اليوم السابع داخل غرفة متعلقات السيد البدوى

يحتفل المصريون هذه الأيام بمولد السيد البدوى بمدينة طنطا، ولمدة أسبوع حيث يعتبر من أكبر الاحتفالات التى يشارك فيها المصريون، حيث بلغت الإحصائيات أنه يتردد على المولد فى الأسبوع متوسط 2 مليون شخص.
"اليوم السابع" كان بصحبة الدكتور عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والشيخ محمد الفقى من أئمة المسجد البدوى، حيث اصطحبنا شيخ مشايخ الطرق الصوفية إلى غرفة متعلقات السيد البدوى، والتى لم يزرها من الناس سوى القليل جدا، ولا تفتح إلا للزيارات المهمة.
الشيخ محمد الفقى شرح لنا محتويات الغرفة، والتى تحتوى على سبحة السيد البدوى، والتى تتكون من 1000 حبة بطول عشرة أمتار مصنوعة من عدة أنواع من الخشب منها خشب الورد، وكل حبة فيها تختلف عن الأخرى، مدون عليها أسماء الله الحسنى.
وأوضح الفقى أن السيد البدوى ولد فى المغرب ثم انتقل إلى مكة المكرمة مع أبيه ثم إلى العراق وفى العراق حدثت هناك كرامة لرسول الله، حيث جاءه الرسول فى المنام أكثر من مرة وقال له يا بدوى إلى طنطا لتربى رجالا، فجاء إلى طنطا فكان لا يسكن فى البيوت بل كان يسكن فوق الأسطح فجلس أربعين عاما فوق سطح المسجد يتعبد، ويقول لو غفلت عينى لحظة عن طاعة الله ما عددت نفسى من الأحياء.
التقط الدكتور عبد الهادى أطراف الحديث وقال، إن السيد أحمد البدوى يسمى بالسطوحى، لأنه كان يجلس على السطح شاخص البصر إلى السماء، وكان ينزل المسبحة من فوق السطح لكى يسلم بها على المريدين.
ثم عاود الفقى وشرح لنا عن عصا البدوى وقال عنها، إنها مباركة، وقد كانت هناك حرب صليبية على مصر عندما دخل لويس التاسع ملك فرنسا إلى مصر بجيوشه قابله السيد البدوى وحاربه فى المنصورة وحبسه فى دار لقمان وانتصر البدوى فردد اتباعه الله الله يا بدوى جاب اليسرى أى الأسرى، كما بين لنا مشط الرأس و الذقن وحجبان صنعهما السيد عبد المتعال خوفا عليه من الحسد، كما شرح لنا عن العمة فقال، إنها من الداخل خوص أحمر من المغرب وينزل من العمة لثام كان يحجب به البدوى وجهه عن الناس من شدة الأنوار التى كانت تخرج من وجهه، كما أن عباءته تحتفظ برائحته وعندما تم قياسها وجدنا أن البدوى كان يفوق طوله عن 3 متر فكان ملقبا بفحل الرجال.
والسيد البدوى هو أحمد بن على بن يحيى ولد بفاس بالمغرب، وهو إمام صوفى سنى عربى، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء، لُقب بالبدوى لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحى.
ينتهى نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن على بن أبى طالب يُقام له فى مدينة طنطا احتفالان سنوياً، أحدهما فى شهر إبريل يُسمى بالمولد الرجبى، والثانى فى أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذى يُعد أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر على الإطلاق، حيث يزور مسجده الكائن بقلب المدينة أكثر من 2 مليون زائر فى المتوسط خلال أسبوع.