مع قوتكم تنشئ تحالفا قويا».. هذا هو المنطق التحالفى حتى الآن، والفارق الوحيد الآن أننا أصبحت لدينا رخصة، وشعبيتنا ليست بالقليلة ومع ذلك نحن الذين سعينا لتشكيل التحالف الديمقراطى.
ما هو موقفكم من الأحزاب التى خرجت من عباءة الإخوان مثل الوسط والنهضة؟
- العلاقة بيننا علاقة مودة وليست علاقة صراع، ومن مزايا الديمقراطية المصرية الحالية أنها أخرجت إلى الناس العديد من الأحزاب داخل التيار الفكرى الواحد.
اتصالات علنية
على صعيد العلاقة بينكم وبين واشنطن.. ما هى طبيعة الاتصالات بينكم وبين الإدارة الأمريكية؟
- لا توجد اتصالات سرية، وأذكر أننى اعتذرت من قبل عندما كنت نائبا فى مجلس الشعب عن دعوة وجهت لى لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، كما زارنى شخص من السفارة الأمريكية فى مكتبى بنقابة الأطباء وأهدانى كتابا لتوماس فريدمان، وبعدها قامت الدنيا فامتنع ممثلو الإدارة الأمريكية عن الاتصال بنا باتفاق مع النظام المصرى، وبعد الثورة تغير الوضع، والزيارة الوحيدة التى أعلن عنها من مسؤول أمريكى هى التى أجراها مسؤول بالأمن القومى الأمريكى، وسواها لم تحدث أى زيارات، ونحن أمام قوى عظمى تقول إنها تحترم إرادة الشعب المصرى ولا تستطيع أن توصد فى وجهها الباب، خاصة إذا كنت حزبا مسؤولا وتستعد لتكون شريكا فى صناعة القرار داخل البرلمان وداخل الحكومة، وبالمناسبة نحن التقينا الأمريكان مرة واحدة، بينما لقاءاتنا مع الأوروبيين لا تتوقف ولا تنقطع، ونحن نعلم أن الأمريكان والأوروبيين يعبرون عن نفس السياسة تجاه المنطقة، ونحن طوال الوقت نقول لهم إننا نريد أن نبنى دولة ديمقراطية قائمة على العدل والمساواة.
هل هناك تخوفات أمريكية من تحول مصر إلى دولة دينية مثل إيران؟
- هذا وهم ويكفى اختلاف المذهب بين مصر وإيران للتدليل على الفارق بالإضافة إلى اختلاف طبيعة الثورة ففى إيران الثورة قادها رجل دين وكان معه مجموعة من رجال الدين بالإضافة إلى سياسيين من كافة الأطياف ثم حدث بعد ذلك خلاف وتصفيات دموية أما الثورة فى مصر فكانت ثورة شعب بأكمله ولا يستطيع أحد الادعاء أنه يملكها أو قادها.
أنتم متهمون بأنكم ليس لديكم رؤية لإدارة قطاع السياحة.. ألا تخشون من أن تفقدوا أصوات نحو 6 ملايين يعملون فى هذا القطاع؟
- أود أن أوضح أنه فى ظل النظام السابق كان معدل عودة السائح إلى مصر تكاد تكون معدومة بينما معدل عودة السائح فى بلد مثل فرنسا 20 مرة وكان كل شىء متوافرا أمامه لكنه لم يكن يعود لأنه لم يجد شيئا يشجعه على العودة ولذلك فان التخوفات التى يروجها البعض بشأن السياحة ليس لها محل من الإعراب أما التخوفات الحقيقية فهى أن يأتى السائح إلى مصر ولا يعود إلا بعد 20 عاما لأنه لا يجد بيئة تشجع على العودة..وبالمنطق أيهما أخطر على السياحة، تخوف السائحة من التحرش أم هذه المخاوف التى يتم إثارتها، وفى الحقيقة نحن نعانى من اختزال السياحة فى «المايوه والخمر» وهذا كلام يشوه قطاع السياحة كما لو كان السائح يأتى إلى مصر ليشرب خمرا ويرتدى المايوه وهذا غير حقيقى.
استحواذ
أحزاب التحالف الإسلامى اتهمت حزب الحرية والعدالة بأنه أفسد التحالف الديمقراطى بسبب رغبته فى الاستحواذ على أكبر نسبة من المقاعد..ما ردك؟
- هذا غير حقيقى وأريد أن أوضح شيئا وهو أن الإخوة فى الأحزاب الإسلامية أعلنوا فى البداية أنهم سيدعمون حزب الحرية والعدالة باعتبار أنه صاحب الخبرة والتجربة ثم ارتأوا أن يترشحوا فرحبنا بترشيحهم ووضعناهم فى أماكن معقولة والمقياس الذى وضعت أسماء المرشحين على أساسه فى القوائم هو فرص النجاح وكان لدينا مقياس فى البداية هو أن أى مرشح يشتبه فى انتمائه للحزب الوطنى ممنوع ترشحه ولذا فإن قوائم التحالف لا يوجد عليها شبهة أنها تضم فلولا، رغم أن هذه الشبهة منتشرة فى باقى القوائم الأخرى.
ولماذا ارتفعت نسبة مرشحى الحرية والعدالة عن باقى النسب المخصصة للأحزاب الأخرى؟
- نحن فوجئنا بأن جميع الأحزاب تريد أن تترشح على مقاعد الشعب فقط ولا تريد أن تترشح على مقاعد الشورى وتريد أن تترشح فى القوائم فقط ولا تريد أن تترشح فى الفردى وتقدم مرشحين من الرجال فقط ولا تقدم مرشحات من النساء وتقدم دائما مرشحين لصفة الفئات ولا تقدم مرشحين عمالا وتريد أن تكون فى صدر القائمة ونحن لدينا 46 قائمة بها 332 مرشحا وكان لابد أن تكتمل القوائم فاضطررنا أن نلجأ لمرشحين مستقلين يحصلون على عضوية الحزب حتى ينطبق عليهم القانون.
لماذا رفضتم أن تأتى جميلة إسماعيل على رأس القائمة؟
- القائمة التى كانت ستترشح فيها جميلة إسماعيل على رأسها الدكتور وحيد عبدالمجيد ومع ذلك لم ندفع بمرشح فى مواجهتها على المقعد الفردى وتم نقل ترشيح جمال حنفى إلى القائمة لأننا حريصون على أن يكون البرلمان به وجوه مشرفة.
كم دفع كل حزب من أحزاب التحالف فى الحملة الإعلامية للانتخابات؟
- لم نطلب من أى حزب أى مبالغ مالية فقط طلبنا من الأحزاب كلها أن تساهم مساهمات عينية مثل أن يساهم المرشحون فى تكاليف المؤتمرات الانتخابية والمنشورات الدعائية.
الدكتور كمال حبيب وكيل مؤسسى حزب السلامة والتنمية أكد فى مقال نشره ب«اليوم السابع» أنكم طلبتم من أحد مرشحى حزبه أن يدفع 100 ألف جنيه لكى يحصل على موقع متقدم فى القائمة؟
- هذا كلام قيل فى البداية وتم نفيه على الفور ونحن لم نحصل من أحد على مليم واحد، وبالمناسبة هناك مرشحون عرضوا مبالغ مالية ضخمة ونحن رفضنا أن نحصل على شىء وطلبنا منهم أن يصرفوها على حملاتهم الانتخابية ودعنى أتحدث بمنتهى الصراحة فنحن كإخوان مسلمين آخر شىء نعتمد عليه فى الانتخابات هو الإنفاق المالى، ونعتمد على أننا لنا وجود قديم فى الشارع ولدينا طرق فى الاتصال المباشر.
ألا ترى أن تصريحاتكم ضد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح قاسية للغاية؟
- الدكتور أبوالفتوح شخصية محترمة عند الإخوان وغيرهم ولا يستطيع أحد أن يتهمه بالخيانة وكل ما يثار فى الإعلام هو صب للزيت على النار وبداية نحن قلنا إننا كإخوان مسلمين منذ أيام الثورة أننا لا نطمح فى رئاسة الجمهورية وهذا التزام منا وأبو الفتوح نفسه يقول إنه لا يجب أن يكون هناك مرشح إخوانى للرئاسة.
ولماذا تم فصل شباب الإخوان الذين نشطوا فى حملة أبوالفتوح الانتخابية؟
- لم يفصل من الإخوان أحد بسبب الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح إطلاقا ولكن حدثت مراجعات وطالبنا فيها أعضاءنا بالالتزام بقرار الجماعة والجميع أعلن التزامه وربما الاستثناء الوحيد هو مدير حملته الانتخابية محمد الشهاوى.
وماذا عن محمد جمال ومحمد هيكل وزينب مهدى وآخرين؟
- وسائل الإعلام بالغت وذكرت أرقاما غير حقيقية عن أعداد المفصولين لكن هناك قرارا بعدم دعم أى مرشح من الإخوان يترشح لرئاسة الجمهورية وهذا فى صالح الالتزام الذى يجب أن يسعى إليه الجميع.
ما رأيك فى الوقفة الاحتجاجية التى احتشد فيها آلاف السلفيين بمحافظة كفر الشيخ أمام المحكمة التى تنظر الدعوى التى رفعها الشيخ على جمعة مفتى الديار المصرية ضد القطب السلفى الشيخ أبواسحق الحوينى؟
- أمر يؤسف له أن يكون هناك نزاع قضائى بين علماء الإسلام ولا يجوز أن يكون هذا الأمر يفصل فيه القضاء وأرى أنه من الواجب على أطراف كثيرة أن تتدخل لإصلاح ذات البين لأن هذا النزاع سيؤدى إلى احتقان لا مبرر له.
جماعة الإخوان المسلمين متهمة بعقد صفقة مع المجلس العسكرى وأنها تخلت عن فكرة مقاطعة الانتخابات ووقعت على وثيقة الأحزاب ودعمت المجلس العسكرى فى ضوء هذه الصفقة؟
- نحن لم ندعم المجلس العسكرى فى الشارع إطلاقا بالعكس نحن كنا فى مقدمة الحشود الضاغطة على المجلس العسكرى لتحقيق مطالب الثورة المتفق عليها وثانيا نحن لم ندع على الإطلاق لمقاطعة مشروطة للانتخابات كمنفردين بل كنا دائما مع ضرورة إجراء الانتخابات والإسراع بنقل السلطة لكن هناك قوى أخرى فى اجتماع التحالف هى التى تحولت إلى المقاطعة الكاملة ونحن حرصا على التوافق العام داخل التحالف سرنا فى هذا الاتجاه وكان الهدف الرئيسى من تهديد المقاطعة هو تغيير المادة 5 وإقرار العزل السياسى ثم وقع الدكتور محمد مرسى ومن معه على الوثيقة كشهود على التزام المجلس العسكرى وبالفعل أوفى المجلس ببعض التزاماته مثل إلغاء المادة 5 ولم يوف بالبعض الآخر لذلك جاءت كل بياناتنا فيما بعد تضغط على المجلس العسكرى لأنه لم يوف بالتزامه مع الأحزاب ونحن لسنا فى صفقة مع أحد ولسنا عونا لأحد نحن فقط مع الله ثم مع الشعب ونحن ضد بقاء المجلس العسكرى فى الحكم وقد طالبنا فور هذا اللقاء بضرورة تحديد موعد عاجل للانتخابات الرئاسية.
الدكتور أحمد أبوبركة المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة قال إن النظام السابق سلب من الإخوان 400 مليون جنيه وأن الجماعة لديها تمويل بالمليارات وليس لأحد أن يسأل عن مصادر تمويلها.. فما تعليقك؟
- هذا كلام غير حقيقى وأنا آسف أن يصدر عن الدكتور أحمد أبوبركة وهذا التصريح لا يعبر عن الواقع وأؤكد مجددا أننا لم نكسب فى أى انتخابات سابقة بإنفاقنا وكان إنفاقنا أقل بكثير من خصومنا.
هل إذا نجحت فى انتخابات مجلس الشعب ستترشح لرئاسة المجلس؟
- هذا كلام سابق لأوانه والخريطة ستتبين بعد انتهاء المرحلة الثالثة وبالمناسبة نحن كنا فى حيرة من أمرنا لكى نبقى عددا من قيادات الحزب خارج المنافسة البرلمانية حتى يتولوا شؤون الحزب وبالفعل كنا نريد أن يتفرغ بعض أمناء الحزب فى المحافظات وأعضاء الأمانة العامة ونواب رئيس الحزب ورئيس الحزب للعمل الحزبى ولكن فرضت الانتخابات اعتباراتها وقد يتم بعد الانتخابات إعادة تفكير فى أمور جديدة.
هل سيتخلى الإخوان عن شعار الإسلام هو الحل؟
- التخلى كلمة صعبة لأن الإخوان هيئة إسلامية قامت من أجل الإسلام وحزب الحرية والعدالة مرجعيته إسلامية ولذلك لا نستطيع أن نتخلى عن الشعار ولكن يمكن أن نتكيف مع الأوضاع القانونية، وأنا أرى أن «الإسلام هو الحل» ليس شعارا دينيا أو تمييزيا وإنما شعار سياسى يعبر عن هوية سياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.