أعربت الجمعية الوطنية للتغيير عن استيائها البالغ وأسفها الكامل، للاشتباكات العنيفة التى وقعت ليلة أمس وفى الساعات الأولى من هذا اليوم. وطالبت الجمعية الوطنية للتغيير - فى بيان صدر اليوم السبت - بتحرك سريع لكل المخلصين من أبناء الوطن لنزع فتيل ما وصفته "بنذر الانفجار المجتمعى" التى لن تتوقف مادامت أسبابها قائمة، كما طالبت بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق فى أحداث يوم أمس الجمعة، وتحديد المسئولين المباشرين عن تلك الأحداث. وذكر البيان "أن هناك مجموعة من الظواهر ذات الدلالة للاشتباكات العنيفة التى وقعت ليلة أمس فى محيط السفارة الإسرائيلية وحول مديرية أمن الجيزة وعلى رأسها مناخ الاحتقان الشديد المتراكم والمتولد عن شعور قطاعات ضخمة من المجتمع بتباطؤ وتيرة الاستجابة لمطالب الثورة، وبالتطورات السلبية المتعلقة بمحاكمة رؤوس النظام السابق، وعودة فلول النظام البائد لصدارة المشهد، وتصاعد عمليات الاستفزاز المتعمد لأسرا لشهداء، والصدام المستمر بين الأمن وبين أحد فصائل شباب الثورة ومشجعى كرة القدم (الألتراس)". وأوضح "أنه مما يضاعف من أسباب الاحتقان الإحساس الطاغى باحتقار إسرائيل للشعور الوطنى المصرى، ورفضها الاعتذار عن جريمتها النكراء، التى ترتب عليها قتل ستة من المصريين الأبرياء، مصحوبة بالاعتداء على السيادة الوطنية، وفى المقابل العجز عن التصدى لعنجهيتها أو وضع حد لغطرستها". أضاف أن الانحياز الأمريكى المكشوف لإسرائيل، والذى عكسه مطالبة الرئيس أوباما لمصر، باحترام التزاماتها الدولية بحماية أمن السفارة الإسرائيلية، فى الوقت الذى تجاهلت فيه الولاياتالمتحدة الدماء المصرية الطاهرة، التى أريقت فى الاعتداء الصهيونى، وتجاهلت ما أسمته "الالتزامات الدولية" التى كان يتعين أن تطالب بها "إسرائيل" المعتدية على أمن مصر وأرواح أبنائها، وهو ما يلفت النظر مرة أخرى إلى الموقف الأمريكى المعادى للثورات العربية، وفى مقدمتها ثورة الشعب المصرى. وحسب البيان، فإن هذه المليونية جاءت استجابة لنداء الوطن، حيث احتشدت جموع هائلة من المصريين، فى عدد من الميادين بالقاهرة والإسكندرية، والسويس ومحافظات أخرى عديدة، بمناسبة "جمعة تصحيح المسار"، فى حضور يعيد الاعتبار لقيم الثورة المصرية الأساسية، ويرفع شعاراتها الرئيسية، التى تدافع عن حلم الشعب المصرى فى الحرية، والمواطنة والتقدم والعدالة الاجتماعية. كما أكدت الجمعية "أن مليونية تصحيح المسار كانت ناجحة وأن التحركات الجماهيرية الحاشدة تمت بشكل مثالى، فى مظهر عكس ممارسة ناضجة للحق المشروع فى التعبير عن الرأى بصورة سلمية كاملة، ولم يكن هناك أى تصرف يخدش هذا التوجه العام الذى دعت إليه الجمعية والعديد من الفصائل والقوى المشاركة، والتزمت به الجماهير التزاما. واضحا قبل أن تتطور الأحداث خارج هذا السياق بالصورة العنيفة التى شهدناها، ويكتنف الغموض دوافعها وتتطلب المزيد من التدقيق، لتكوين فهم واضح لمجريات تطورها وبالشكل الذى نثر الغبار على نجاح "جمعة تصحيح المسار" وشغل الانتباه عن دلالاتها ونتائجها.