أكد الدكتور محمد فؤاد الخبير فى الشئون الانتخابية والبرلمانية، أن الثورة المصرية لم تكن حلا سياسيا لمشاكل مصر، بل قامت لعدم وجود بديل سياسى، مشددا على ضرورة وجود خارطة طريق واضحة الملامح لتسليم السلطة فى مصر عبر انتخابات معلومة ومحددة، بتوقيتات زمنية لا تقبل التراجع والتراخى فيها وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية. وقال فؤاد ل "اليوم السابع" إن مصر تشهد الآن ظاهرة "الشوبنج" السياسى، خصوصا فيما يتعلق بالقوائم الحزبية بالنسبة للأحزاب الجديدة بعد الثورة، فحتى الآن لم تقف الأحزاب على قوائمها النهائية، بل إن السياسيين يترشحون على قوائم اليسار مساء، وفى الصباح نجدهم بقدرة قادر يخوضون الانتخابات على قوائم الليبراليين، مضيفا: أن لاعبى الكرة لهم موسم انتقالات بين الأندية الرياضية، وكذلك السياسيين الآن فى موسم الانتقالات الحزبية. وأوضح فؤاد أن الثورة المصرية "طايرة" فوق والسياسة "ماشية" على الأرض، والأحزاب السياسية لم تكتمل بعد، وهذه ليست أخطاء الثورة، ولذلك فالأحزاب الجديدة تعيش فى مأزق كبير، ولن تستطيع أن تفلت من ملاحقة الفلول لها، مضيفا إلى أن مصر لا يوجد بها التدرج السياسى المتعارف عليه عالميا بحيث يبدأ بالترشح على مقاعد بلدية ثم أكبر، فحاكم ولاية ثم نائب رئيس فرئيس. وقال إن التفجيرات القادمة خلال الساعات البسيطة، تتلخص فى ترتيب القوائم، وتلك الترتيبات علما يجب أن تخضع إلى 3 معايير: الأول منها الكتلة التصويتية، ثم التناغم بين الكتل التصويتية للمنطقة، ثم تناغم بين الناس خصوصا التناغم الفكرى، ثم القسم الأخير و"البكاء والنواح" لرئيس اللجنة والسلطة الحاكمة بغرض إصدار قوانين خاصة لصالح أى من تلك الأحزاب أو التيارات السياسية. وأضاف خبير الانتخابات إلى أن التحالفات الانتخابية جميعها لديها مشكلة هى القوائم المختلطة أو خوض الانتخابات، بأن يخوضوا كل مرحلة باسم حزب مختلف، أما الحل الأخير، فهو خوض الانتخابات على المقاعد الفردية، وبالتالى الاعتماد على الخدمات الاجتماعية بشكل كامل لضمان قوة تصويتية كبيرة. وحول من يحسم الانتخابات، وتكون له لمسات واضحة على نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة فقد لخص أن الحشد الدينى سيلعب دورا كبيرا، وكذلك العصبيات، كما سيكون أول الحاصدين لمقاعد أحزاب التحالف الديمقراطى، ومنها الحرية والعدالة والمواطن المصرى، سيرسم طريقا لنفسه فى الانتخابات. وحول مرشحى الرئاسة قال الدكتور محمد فؤاد إن ثمة مشكلة رئيسية تواجه مرشحى الرئاسة، فهناك حرق ونزيف مالى كبير وغير طبيعى، والفيصل سيكون البرنامج الخاص بكل واحد فيهم، وأشار إلى أن الحكومة تعاملت مع الشعب المصرى بنظام انتخابى أشبه "بالأضحية" قائم على الثلث والثلثين. وأشار فؤاد إلى أن حادث ماسبيرو سيؤدى إلى نوع من الربكة لإعادة الحسابات، ويتطلب الإجابة عن سؤال كيف سنستطيع أن نصوغ أو نجد حلا سياسيا، مضيفا "لدى قناعة كاملة بأن الأقباط سيخرجون للتصويت بأعداد كبيرة وليس بالمقاطعة". وحول هل الانتخابات ستخلف فوضى عارمة ممنهجة، قال إن الأخلاقيات التى كانت موجودة عقب تنحى مبارك كانت رد فعل طبيعيا وبشريا، مستدلا على حالة المزاج العام والترابط والتماسك بين الشعب بكافة أطيافه وثقافاته.