لفتت المخرجة اللبنانية نادين لبكى الأنظار إليها بقوة واستطاعت أن تسلط الضوء على السينما اللبنانية، بعد فوز فيلمها "هلأ لوين" بجائزة الجمهور فى مهرجان تورنتو السينمائى، وهى الجائزة الأعلى فى المهرجان، لدرجة أن صحيفة الجارديان البريطانية قالت عن الفيلم الذى يحمل اسما تجاريا عالميا بعنوان "Where Do We Go Now" أنه فيلم كوميدى مغلف بمشاعر الحزن، وأن قيمة الجائزة التى حصل عليها من قبل تصويت الجمهور تتضح أكثر مع الإشارة إلى أنها تعد مؤشراً قوياً لفوز الفيلم بجائزة أفضل فيلم أجنبى بحفل جوائز الأوسكار المقبل. ويسير الفيلم على نفس خطى أفلام سابقة فازت بنفس الجائزة قبل فوزها بجائزة الأوسكار، حيث كان الفيلم الفائز بجائزة اختيار الجمهور العام الماضى هو فيلم "خطاب الملك"، الذى فاز بعد ذلك بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بعد ذلك، كما فازت أفلام مثل "الجمال الأمريكى" و"كراش" و"المليونير المتشرد" بالجائزة فى تورنتو قبل فوزها بجائزة الأوسكار. واهتمت العديد من الصحف العالمية بكلمة نادين لبكى التى ألقتها بالنيابة عنها رشا سلطى المسئولة عن برنامج المهرجان فى حفل الختام، حيث قالت نادين فى بيان أرسلته لإدارة المهرجان أثناء استعدادها للسفر من مطار فرانكفورت: أنا سعيدة جدا ومتحمسة للغاية لفوز الفيلم بجائزة الجمهور. ويتناول فيلم "هلأ لوين" قصة صديقات مسيحيات ومسلمات من قرية لبنانية واحدة، يتجاور فيها المسجد مع الكنيسة، يحاولن بكل الوسائل منع تجدد الحرب فى قريتهن، وتسعى الصديقات بطرق مبتكرة إلى إبعاد الانقسامات الدينية عن القرية، لكى يدفن أهلها خلافاتهم الطائفية ولا يحملوا السلاح مجددا بعضهم ضد بعض. ويشير اسم الفيلم إلى أخر كلمة ترد فى نهايته حين يشعر أبطال العمل بأنهن حققن شيئاً وعالجن المشكلة، ولكن فجأة يتغير كل شىء ويصبح التساؤل الذى يطرح نفسه ماذا بعد ذلك؟ والعمل من إنتاج لبنانى فرنسى مصرى إيطالى مشترك، وتشارك فى بطولته نادين لبكى. وتجسد نادين فى الفيلم دور "آمال" التى تعجب برجل ينتمى إلى دين آخر، ومعها كلود باز مصوبغ، وليلى حكيم، وايفون معلوف، وانطوانيت نفيلى، وجوليان فرح، وسيناريو نادين لبكى وجهاد حجيلى ورودنى حداد، وإنتاج دومينيك توسان. واللافت أن الفيلم يعد التجربة السينمائية الثانية لنادين لبكى بعد فيلمها "سكر بنات" الذى شارك بمهرجانات سينمائية عالمية وحصل على إشادات نقدية كبيرة.
