أكد وبرانيسلاف كانك، رئيسُ اتحاد الإعلام بصربيا، أن قانون حرية تداول المعلومات بصربيا يعطى الحق للصحفيين فى إجبار رئيس الجمهورية على الإجابة على أسئلة الصحفيين بصفة رسمية عن طريق إرسال شكوى ضده فى المفوضية العامة، وذلك طبقًا لقانون حرية تداول وتنظيم المعلومات التى تعطى الحق للصحفى وعامة الناس فى الحصول على المعلومات التى تهمهم من المصادر الرسمية. وقال كانك، فى الندوة التى عقدها مركز صحفيون متحدون ومركز تضامن لعرض التجربة الصربية فى تحرير الصحافة والإعلام، إن القوانين تتيح فى صربيا لجميع الناس بمن فيهم الأجانب أن يقوموا بإنشاء صحف وقنوات تليفزيونية بدون شروط معقدة أو تراخيص لكن التمويل والاحتكارات المالية من كبرى الشركات تقف دائمًا كعائق أمام أية مشروعات. وأضاف أن الصحفيين وحدهم هم القادرون على حماية المهنة وصيانتها لأن النقابات المهنية سواء كانت محددة أو متعددة فإنها تعمل فى دوائر مغلقة وأن الثورة الإلكترونية لن تستطيع أن تقضى على الصحافة الورقية، ولكنها ستكملها. وأعلن كانك عن تفاؤله بمستقبل الثورة فى مصر، وأنها لن تمر بإخفاقات التحول الديمقراطى الصربى الذى بدأ منذ 12 عاماً، حيث إنه استشعر من الحاضرين فى ورشة عمل "التجربة الصربية فى تحرير الصحافة والإعلام" بأن المصريين يفهمون جيداً ما هى الأسئلة التى يجب أن يطرحوها، ومن ثم فهم سيصلون إلى النتائج الصحيحة. وأشار إلى أن الثورة المصرية متقدمة عن التجربة الديمقراطية فى صربيا بخمس سنوات، مطالبا الإعلام فى البلدين بأن يلعبوا دوراً فى توضيح آليات وتفاصيل الثورة المصرية. وقال كانك إنه يمكن بسهولة تجنب أخطاء الثورات التى حدثت فى أوروبا الشرقية منتصف التسعينيات، مشيرا إلى هناك خصوصية لكل ثورة ديمقراطية ومع ذلك يمكن تبادل الخبرات فيما يتعلق بالخطوط الأساسية المشتركة بين كل الثورات بين كل الثورات الديمقراطية فى العالم. وأضاف أن صربيا حاولت تنظيم ثورات خلال العقدين الماضيين إلى أنها فى كل مرة باءت بالفشل، ففى عام 1996 نظمت المعارضة ثورة ضد رفض سلوبودان ميسولوفيتش الاعتراف بنتائج الانتخابات المحلية التى اكتسحت فيها المعارضة الحزب الشيوعى، رغم أنه خرج فى هذه المظاهرات 400 ألف شخص، وأن الثورة التى اندلعت فى عام 2000 كانت ثورة منقوصة وغير مكتملة. وأوضح أن الناتو كان يقف فى وجهة الثورات الصربية كل مرة لأنه كان يعتبرها سوقًا يستهلك منتجات الاتحاد الأوروبى، وعدم الاستقرار فى هذه المنطقة يهدد الاقتصاد الأوروبى. وعن وضع المسلمين فى صربيا، قال كانك إن المسلمين يتراوح عددهم ما بين 600 إلى 700 ألف من أصل 7,5 مليون نسمة وهناك 50% من الشعب الصربى يعتبرون أقليات يتعرض جميعهم للاضطهاد وليس المسلمين فقط. وأوضح أن الشعوب إذا كانت فقيرة تظل مترددة أن تأخذ القرار الذى يعيد لها كرامتها، والمشكلة أن تستطيع أن تقنع هؤلاء أن يتحركوا ليغيروا حياتهم, مؤكدا أنه بعد نجاح الثورات يجب أن تمثل الأحزاب كل الشعب لأن فى مرحلة البناء من الصعب الاعتماد على أحزاب كارتونية ليس لها برنامج حقيقى. وعن العوامل التى تؤدى إلى فشل الثورات، كشف كانك عن أن ضياع الوقت يأتى دون تحقيق تقدم فى الثورات يكون فى البحث عن الأملاك والأموال المنهوبة، مشيراً إلى أن هذا هو ما حدث فى صربيا وأدى إلى أن تكون الثورة الصربية مازالت فى بدايتها رغم مرور 12 عاماً عليها. وطالب بالبعد عن التطاحن بين القوى الوطنية فى هذه المرحلة والمشاركة لتحقيق الأهداف والغايات. وأشار كذلك إلى أن المصريين أول من قاموا بأول إضراب فى التاريخ، عندما احتج النحاتون على العمل فى عهد رمسيس الثالث. وعن أهم شىء للثورة، قال كانك: "الصبر أهم شىء فى الثورات وفى بلد مثل مصر يجب الصبر فى كل شىء"، موضحا أن الديمقراطية لا تطلب لأنها لا تأتى وحدها بل تحتاج إلى سعى وجد وراءها". وأكد أن الدول من الممكن أن تعيش بدون أحزاب سياسية لكن من المستحيل أن تعيش بدون نقابات لأن فى عدم وجود نقابات تعم الفوضى. وطالب النقابات بأن تصنع حزبها السياسى بنفسها، أو تتعاون مع حزب على الأجل المتوسط من أجل الحصول على حقوق أصحاب المهنة. وعن التحديات التى واجهت الصحافة والإعلام فى ظل حكم سلوبودان ميسولوفيتش، قال كانك إن النظام السابق كان يضع برنامجًا لكراهية كل المعارضين له فى الإعلام وكان يجبر على تسمية الكروات بأقبح الأسماء والحديث على البوسنيين عل أنهم قتلة. من جانبه، أوضح سعيد شعيب، مدير مركز صحفيون متحدون، أن فكرة استضافة كانك كانت منذ نجاح الثورة لنقل خبرات الآخرين وليس الهدف منها السير وراء تجربة بعينها، مؤكداً أنه بعد الثورة من المهم أن نسمع ونتبادل الخبرات.