كم هو مؤلم وقاس على النفس أن يسمع عن ضابط شرطة اغتيل وهو يؤدى عمله ، ولكن ماذا نفعل؟ والبلطجة ماركة مسجلة من إنتاج نظام مبارك البائد وقد كان للشرطة دور كبير فى استخدامهم والتعاون معهم وسل أيام الانتخابات وليالى الثورة! والآن ينقلب السحر على الساحر! والله يعلم مدى المرارة التى تجرعتها فى حلقى لما سمعت خبر استشهاد النقيب البطل حازم محمود عزب وهو يؤدى عمله فى مرور القاهرة، لكن سرعان ما شعرت بالراحة لنجاح أجهزة المباحث فى الوصول إلى المجرم القاتل الذى ارتكب هذه الجريمة النكراء فى وقت قياسى أقل من أربع وعشرين ساعة! غير أن الهم عاودنى مرة أخرى وأنا أرى حالة الاستنفار الكبرى التى تمت من أجل تعقب هذا المجرم من قادة المباحث على مستوى القاهرة ونصب الأكمنة ........ إلخ حتى تم الوصول للمجرم، فى حين يبقى محمد السنى أمين الشرطة قاتل الثوار والهارب ليس من القبض عليه والتحقيق معه، ولكن من عقوبة مقررة بحكم المحكمة، ومن العجيب أن سعادة المجرم يتصل بالقنوات الفضائية وهو هارب ورغم ذلك لم تستطع أجهزة الأمن القبض عليه حتى الآن! كأن دم شهيد الشرطة مع تقديرنا لدوره العظيم ونهايته المشرفة أغلى من دم الشهداء الذين سقطوا برصاص الشرطة وليس برصاص البلطجية! أو كأن دماء الشهداء لا تستحق من الشرطة عناء البحث! إن سرعة القبض على قاتل عزب فى أقل من أربع وعشرين ساعة مع بقاء السنى حر طليق منذ شهور يقضى على ما تبقى للشرطة من رصيد فى قلوب الشعب،إن بقى لها رصيد، إن حالة الفلتان التى يعيشها الشارع المصرى وعمليات السرقة التى تتم يوميا رغم وجود مؤسسة أمنية تستهلك ما لا يقل عن 16% من الناتج القومى، ويعمل بها قرابة المليونى شخص تشعرنا دائما أن جهاز الشرطة لم يتغير ولم يخرج من المبنى الموجود بشارع الشيخ ريحان سوى العادلى فقط، بينما بقى الأشخاص وبقيت نفس السياسات القديمة لكن تحت شعار الشرطة فى خدمة الشعب! أخيرا فإن بعض مثيرى النكت حول اختفاء السنى وفشل أجهزة الأمن فى القبض عليه حتى الآن جعلت البعض يتندر بنكتة تقول إن على الشرطة إذا أرادت البحث عن محمد السنى أن تبحث عنه فى أحد الأماكن الثلاثة الآتية: إما قسم شرطة الزاوية الحمراء أو مديرية أمن القاهرة وإما وزارة الداخلية فى المكتب المجاور للواء العيسوى! ومنهم من يقول لقد تمت ترقيته إلى رتبة أعلى مكافأة له فلم يتيسر القبض عليه حيث إن إذن الضبط مسجل به الرتبة القديمة والشرطة فى خدمة الشعب!
