أعلن الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة عن عدم تمويل الوزارة لأى مشاريع ثقافية وذلك نتيجة العجز والانكماش المالى الذى تعانى منه الآن قائلا: لن نمول هذا العام اى مشاريع خاصة فى ظل الميزانية الانكماشية التى أدت إلى تخفيض إنفاقنا بنسبة تصل إلى 20 %، كما أن صندوق التنمية الثقافية وهو الجهة الداعمة لنا لديه عجز يصل إلى 15 مليون جنيه. وأضاف أبو غازى خلال الندوة التى عُقدت مساء أمس،الخميس باتحاد الناشرين المصريين تحت عنوان مشكلات النشر وحلولها أنه يمكن دعم مشاريع الاتحاد الخاصة بكيفية النهوض بعملية النشر وتطويرها من خلال بعض المؤسسات الثقافية الخارجية مثل منظمة اليونيسكو أو فورد على سبيل المثال ولكن هذا بعد أن يتم إرسال تصور كامل للمشروع لتلك المنظمات التى عادة ما تأخذ قرار التمويل فى فترة لا تقل عن عامين. وأبدى أبو غازى ترحيبه بمزيد من التعاون بين وزارة الثقافة واتحاد الناشرين قائلا إن وزارته تسعى خلال المرحلة الحالية للاهتمام بالصناعات الثقافية التى تساهم فى تشكيل العقل والوجدان المصرى وذلك لما تمثله من أهمية بالغة يمكن ان تضيف للحياة الاقتصادية. وطالب أبو غازى من الناشر محمد رشاد رئيس الاتحاد بأن يتم التعجيل فى صياغة قانون اتحاد الناشرين وذلك تزامنا مع إعادة صياغة التشريعات الثقافية التى تسعى الوزارة لإنجازها خلال الفترة الراهنة والتى ترتكز على الحرية فى العمل الثقافى والإبداعى بشكل أكبر، وعن سبل التعاون مع دول القارة الأفريقية قال أبو غازى إن النظام السابق أهمل تلك الدول الحيوية ومازلنا نعانى من ذلك الآن قائلا إنه سيشرع لتأسيس فرع ثقافى خاص بتلك الدول شريطة موافقة وزارة الخارجية. ورحب أبو غازى باقتراح الناشرين الخاص بتطبيق الإعفاءات الجمركية على مستلزمات صناعة الكتب واعدا بالسعى لتنفيذ هذا الاقتراح، كما شدد وزير الثقافة على ضرورة اعادة النظر فى أساليب الرقابة وقوانين الرقابة على المطبوعات بشكل يدعم صناعة نشر الكتب لما لها من أهمية وبشكل يجعلها قادرة على منافسة بقية الدول فى هذا المجال. وأكد أبو غازى على أن إحدى مشاكل صناعة الكتاب والنشر هى عدم الاتقان من جانب من يقومون بعمليات الطباعة ، فنجد أن معايير الجودة لا تنطبق على هذه الصناعة وهذا يتجلى فى فى مجال النشر الحكومى أكثر من الخاص ولابد أن ننتبه لهذا الخطر. كما شجع أبو غازى فكرة انشاء قاعدة بيانات خاصة بالكتب المصرية التى تنتجها دار النشر قائلا إن قاعدة بيانات دار الكتب خاصة فقط بما هو مودع فى الدار ولا تتوفر فيها البيانات الكافية لكل الإصدارات الثقافية ولذلك ستبقى القاعدة غير دقيقة. وقال أبو غازى إن عملية التسويق الداخلى والخارجى للكتاب المصرى تمثل مشكلة اساسية بحاجة إلى حلول ابتكارية، ووعد بأن يكون الاتحاد ممثلا فى المجلس الأعلى للثقافة ولكن بعد اعادة هيكلة المجلس خاصة أن هناك بعض الأصوات التى تنادى بضرورة فصله عن الوزارة. وأوضح أبو غازى صعوبة تنفيذ الاقتراح الذى قدمه مجموعة من الناشرين أمس خلال الندوة والمتعلق بتخصيص جائزة لأفضل ناشر ضمن جوائز الدولة التى تتبع المجلس الأعلى للثقافة قائلا: تخصيص جائزة لنشر أمر غير وارد تنفيذه فتلك الجوائز الهدف منها تشجيع البحث العلمى والإبداع، وأبدى موافقته على إنشاء بوابة إلكترونية قائمة على التعاون بين وزارتى الثقافة والاتصالات ويتم فيها تحويل الإصدارات الورقية إلى أخرى إلكترونية بمقابل مادى حتى لا يضطر القارئ على قراءة بعض الكتب الإلكترونية المسروقة والموضوعة دون علم الناشر، كما وعد أبو غازى الناشرين بمخاطبة وزير الداخلية طالبا منه تكثيف المراقبة على حملات القرصنة التى تتعرض لها إصدارات الناشرين. وفيما يتعلق بالدراسات التى طالب الاتحاد بتمويلها وإجرائها مثل دراسة خاصة بميول القراءة عن المواطن المصرى قال أبو غازى إن هذا صعب خلال الفترة الحالية خاصة أن مثل تلك الدراسات سيتكلف ما يقرب من 2 مليون جنيه قائلا : المشكلة أن الذين يقومون بتقديم تلك الدراسات يبالغون بشكل جنونى فى تقدير التكلفة المالية ولكن من الممكن أن يقوم الاتحاد والجهات المعنية بهذا الأمر أن ترشد التكلفة دون أن تنتقص شئ من الكفاءة والجودة. وقدم محمد رشاد مجموعة من مطالب ومقترحات الناشرين لوزير الثقافة طالبا بتنفيذها ومن بينها اعتبار اتحاد الناشرين شريكا أساسيا فى مشروعات إنتاج الكتاب وتسويقه وترجمته، والاعتماد على الاتحاد كشريك اساسى فى تنظيم المعارض وخاصة المعرض القاهرة الدولى للكتاب، إطالة المدة الزمنية المخصصة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وذلك لتعويض الناشرين عن الخسائر التى تعرضوا لها فى الدورة التى تم إلغاؤها بسبب أحداث الثورة ، دعم مشاركة الناشرين المصريين فى المعارض الدولية ، ضرورة التوسع فى المكتبات العامة ، اتخاذ حلول جذرية فيما يتعلق بعملية الرقابة بكل اشكالها وانواعها، زيادة التعاون بين الدول الأفريقية وجنوب شرق آسيا تحديدا وتمثيلهم فى الدورة القادمة من معرض القاهرة من خلال جناح خاص بهم. وفى نهاية الندوة أهدى الناشر محمد رشاد رئيس الاتحاد الدرع الخاص بالاتحاد للدكتور عماد أبو غازى تكريما له وتقديرا لمجهوداته فى الوزارة من أجل النهوض بالحياة الثقافية المصرية.